إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس بوادي حضرموت.. تعبير فرائحي قاتل

> تقرير/ خالد بلحاج

> أصبح إطلاق الأعيرة النارية بشكل عشوائي في الأعراس والمناسبات المختلفة بوادي حضرموت يشكل ظاهرة خطيرة تهدد حياة وسلامة المواطنين.
وشجع غياب المحاسبة من قِبل الجهات ذات العلاقة على المخالفين من تزايد حَمَلة السلاح في الوادي، وهو ما خلق مآسي كثيرة، كإقلاق السكينة العامة والقتل والتسبب في إعاقات جسدية دائمة.

ويسود وادي حضرموت سخطاً واسعاً في أوساط المجتمع نتيجة لإطلاق الأعيرة النارية في المناسبات، كتعبير عن الفرح والتي عادةً ما يروح ضحيتها الأبرياء من مختلف الأعمار في المدن والقرى.
مواطنون: سهولة الحصول على السلاح وغياب المحاسبة أبرز أسباب الظاهرة
مواطنون: سهولة الحصول على السلاح وغياب المحاسبة أبرز أسباب الظاهرة

قرارات فاشلة
وكان وكيل محافظة حضرموت لشئون مديريات الوادي والصحراء قد أصدر تعميماً للقرار الصادر عنه رقم (96) لسنة 2016م، قضي بمنع إطلاق النار في المناسبات والأعراس في مديريات الوادي والصحراء، غير أنه لم ينفذ.

فيما أصدر مكتب الأوقاف والإرشاد بالوادي أيضاً تعميماً عاماً لخطباء وأئمة المساجد بوادي حضرموت، حثهم فيه للحديث على ظاهرة إطلاق النار في المناسبات، وأهاب مكتب الأوقاف بأهمية توعية المجتمع المحلي بمخاطر هذه الظاهرة الدخيلة وتحذير الناس منها باعتبارها من الظواهر المنكرة والعادات القبيحة التي تفشت في الأعراس، واستخدمت خلالها الأسلحة النارية وإطلاق الرصاص الحي، والتي خلقت حالة من الرعب بين المواطنين وإرهاباً للأطفال والنساء، فضلاً عن إزهاق أرواح الأبرياء.

وحث مكتب الأوقاف في بلاغه، خطباء المساجد بتوعية المواطنين على إعلان مظاهر الفرح في الحدود الشرعية دون الإسراف في الولائم والتباهي والتفاخر بمظاهر العرس أو أذية الجيران أو استعمال ما يسبب لهم الأذى والضرر.

حملة مناصرة
كما أطلقت حملة مناصرة لمنع إطلاق النار في المناسبات ضمن مخرجات ورشة العمل المنعقدة بذات الخصوص، في أبريل 2019م، بمدينة سيئون، شارك فيها نخبة من الدعاة والمحامين والإعلاميين والأمنيين من مختلف مناطق وادي حضرموت، بعد العجز التام للأجهزة الأمنية إزاء تلك الظاهرة، دعوا خلالها الجهات المسؤولة إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية وتنفيذ القوانين الصارمة بحق مطلقي العيارات النارية في المناسبات المختلفة، كما طالبوا بضرورة تنفيذ حملة توعية كبيرة بين المواطنين من قبل الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة للتذكير بمخاطر هذه الظاهرة التي باتت تشكل قلقاً وخطراً كبيراً بين الناس، لاسيما مع توفر وسهولة الحصول على الأسلحة وحملها بطرق مرخصة وغير مرخصة.

وأوضحوا أن سهولة الحصول على السلاح والتباهي به بإطلاق الأعيرة النارية في الشوارع والساحات العامة ومن نوافذ السيارات، تعد جريمة لا بد من محاسبة مرتكبيها، بعيداً عن التدخلات والوساطات التي أفشلت في الماضي العديد من المبادرات ووثائق الشرف التي وقعت بهذا الشأن، مؤكدين على أن القضاء على هذه الظاهرة يجب أن يكون قراراً جماعياً رسمياً وشعبياً، منها مقاطعة المناسبات التي يتم فيها استخدام السلاح تجنباً لإزهاق الأرواح البريئة.

وأشاروا إلى أن كافة الإجراءات التي اتُخذت في السابق للحد من هذه الظاهرة لم تعطِ النتائج المرجوة منها، بل هذه الظاهرة في المجتمع الحضرمي المسالم، وتعمقت في الفترة الأخيرة حاصدة رصاصها الراجع أرواح العديد من الأبرياء لم يعرف من قاتلهم.

ظاهرة دخيلة
من جهته قال الشخصية الاجتماعية عمر علي (70 عاماً): "على أهل الفرح والأعراس أن يحثوا الناس على عدم إطلاق الأعيرة النارية وعلى جميع المدعوين لتلك الأفراح والمناسبات مغادرة موقع الفرح مباشرة عند سماع أول طلقة فيها، إن لم يقم أهل الفرح بتسليم الشخص الذي أطلق النار إلى الجهات الأمنية".
وأضاف في حديثه لـ "الأيام": "يتوجب على المجتمع أن يلعب دوراً مهماً في هذا الجانب لكونه هو المتضرر ولا ينبغي أن ننتظر دور الدولة، ولكن بتكاتف الجميع حتماً سيتعظ الكل، كون هذه الظاهرة دخيلة على مجتمعنا المدني".

مركب نقص
فيما أوضح المواطن أحمد سالم (40 عاماً) بأن ظاهرة حمل السلاح في الوقت الحاضر تُعد مركب نقص في رجولة الشخص نفسه وعدم الثقة في شخصيته، مناشداً السلطة والدعاة ومن له جاه في المجتمع نقد هذه الظاهرة وتعنيف مستخدميها ليكونوا عبرة لغيرهم، وذلك لِما خلفته من مآسٍ للعديد من لأسر.

وأضاف المعلم محمد فرج (45 عاماً): "بات إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس والمناسبات في وسط المدن المزدحمة بالسكان والبيوت يشكل خطراً كبيراً على حياة وسلامة المواطنين، إذ حصد خلال السنوات الماضية الكثير من الأرواح البريئة، والمؤسف أن مطلقي هذه الأعيرة النارية يعتبرونها تباهياً وتفاخراً، ولهذا لابد أن تتخذ الجهات الرسمية عقوبات رادعة تجاه هؤلاء المستهترين بحياة الناس"، مطالباً السلطة بأن لا تكتفي بالقرارات والمناشدات، بل الضرب بيد من حديد واتخاذ العقوبات الرادعة تجاه المخالفين ليكونوا عبرة لغيرهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى