تمثيل الوطن أهم من التكريم

> جهاد عوض

>
جهاد عوض
جهاد عوض
* بعد مباراة منتخبنا الوطني للشباب وفوزه على منتخب تركمانستان بنتيجة (2 - 1) صرف الأخ وزير الشباب والرياضة (نايف صالح البكري) للمنتخب مبلغاً وقدره (7 مليون ريال يمني) تكريماً وتشجيعاً للاعبيه، على ما قدموه وبذلوه من عطاء وجهد، خلال المباراة توجوه بتحقيقهم فوزاً مستحقاً على تركمانستان ، لكي يكون بمثابة حافز ودافع لتقديم كل ما لديهم من طاقات وإمكانيات، وتمثيل الكرة اليمنية خير تمثيل في المباريات القادمة، وهذه اللفتة الكريمة تأتي إمتداداً لما حظي به منتخب الناشئين المتأهل إلى نهائيات كأس آسيا المقرر إقامتها في دولة البحرين الشقيقة من حفاوة الاستقبال والتكريم المعنوي والمادي فاق ما كان يتوقعه ويأمله اللاعبون أنفسهم وجهازهم الفني والإداري.

* لا نعترض على التكريم فهو كفكرة ومبدأ أمر جميل ومفرح، ولا نشك أن اللاعبين يستحقونه ولكن البعض لهم وجهة نظر أخرى حول ظاهرة التكريم المادي المباشر، وأثرها السلبي على تفكير اللاعب أثناء المباريات، خاصة وأنهم صغار السن، وحديثي التجربة والخبرة لما تلعبه في ذواتهم مؤثرات الإغراء المادي وأضواء الشهرة عليهم من أثر كبير وسريع، وبالتالي قد ينعكس على ما يمكن أن يقدموه في حال علمهم أو شكوكهم في أي لحظة بعدم إمكانية التكريم أو نقصه، لأسباب خارجة عن إرادة وإمكانيات الوزارة والبلاد بشكل عام، معللين ذلك أن التكريم واجب أساسي وحافز تشجيع رئيسي، إلا أنه يستحسن أن يكون التكريم في نهاية كل بطولة، وبمختلف الفئات العمرية ونوع وأهمية البطولة وأيضاً لكل الألعاب الرياضية، وليس كما يحصل الآن، حيث يتسابق الجميع لتكريمهم، بعد كل مباراة، مما يجعل الجانب المادي مسيطراً على اللاعبين ويشتت تركيزهم في الملعب، ويمكن أن يكون هو أهم لهم من شعار المنتخب وتشريف البلاد في هكذا محفل كما حصل لبعض لاعبي المنتخبات الافريقية الكبيرة، الذين رفضوا اللعب، في أكثر من مناسبة، مفضلين الحوافز المادية عن تشريف منتخباتهم الوطنية مثل منتخبي نيجيريا وساحل العاج.

* وكثيرون يرون أنه يجب التنسيق في هذا الجانب مفضلين التوازن حتى يكون التكريم المادي عاملاً مساعداً للاعبين في تمثيل وتشريف البلد بروح الانتماء والإخلاص التي يجب أن يتحلوا بها وليس كمطلب وهدف أساسي، وبالتالي يكون الولاء للفلوس أو يكون التكريم مجرد بهرجة إعلامية لبعض المسئولين عن رياضتنا .. لهذا يجب تعليم لاعبينا وغرس مفاهيم الولاء والتضحية للوطن في نفوسهم، ليكون تمثيل المنتخب شرف لهم ومسئولية على عواتقهم يجب أن يؤدوها على أكمل وجه، ولهم مثال وقدوة في لاعبي الزمن الجميل في عشقهم للكرة، وفخرهم بارتداء قميص المنتخب وتفانيهم وإخلاصهم وتقديم كل غال ونفيس لتمثيله دون النظر لأي إغراءآت ومؤثرات أخرى فقيمة تمثيل الوطن أهم وأكبر من فلوس التكريم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى