مدير آثار المسيمير: الكثير من المواقع تعرضت للنبش والحفريات

> تقرير/ هشام عطيري

> المواقع الأثرية فيها تزيد عن 500 موقع..
تُعد مديرية المسيمير واحدة من أهم مديريات محافظة لحج، الغنية بالمواقع الأثرية، وغير المكتشفة حتى الأن والعائدة لحقب زمنية منها حضارة ما قبل الإسلام وبعده.
وتعرضت الكثر منها خلال السنوات الماضية لعمليات نبش وتخريب من قِبل بعض المواطنين والجهات بهدف البحث عن الآثار في مناطق المديرية في ظل عدم توفر الإمكانيات اللازمة لمكتب الآثار لحماية تلك المواقع من العبث.

عبث حقيقي
صلاح محمد الدوس
صلاح محمد الدوس
وأكد مدير مكتب الآثار في المسيمير، صلاح محمد علي الدوس، أن المواقع الأثرية التي تزخر بها المديرية تعرضت في السنوات الماضية لعبث حقيقي وحفريات من قِبل بعض الأشخاص والسماسرة وبيع العديد من القطع الأثرية الهامة منها والتي تم أخذها من بعض المواقع برغم الجهود التي قام بها مكتب الآثار بالمديرية وتنفيذ حملات توعية للمواطنين بأهمية الحفاظ على تلك الآثار ومواقعها، لافتاً إلى أن المواقع الأثرية في المديرية لم تدخل ضمن مشاريع المسح للمواقع الأثرية وهو ما يستدعي من الجهات المختصة والمنظمات الدولية المعنية بالتاريخ البشري إعادة النظر ودعم عمليات المسح وتحديد المواقع الأثرية وحمايتها من العبث، مشيداً في السياق ذاته بالتعاون الذي يقوم به قائد الحزام الأمني في المديرية تجاه مكتب الآثار بغرض ضبط كل من يعبث بهذه المواقع المهمة في المديرية.

مواقع غير مكتشفة
وبحسب الدوس، فإن منطقة الحواشب ذكرت في العديد من الكتب التاريخية ومنها كتاب الهمداني "صفة جزيرة العرب" وتُعد من أكبر المواقع الأثرية غير المكتشفة حتى اللحظة، وهو ما تؤكده العديد من النقوش والكتابات التي تعود لحقب زمنية ما قبل الإسلام في جبال المنطقة وقراها، إضافة إلى وجود عدد من الأشجار النادرة، الأمر الذي يستدعي وفقاً لمدير الآثار من الجهات المهتمة بدعم مكتب الآثار، لاستكشاف تلك المواقع وتوثيقها وخاصة الشركة الوطنية للإسمنت من خلال توفير الإمكانيات ووسائل النقل للمناطق البعيدة، مشيراً إلى أن هناك جبال زاخرة بالآثار ومنها الآبار العميقة التي تتراوح أعمارها إلى خمسة قرون غير أنها تتعرض للتخريب وطمس معالمها من قِبل بعض المواطنين الذين لا يعلمون بأهميتها التاريخية إضافة إلى النبش للمواقع الأثرية،  فضلاً عن عمليات النبش التي تعرضت لها بعض المقابر.

محمية أثرية
وأوضح مدير الآثار في المسيمير في تصريحه لـ«الأيام» إلى وجود مواقع أثرية ما تزال تحتفظ بأسرارها حتى اللحظة ومنها جبل (ورور) و(حصن السكاسيك) المحتوي على الآبار والمدرجات وهي محمية من العبث حالياً، لارتفاعها الشاهق، إضافة إلى تعاون المواطنين في منطقة عيانه المحاذية لهذه المواقع، وهذه الأماكن، بحسب قوله، مشروع مستقبلي لمحمية أثرية، إضافة إلى مواقع لصناعه الفخار، مؤكداً أن المواقع الخاصة بمعسكر الأتراك ومطار للبريطانيين في المديرية ما تزال شاهدة على تاريخ المنطقة العريق.

ويحكي مدير الآثار عن حادثة وقعت في العام 2007م، يقول فيها إن: "أحد الأجانب، اتضح أنه القنصل البريطاني، جاء على متن سيارة تحمل رقم هيئة سياسية مع مرافقيه إلى أحد المناطق الأثرية والتي كانت توجد فيها قوة بريطانية بالمنطقة وقامت بعملية البحث عن موقع صبة خرسانية تم تكسيرها وإخراج وثائق من ذلك المواقع تعود للبريطانيين لا نعلم ماهي نوع هذه الوثائق.

آخر اعتداء
وبحسب الدوس فإن آخر عمليات الاعتداءات وأحدثها هي الاعتداء على أحد المعالم في عاصمة المديرية "قصر السلطان فيصل بن سرور"، وقيام أحد الأشخاص بطلاء المبنى ما شوّه منظر القصر، مشيراً إلى أن هذه القضية منظورة في الوقت الحالي أمام الأجهزة الأمنية في المديرية.
وشدد مدير الآثار في تصريحه لـ«الأيام» على ضرورة تنفيذ حملة توعية للمواطنين بأهمية الحفاظ على المواقع الأثرية والتي يزيد عددها في المسيمير عن خمسمائة موقع أثري.

غياب الإمكانيات
وأوضح الدوس أن عدم توفر الإمكانيات يعد أحد المشاكل التي يُعاني منها المكتب في عدم شراء القطع الأثرية من المواطنين الذين أبدوا استعدادهم لتسليمها نظير مبلغ مالي لهم، مشيراً إلى أن مكتبه رفع العديد من التقارير بخصوص وضع الآثار سُلمت للجهات المختصة في المديرية والمحافظة إلا أنها لم تلقَ استجابة.
وأكد مدير الأثار في المديرية صلاح الدوس أن مكتبه عمل وفق جهوده وإمكانياته البسيطة في ظل عدم التجاوب والتشجيع لعمل المكتب، كاشفاً أنه منذ الاستقلال وخروج بريطانيا حتى اليوم لم تقم أي لجنة متخصصة بالآثار بالنزول إلى المديرية لتفقد المواقع الأثرية ومعاينتها.

ولفت إلى أن أحد الأكاديميين بكلية الآدب تواصل معه لعمل مشروع مع منظمة "اليونيسكو" ولكن حتى اللحظة لم يتم التواصل.
وأكد الدوس أن محافظة لحج تتعرض للإهمال في الجانب الثقافي والأثري.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى