طه حسين كتب بالفرنسية عن المتنبي ما لم يجرؤ على كتابته بالعربية (2-1)

> علي عطا

>
 ختم طه حسين مقالاً له باللغة الفرنسية نشرته مجلة (valeurs) في عددها للعام 1946/ 1947 تحت عنوان "مسيرة الشاعر الكبرى". الشاعر المقصود في العنوان هو أبو الطيب المتنبي، والمقال وضعه المترجم المصري عبدالرشيد الصادق محمودي ضمن كتاب "مِن الشاطئ الآخر: كتابات طه حسين الفرنسية". يتضمن هذا الكتاب ما تيسّر لمحمودي جمعه منذ ثمانينيات القرن الماضي مِن كتابات طه حسين بالفرنسية وترجمتها إلى اللغة العربية والتعليق عليها، صدرت الطبعة الأولى منه في بيروت في العام 1989، وقبل أيام صدرت طبعة مزيدة منه في القاهرة عن المركز القومي المصري للترجمة.

في المقدمة يذهب محمودي إلى أن طه حسين إذ يكتب بالفرنسية فإنه يفكر من جديد فيطور مواقفه المعروفة أو يطرق موضوعات جديدة. ففي مقالة: "مسيرة الشاعر الكبرى"، مثلا، لا يكتفي طه حسين، كما يقول محمودي، برواية حياة المتنبي كما عرضها في كتابه "مع المتنبي"، بل يتوقف في ختامها ليلقي نظرة إجمالية يحدد بها أهمية المتنبي في تاريخ الأدب العربي والوعي القومي ويبرز القيم الباقية في شعره. يفصل بين المقالة والكتاب نحو عشر سنوات، ولكن طه حسين في الحالتين كان قاسياً في نظر البعض لجهة إبرازه مثالب شاعر العرب الأكبر.

المقالة نشرت في العددين السابع والثامن، أكتوبر 1946، ويناير 1947 في مجلة valeurs، وقد صدرت تلك المجلة في الإسكندرية بداية من سنة 1945، وأصدرت ثمانية أعداد قبل أن تتوقف. وكان يرأس تحريرها رينيه إتيامبل، الذي - كما كتب المترجم - دعاه طه حسين في عام 1943 ليتولى إدارة أول قسم للغتين الفرنسية واللاتينية في جامعة فاروق الأول (الإسكندرية حالياً). وكانت المجلة على اتصال وثيق بمجلة "الكاتب المصري"، وكان يساهم فيها عدد من الكتاب البارزين في فرنسا ومصر. ومن بين المصريين الذين كتبوا فيها بالإضافة إلى طه حسين، توفيق الحكيم وحسين فوزي ونجيب بلدي. وأضاف محمودي على ما ورد في الطبعة الأولى من الكتاب ثماني رسائل من طه حسين إلى إتيامبل، حصل المترجم على صور منها خلال لقاء جمعه بالأخير في مقر اليونسكو في باريس، بعد وساطة قام بها مؤنس طه حسين. ويقول محمودي إن تلك الرسائل لا تتضمن مناقشات فكرية أو أدبية، وليس لها إذن إلا أهمية تاريخية، فهي تلقي بعض الأضواء على ما كان هناك من علاقات بين أسرتي طه حسين وإتيامبل، ومن تعاون بين الرجلين في مجالي الكتابة والنشر.

يبدأ الكتاب بما اعتبره المترجم تمهيداً وضع له العنوان التالي: "أنا لا أكتب وإنما أُملي"، وتحته ردود طه حسين على استبيان من ثلاثة أسئلة وجهته إليه مجلة un effort في عددها السابع والأربعين الصادر بتاريخ أكتوبر 1934. أسئلة الاستبيان هي: كيف تكتب؟ لماذا تكتب؟ لمن تكتب؟ وهذه المجلة التي كانت تصدر في مصر بالفرنسية عن جماعة من الكتاب على علاقة بالسرياليين المصريين.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى