تحكيم قبلي ينهي قضية ثأر بين قبيلتين في الشعيب

> تقرير/ صبري عسكر

>
نجحت وساطة قبلية مكونة من مشايخ ووجاهات اجتماعية، بالشعيب وحالمين بلحج، من إنهاء قضية قتل وقعت قبل 10سنوات في منطقة "عسقه"، بين آل شائف محمد المنتصر وآل قحطان حسين، خلفت قتيلان من الطرفين وهم: ( عرفان علي أحمد شائف وعبدالحكيم حسين قحطان)، وإصابة ثالثهما غالب حسين قحطان إصابة بالغة.

تحكيم قبلي ينهي قضية ثأر بين قبيلتين في الشعيب
تحكيم قبلي ينهي قضية ثأر بين قبيلتين في الشعيب

ووسط حضور كبير، شهدته مديرية الشعيب في محافظة الضالع، صباح أمس الأول، تكللت جهود الوساطة القبلية بإنهاء ملف القضية وطي صفحة الماضي المؤلم، من خلال قبول الطرفين ببنود وثيقة التحكيم النهائي الصادرة من قبل لجنة التحكيم المستمدة من الأعراف والتقاليد والشريعة الإسلامية.

عندما أقترب موعد تنفيذ مراسيم التحكيم في منطقة (عسقه) شدت صحيفة «الأيام» الرحال إلى الشعيب ورصدت لحظات التسامح بتصالح الطرفين ووضع حد للمآسي والأوجاع، وإغلاق ملف القضية وتداعياتها.

وقضى الحكم النهائي في القضية بدفع (11 مليون ريال يمني) لآل قحطان حسين، منها: (سبعة ملايين ريال حكم الإصابة)، و(أربعة ملايين ريال يمني) مقابل تهديدات وأضرار أخرى، وعليه تم تنفيذ حكم المحكمين وما تضمنته بنود الوثيقة بقناعة جميع الأطراف.


وحضر التحكم النهائي في القضية قيادات ومشايخ ووجهاء الشعيب وحالمين وقائد اللواء الأول صاعقة، العميد عبدالكريم الصولاني، ومدير عام الشعيب عبدالجبار السقلدي، ورئيس المجلس الانتقالي يحيى عباد، ونائب مدير أمن المديرية عبدالعزيز الشعيبي، والشيخ مثنى حسين الأنعمي والشيخ صبران والشيخ حريز الخلاقي والشيخ عبدالله عبيد قاسم والشيخ القاضي أحمد علي مثنى، وقائد المقاومة أحمد صالح الشعيبي، ونخبة من المشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية والعسكرية وقادة الأمن والمقاومة، ووفد كبير من قبيلة المنتصر، قدم من مديرية حالمين بقيادة الشيخ علي محسن المنتصر.

وألقى الشيخ محمد صالح أبوبكر الأنعمي في (موصل الوصول) وفق الأعراف القبلية كلمة حيا فيها أبناء الشعيب وحالمين على روح التعاون الإنساني النبيل في حل هذه القضية، التي وصفها بأصعب وأعقد القضايا التي واجهها المجتمع.

الشيخ الأنعمي: مواقف المغتربين ستظل نبراساً مشعاً لأجل أمن واستقرار الجنوب
الشيخ الأنعمي: مواقف المغتربين ستظل نبراساً مشعاً لأجل أمن واستقرار الجنوب

وأضاف الشيخ الأنعمي: "إنه بفضل الله وبفضل مغتربي ورجالات الشعيب وعطائهم السخي، عملنا على إنهاء القضية بتفاني وإخلاص والوصول إلى هذه الشامخات في منطقة (عسقه) لنمسح دمعة حزن وأوجاع سنين من وجوه الأهالي العزل بسبب فتنة دامت قرابة العقد من الزمن".

وأشار الأنعمي في كلمته: إلى ضرورة التعاون وتكاتف الجهود لحل الخلافات والنزاعات وقضايا الثأر لا سيما في هذه المرحلة التي يتعرض فيها الجنوب لأشد أنواع المؤامرات، ويتوجب على الجميع الحفاظ على النسيج الاجتماعي والتفرغ لمواجهة العدوان الذي يستهدف الجنوب أرضاً وإنساناً، مشدداً على أهمية نشر ثقافة التسامح والتعايش والقيم الإيجابية بين الناس وتحصينهم من الأفكار الظلامية ولغة العنف الهدامة الدخيلة على المجتمع، وبعدها تم قراءة حكم الوساطة أمام الحشد الجماهيري بواسطة القاضي سعيد الشعيبي.


المغتربون مفتاح حل للقضية
كان لمغتربي ورجال أعمال مديرية الشعيب وحالمين ومناطق جبل حرير وعدينة تفاعل إيجابي في إخماد الفتنة والدور الأبرز في حل قضية (آل شائف محمد المنتصر وآل قحطان حسين) من خلال تبرعاتهم السخية وحرصهم الإنساني على حلها وإنهائها بالشكل والمضمون، حيث قاموا بجمع المبلغ المحكوم كاملاً مع تبعات مراسيم التحكيم خلال فترة محدودة، وبفضلهم تعانق الطرفان في مشهد حافل بفرحة كبيرة وسط هتافات الحاضرين الذين تقاطروا من كل حدب وصوب للمشاركة في اليوم التاريخي، ولم يقتصر دعم مغتربي الشعيب على هذه القضية، بل لهم بصمات خيرية وإنسانية ووطنية واضحة في كل المجالات وستبقى هذه الأعمال الخيرية يد الشعيب السخية الهادفة لنشر قيم التسامح والمحبة داخل المديرية وخارجها.


تسامح وتصالح
جسد إنهاء ملف القضية مشهد التسامح والتصالح بين الطرفين برأب الصدع ومحو آثار أخطاء الماضي وفتح صفحة جديدة تحمل قيم الحب والتعايش والسلام.


وأوضح شيخ قبيلة الليثي عبدالله عبيد قاسم بالقول: "الحمد لله الذي وفق الخيّرين والوجاهات القبلية والداعمين لإنهاء فتيل هذه الفتنة بين طرفي الصراع في هذه الأسرة الطيبة الواحدة التي تربطنا بهم علاقة أخوية منذ زمن الأجداد والآباء، حيث تم بذل جهود حثيثة في قضيتهم من قبل كافة أبناء الشعيب وحالمين لحقن دمائهم وحمايتهم، وهانحن اليوم ننتصر للتسامح والتصالح وللجنوب في هذه اللحظة العظيمة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى