> الفنان.. ذلك المبدع الذي لم يبخل على وطنه، ولم يتكاسل أبداً.. لم يشتكُ يوماً.. يظل كابتاً همومه ومعاناته بداخله ويترجمها بأعماله داخل الوطن وخارج الوطن، نجد الفنان شامخاً يمثل بلده ويشرفه في المحافل الدولية.
الفن إحساس وموهبة وهبهما الرحمن سبحانه وتعالى للفنان.. أفراحنا يحييها الفنان، ويسعدنا ويطربنا ويمتعنا بأعذب الألحان ونستمتع بتلك الموسيقى الجميلة، ويسعدنا ذلك المسرحي حين يطل على الخشبة ليسعد جمهوره.. وتمتعنا ريشة الرسام الناعمة، ونستمتع بأحلى الرقصات، ما أروع هذا المبدع!.

ألا يحق له أن يعيش، كباقي الموظفين، عيشة هنية؟!.
الفنان لا يقل أهمية عن المعلم، ولا عن الممرض، ولا الطبيب.. كلهم يحملون رسائل سامية وإنسانية. لا أحد التفت لهذا المبدع، ولا أحد يحس بما يعانيه المبدع.

والآن نجد المبدع في وضع مرير وواقع أليم، يعيشه ويعانيه، الفنان لا يشكو ولكنه يكبت أحزانه وهمومه ويترجمها ويوصلها بأعماله أو مسرحياته.
المبدع الموظف في مكتب الثقافة بعدن، أصبح يذوق الأمرين. راتبه الضعيف لا يساوي شيئاً مع الغلاء الفاحش.. من يصدق أن راتب الفنان كراتب جندي مستجد!.

هل يعقل فنان ومبدع يعيش على مرتب لا يتواكب ومعيشته اليومية.
شيء يفوق الخيال!.

فنان موظف براتب زهيد. أين العدالة، أين المساواة بين فناني مكتب وزارة الثقافة بمحافظة عدن وباقي المرافق؟!
طبيعة العمل وهيكل المبدعين.

ألا يحق أن نمنحهم هذا؟. أنا لا أتكلم عن الدول الغنية.. الفنان محط اهتمام ورعاية دول فقيرة لكنها لا تهمل فنانيها، بل تعطيهم حقهم ولا تبخل عليهم بحقوقهم.
الفنان هو البلد.. الفنان هو التراث.. هناك مقولة: "بإمكانك أن تجد ألف طبيب ولكن من الصعب أن تجد فناناً حقيقياً".

ليس كل من قال أنا فنان أصبح فناناً. الفن إحساس وموهبة.. الفن يولد مع الفنان. أتمنى أن لا يكون موضوعي هذا مجرد مقال عابر. بل أتمنى أن يتفاعل الكل ويوصل مقالي هذا لأعلى سلطة في الدولة وإلى كل من يهمه الأمر، وتمنح طبيعة العمل للمبدع الموظف في ثقافة عدن، والإسراع في تشكيل هيكل المبدعين لفناني وموظفي مكتب الثقافة بعدن.

ونأمل من الله أن يكون موضوعي هذا ليس مجرد موضوع، بل أتمنى أن يكون محط اهتمام الوزارة والحكومة كلها.