«اتفاق الرياض».. انقسام في الموقف الإقليمي من حرب اليمن

> "الأيام" عن "أهل مصر":

> هدت العاصمة السعودية؛ الرياض الثلاثاء الماضي، توقيع اتفاق بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، ومن المفترض أن ينهي "اتفاق الرياض" التوتر والتصعيد العسكري بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، على خلفية سيطرة قوات المجلس الانتقالي على العاصمة المؤقتة عدن، في العاشر من أغسطس الماضي، عقب معارك مع الجيش اليمني دامت عدة أيام وأسفرت عن سقوط نحو 40 قتيلاً وإصابة 260 آخرين، بحسب الأمم المتحدة، وقد شهد الاتفاق العديد من ردود الفعل الدولية التي جاءت في أغلبها مرحبة بالاتفاق.

الردود الدولية على اتفاق الرياض
جاءت معظم الردود الدولية مرحبة بالاتفاق مؤكدة أنه خطوة إيجابية نحو حل سياسي شامل باليمن
فأما عن أصداء توقيع اتفاق الرياض في جنوب اليمن حيث سادت حالة من الترقب في الشارع اليمني عقب يوم من توقيع اتفاق الرياض بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي؛ إذ يتطلع اليمنيون إلى تنفيذ بنود الاتفاق لتجنيب المنطقة صراعات قد تدخل البلاد بمزيد من التعقيدات.

الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الاتفاق يعزز من وحدة اليمن. وغرّد السيسي عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلًا، إن "اتفاق الرياض خطوة عظيمة في مسار حل الأزمة اليمنية، مؤكدًا على أن الاتفاق يرسخ الاستقرار والسلام في المنطقة".
كما رحبت روسيا بالاتفاق وجاء في تعليق صدر عن قسم الإعلام والصحافة بوزارة الخارجية الروسية، أن موسكو تعتبر الاتفاقات التي تم التوصل إليها في الرياض، خطوة هامة باتجاه تعزيز تلاحم المجتمع اليمني، ومثالًا إيجابيًا للوصول إلى حلول مقبولة لدى جميع الأطراف وتوافقية أحوج ما يكون اليمن إليها في الظروف الراهنة".

كما أشاد الرئيس الشيشاني رمضان قديروف بـ "اتفاق الرياض" معربًا عن أمله بأن يؤدي الاتفاق إلى السلام في البلاد.
واعتبر قديروف في تعليق نشره عبر تطبيق "تلغرام"، توقيع الاتفاق خطوة إيجابية بالنسبة إلى اليمن ودول المنطقة وجميع المسلمين، مضيفًا أن "شعوب الشرق الأوسط لا تحتاج إلى الحروب والدمار واللاجئين وإراقة الدماء".

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان "أعرب وزير الخارجية بومبيو عن تقديره لمساهمة السعودية في تسهيل الاتفاق الذي جرى بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، واتفق الجانبان على أن هذه خطوة مهمة نحو حل سياسي شامل للنزاع ".كما نشر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تغريدة على موقع "تويتر" علّق فيها على الاتفاق، قائلًا: إن اتفاق الرياض "بداية جيدة جدا"، ودعا جميع الأطراف اليمنية للسعي من أجل التوصل لاتفاق شامل.

الموقف الكويتي جاء مرحبًا أيضًا بالاتفاق إذ قال نائب الوزير الكويتي في تصريح صحفي له، إن "المشاورات الإيجابية لا تزال مستمرة مع الأشقاء في المملكة ونتطلع الى التوقيع النهائي في أقرب وقت".
كما أكّد أن الوساطة الكويتية لتسوية الأزمة في الخليج "لم ولن تتوقف"، مشيرًا إلى "أننا نشعر بتفاؤل كبير وأننا نسير في الاتجاه الصحيح وهناك خطوات عملية تحققت في هذا الإطار".

وعلى غرار الردود السابقة رحّبت حكومة السودان بما تم الاتفاق عليه في الرياض، مؤكدة ثقتها في قدرة كافة الأطراف المعنية على إنهاء حالة التوتر في الجنوب اليمني وتعزيز فرص الحل الشامل القائم على مرجعيات التسوية السياسية بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع اليمن.
مجلس الأمن الدولي اعتبر الاتفاقية خطوة إيجابية وهامة نحو حل سياسي شامل لليمن، وكرر أعضاء مجلس الأمن دعوتهم لمواصلة تنفيذ اتفاق استكهولم على نطاق أوسع.

وجه آخر
لكن على النقيض جاء رد الفعل الإيراني على نطاق مضاد للآراء السابقة حيث قالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان لها إن: "اتفاق الرياض بين حكومة منصور هادي والمجلس الانتقالي منقوص، ولن یسهم في حل أزمة اليمن ومشاكله".
وأضاف البيان أن: "اتفاق حكومة هادي والمجلس الانتقالي يهدف إلى تثبيت الاحتلال السعودي لليمن مباشرة أو عبر وكلاء"، وتابع: "الشعب اليمني لن يسمح باحتلال جنوب اليمن من قبل قوات أجنبية".

كما شددت الخارجية الإيرانية على أن: "طهران تؤكد أن الخطوة الأولى للحل في اليمن هي وقف إطلاق النار ورفع الحصار الجائر عن الشعب اليمني"، مضيفة أن: "الخطوة التالية للحل في اليمن تتمثل في إجراء حوار يمني يمني للتوصل إلى اتفاق بشأن المستقبل السياسي لليمن".

هل ينهي "اتفاق الرياض" أزمة اليمن؟
أجابت عن هذا التساؤل الدكتورة سماء سليمان، المتخصصة في العلاقات الدولية، في تصريح خاص لـ "أهل مصر"، قائلة: "إن الملف اليمني يرتبط بالملف العراقي والسوري، كما ترتبط الثلاثة ملفات بالصراع الإقليمي والدولي على النفوذ في المنطقة، وحيث يشهد الملف السوري تقدمًا فإنه من المتوقع أن يشهد الملف اليمني تقدما أيضًا، ومن المتوقع في عام 2020 أن يتم الدخول في مرحلة التسويات السياسية، وقد بدأت إرهاصاتها بنجاح النظام السوري للسيطرة على معظم الأراضي السورية".

وهذا ما سيشجع على التهدئة في الملف اليمني، بدعوة من النظام السعودي الذي دعا كلا من الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي إلى توقيع اتفاق لإنهاء الاقتتال بين الحليفين في التحالف العربي ضد الميليشيات الحوثية تمهيدًا للتسوية السياسية للأزمة اليمنية المستعرة منذ خمس سنوات.

وأضافت: يمثل اتفاق الرياض منطلقًا مهمًا لمرحلة من التعاون وتوحيد الصف بين الأطراف الوطنية، ويعطي إشارة إلى إمكانية التوافق بين الأطراف اليمنية من أجل تجنب الحرب والانقسام، وتوحيد الجهود لمواجهة الحوثي واستئناف عمليات التنمية والبناء، كما أن الاتفاق سيفتح الباب أمام تفاهمات أوسع بين المكونات اليمنية للوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة اليمنية.

وأوضحت سماء سليمان، أن هذا الاتفاق يُعد البداية الأساسية لقبول التوافق مع كافة القوى السياسية في اليمن وخاصة مع مزيد من الجهود الإقليمية والدولية وخاصة من جانب الأمم المتحدة، فهو من ناحية تناول الترتيبات السياسية والاقتصادية، حيث حدد شكل العلاقة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي في الجنوب والتي سيتم على أساسها إدارة المرحلة القادمة وتتضمن: تشكيل حكومة كفاءات سياسية يعينها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتشاور مع رئيس الوزراء والمكونات السياسية، على أن تكون الحقائب الوزارية مناصفة بين المحافظات الجنوبية والشمالية، وذلك خلال مدة لا تتجاوز 30 يوما من توقيع الاتفاق.

كما أشارت إلى أن بنود الاتفاق التي تضمنت الترتيبات العسكرية من حيث تنظيم الشئون العسكرية في اليمن، بما يضمن مشاركة جميع الأطياف تحت لواء جيش الشرعية، وتوحيد القوى العسكرية وضمها لوزارة الدفاع، خلال 90 يومًا من تاريخ توقيع الاتفاق.
وإلى تأكيده على أهمية الترتيبات الأمنية، ومنها تتولى قوات الشرطة والنجدة في عدن مسؤولية تأمين المحافظة مع العمل على إعادة تنظيم القوات التابعة للحكومة والتشكيلات التابعة للانتقالي وفق الاحتياج وخطة التأمين، خلال 30 يوما من تاريخ توقيع الاتفاق.

واختتمت بأنه من المتوقع أن تتحد قوة الحكومة اليمنية مع المجلس الانتقالي الجنوبي أمام مواجهة الحوثيين، مما يفرض تحديات كبيرة في طريق التسوية خاصة في حالة حصول الحوثيين على مزيد من الدعم الإقليمي والدولي، وفي تلك الحالة ربما تتزايد حدة المواجهات بين القوتين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى