أملاك الوقف خط أحمر

> زكريا محمد محسن

> يبدو أن ثقافة النهب والفيد قد أصبحت ظاهرة مستفحلة ومتفشية في مجتمعنا الذي كان إلى وقت قريب يبغض التعدي على حقوق الآخرين وممتلكاتهم سواء كانت خاصة أو عامة، ولا يقبل بالكسب الحرام مهما كانت حاجته وفاقته، ولقد مر بظروف أسوأ من الظروف الراهنة الصعبة والقاسية، لكنه ظل عزيز النفس متمسكاً بقيمه ومبادئه ولم يدنس نفسه أو يهنها أو يمرغ يديه في وحل النهب والفيد كما يحصل اليوم..!!

والطامة العظمى أن كثيراً من الناس قد استمرؤوا النهب والفيد وانساقوا وراء أطماع نفوسهم الأمارة بالسوء، وللأسف الشديد لم يقتصر ذلك على ممتلكات الدولة والبسط على أراضيها أو السطو المسلح على حقوق وممتلكات الغير واغتصابها وحسب -مع أن كل هذا منكر ولا يجوز في أي حال من الأحوال مهما كانت المبررات- بل تعداها إلى الاعتداء على الوقف والاستيلاء عليه بدون وجه حق وبغير ما هو جائز ومشروع.

وللأسف الشديد أن أراضي الوقف -سواء كان عاماً أو ذرياً- باتت اليوم عرضة للنهب والتصرف بها وبيعها وتأجيرها والبناء عليها للمصلحة الشخصية بزعم أنها أراضٍ وأملاك تتبع الدولة..!!
والمضحك المبكي إن فئاماً من الناس تقر وتعترف بأن ما في حوزتها وما تحت يدها هي أملاك وقفية حصلت عليها بطرق مشروعة وسليمة، لكن عند التدقيق والتمحيص يتضح أنها حصلت عليها بعقود احتيالية وبقيمة إيجارية تافهة لا تكاد تذكر..!!

وبالطبع هناك الكثير من صور العبث والاستيلاء والاحتيال على الأملاك الوقفية التي تحدث اليوم بدون أدنى حرج وأمام مسمع ومرأى الجهات المعنية، لكن لا يتسع مقالي المقتضب هذا لذكرها.

وبالطبع هذا قد يدفع بالواقفين من أصحاب الخير إلى الامتناع عن توقيف أموالهم وأملاكهم في سبيل الله لأعمال الخير والبر وهم يشاهدون بأم أعينهم أملاك الأوقاف تنهب وتضيع ويتم الاستيلاء عليها وتحويلها إلى أملاك خاصة ولغير الهدف الذي أوقفت من أجله، فلابد اليوم من وقفة جادة من الجهات المختصة لحماية الأملاك الوقفية من النهب والاحتيال ومحاسبة كل من تسول له نفسه الاعتداء والاستيلاء على الأملاك الوقفية أو يستحلها لنفسه بدون وجه حق قبل أن يحل علينا غضب الله وسخطه.

أخيراً يجب علينا أن نتذكر كيف كان الأجداد والآباء يعظمون الوقف ويحترمون حرمته بل ويعتبرون الاقتراب منه خطاً أحمر...!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى