مدارس مديرية المضاربة.. نقص المعلمين والكتاب المدرسي معضلة قديمة جديدة

> تقرير/ محيي الدين الشوتري

> مدير مدرسة: وجهنا الطلاب بشراء الكتب من عدن
ما تزال معظم مدارس مديرية المضاربة ورأس العارة في محافظة لحج تعاني من مرارة نقص المعلمين والكتاب المدرسي، لاسيما في التخصصات العلمية، الأمر الذي أثّر سلباً على سير وانتظام العملية التعليمية فيها.
وتتوزع في المديرية ذات الطبيعة الجغرافية الريفية عشرات المدارس لمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، يدرس فيها بضعة آلاف من الطلاب والطالبات، فيما يبلغ عدد المعلمين في هذه المديرية، التي تمثل 35 بالمائة من مساحة محافظة لحج، زهاء ستمائة معلم، موزعين على عموم المدارس في المديرية.

وعلى الرغم من المباني التعليمية التي شيدت في مناطق واسعة في المضاربة ورأس العارة، إلا أن بعض هذه المباني مجرد عروش خاوية، للنقص الحاد في المعلمين بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المعلمون، بالإضافة إلى توقف بعضهم عن التدريس بذريعة وصولهم إلى أحد الأجلين (سن التقاعد)، قبل صدور قرار بهذا الخصوص بحقهم.

شراء الكتب
وأوضح مدير مدرسة الإمام الشوكاني بمنطقة الحيمة، مطيع عبد عمر، أن التعليم في هذه المنطقة كان يؤدى في مبانٍ قديمة وبعض العشش المبنية من سعف النخيل، قبل أن يتم بناء هذه المدرسة مؤخراً.
وأشار عمر، في حديثه لـ "الأيام"، أن مدرسة الإمام الشوكاني والتي تقع في سوق شعبي بالمنطقة باتت تشهد إقبالاً كبيراً من قِبل الطلاب والطالبات من مختلف مناطق المديرية، وهو ما شكّل ازدحاماً فيها بسبب صغر فصول المدرسة، على الرغم من بنائها الحديث.

ووفقاً لمدير المدرسة، فإن أبرز المصاعب التي تواجهها إدارته مع انطلاقة العام الدراسي تكاد تكون متشابهة ولا توجد لها أي حلول ناجعة، كالنقص في الكادر التعليمي وشحة الكتاب المدرسة.
ويضيف: "وجهنا نداءات كثيرة ومتكررة إلى الجهات المعنية بهدف توفير الكتاب المدرسي لكن لم تتم الاستجابة حتى اللحظة، الأمر الذي اضطررنا على إثره لمطالبة الطلاب بشراء المنهج الدراسي من عدن، كي يتمكنوا من تأدية العملية التعليمية كما يجب".

نقص المعلمين
من جانبه قال مدير مدرسة بلال بن رباح الثانوية، محمد جبلي في المديرية: "إن المدرسة كانت تعاني من أزمة نقص في المعلمين، منذ وقت سابق، غير أن انتقال بعض المعلمين منها، خلال الفترة الماضية، هو ما زاد الطين بلة وضاعف من الواقع السيئ للعملية التعليمية فيها".

وتابع جبلي حديثه لـ "الأيام" قائلاً : "المدرسة تكاد تكون من حيث مبناها ومحتواها من أفضل المدارس في منطقة الصبيحة، إن لم تكن أفضلها، لكن تظل مجرد جدران لا غير، حيث تعاني من عدم وجود معلم حاسوب متخصص، على الرغم من وجود مختبر للحاسوب يحوي 11 جهازاً، وهو الأمر الذي نطمح إليه في المرحلة الحالية لكي يمتلك الطلاب خلفية عن هذه المادة التقنية المهمة في العصر الحاضر".

مبادرات
وعمدت الكثير من مدارس المنطقة لخلق دعم مجتمعي لتغطية العجز الكبير في نقص المعلمين، والذي شل التعليم في العديد من المدارس، وتسبب بوقف التعليم في بعضها لسنوات.
ومن أبرز هذه المبادرات المجتمعية، المبادرة التي تم البدء بها قبل ثلاث سنوات في منطقة "بطان" من خلال مجلس الآباء وهي مبادرة تم خلقها في ظل الواقع الصعب وعجز الجهات المعنية عن وضع الحلول والمعالجات لمجابهة هذا النقص، وتمخض عنها التعاقد مع العديد من المعلمين من خارج المنطقة للقيام بالعملية التعليمية فيها، وتحمل الأهالي صرف مرتبات للمعلمين، ريثما تقوم الجهات الحكومية بواجبها، رغم الوعود المتكررة بحل الإشكالية وتدخل بعض المنظمات للتعاقد مع المعلمين، لكن جميع تلك الوعود لم تنفذ على أرض الواقع.

تجاهل وإهمال
مؤخراً قدم الصندوق الاجتماعي منحة لتغطية النقص في المعلمين في ثلاث من المديريات بالمحافظة، لكن اسم مديرية المضاربة، التي ظلت تطالب منذ سنوات بتغطية النقص في معظم مدارسها، خلت من هذه المنحة التعاقدية لمدة عام واحد، الأمر الذي خلق موجة من الغضب والاستياء لدى الأوساط التعليمية وتساؤلات عن السبب في حرمان المديرية من أي تدخل للتخفيف من وطأة نقص المعلمين وآثارها السلبية على العملية التعليمية في المديرية، على الرغم من المساحة الكبيرة التي تمثلها المديرية والأهمية الإستراتيجية لها لكنها ما زالت تقابل بمزيد من التجاهل من قبل المعنيين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى