حتى لا يقع فأس الإخفاق على الرأس

> د. محمد فيصل باحميش

> > * يدخل الإنسان في فترة فراغ عقب تحقيق الإنجاز، فإذا ما تُرك حبل ذلك الإنجاز على غاربه ولم يستثمر ويوجه في الاتجاه السليم قد تكون له أصداء سلبية لا يُتنبه لها إلا بعد وقوع فأس الإخفاق على الرأس، وهذا ما لا نريده لمنتخبنا الأحمر الصغير، الذي طار برزقه الآسيوي وكسب رهان التحدي وحط رحاله المثقلة بالجراح في محطة آسيا، حيث تهاطل التكريم فوق رؤوس البراعم الصغيرة كزخات المطر فأنبتت ابتسامة أسعدت وجه الوطن العابس لسنوات.

* لا نشك بأن ذلك التكريم له أبعاده الإيجابية النفسية والذهنية، ولكن ما نخشاه أن تتحول تلك الوقفات الإيجابية إذا لم توظف في الإطار السليم إلى معاول هدم تحول دون حفاظهم على الجاهزية البدنية والنفسية وبالتالي فقدان الشعور بحساسية المنافسة لا سيما ونحن نعيش في واقع أدخلت سيوف الإنجاز في أغماد الراحة السلبية قسراً.

* إتحاد كرة القدم هو المنوط الأول بمسؤولية الحفاظ على جذوة المنتخب متقدة بالرغم من كثرة النافخين لإطفائها، من خلال تجديد العهد بالناخب الوطني مع القيام بواجب التحليل المنطقي لاختياراته الفنية والوقوف على جوانب القصور أو إيلاء المهمة لخامة وطنية أخرى بعد البحث في كواليس المدربين عن شخصية تملك من المقومات ما تمكنه من خلق توليفة منسجمة بين اللاعبين لبث الروح التنافسية وإن كنت شخصياً أميل إلى تجديد معاني الولاء والعهد بالمدرب صاحب الإنجاز.

* على اتحاد الكرة أن يضع خارطة طريق ذات برامج نوعية تفاعلية تحافظ على منسوب الجاهزية البدنية والنفسية لعناصر المنتخب في مستوياتها الطبيعية، من خلال إقامة تجمعات بين فينة وأخرى، وإقامة المباريات الودية مع المنتخبات المنافسة للوقوف على أساليب لعبهم وخططهم التكتيكية، وعلى الناخب الوطني ألا يوصد أبواب المنتخب بأغلال النظرة المُسبَّقة، وعليه أن يتعامل مع العناصر المتوفرة وفق قاعدة (الإحلال والإبدال)، وهذا ما سيحفز العناصر على بذل الجهد، الذي يسمح لها في البقاء داخل أسوار المنتخب فالساحات اليمنية مليئة بالخامات الكروية التي تقدر على تقديم الإضافة الفنية اللازمة لكن بحاجة للتنقيب عنها بتلسكوب القراءة الفنية الاحترافية.

* وعلى إدارات الأندية، والأجهزة الفنية، الإسهام المباشر في الحفاظ على وهج هذه البراعم الصغيرة، وعدم السماح بذبولها الكروي من خلال روزنامة برامج تنشيطية، وتوفير الأجواء المثالية لهم لإبقائهم في حالة تركيز نفسية عالية تسمح لهم بتحقيق الإنجاز النوعي في مشاركاتهم المستقبلية، وعلى أسرة الإعلام الرياضي التحلي بروح الانتماء الوطني، وتطويع الأقلام الإعلامية لخدمة أجندات المنتخب الوطنية من خلال تجنب النقد الجارح والعمل على النقد البناء وإسناد المنتخب الصغير في مهمته الوطنية، فإن العبارات غير المسؤولة لها تأثيراتها السلبية على قوى العزيمة فضلاً عن براعم صغيرة لا زالت في تطور التشكل والتكوين.

* أخيراً جمهورنا أنت اللاعب رقم (12) وشعاراتك المحفزة هي صمام أمان وإن كنت لا تسهم في وضع التشكيل الخططي ولكن صوتك له أهمية كبرى في إطلاق القدرات وتطبيق الفكر التكتيكي لتحقيق النجاح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى