الضالع.. أيقونة النصر والصمود

> تقرير/ أحمد الحر

> قدمت محافظة الضالع الآلاف من خيرة رجالها بين شهيد وجريح في حربها ضد الحوثيين، وبذل عشرات القادة الصناديد والآلاف من الجنود البواسل أرواحهم رخيصة في سبيل النصر، ورسموا بدمائهم معالم طريق الحرية والعزة والكرامة، وبالرغم من كل التضحيات ازدادت عنفواناً واستماتت دفاعاً عن كرامتها وكرامة كل الجنوب من خلفهم كل العرب.

بعد معركة استمرت لأشهر تحررت مدينة الضالع من احتلال الحوثيين وحليفهم الهالك الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في يوم 25 من مايو 2015م في معركة غير متكافئة القوة ليرتقي ما يقرب من 40 شهيداً و120 جريحاً من قوات المقاومة الجنوبية حديثة التشكيل بقيادة عيدروس قاسم الزبيدي.

على الجانب الآخر، سقط أكثر من 70 بين قتيل وجريح في صفوف القوات الغازية، في معركة أسقط فيها اللواء 33 حرس جمهوري أقوى ألوية صالح، إلى جانب سقوط عدد من المعسكرات والألوية الأخرى في أول انتصار لقوات موالية للرئيس عبدربه منصور هادي منذ الانقلاب على سلطته الشرعية.
هجمات انتقامية
منذ انتصار المقاومة الجنوبية وحتى اليوم تشن ميليشيا الحوثي هجمات عنيفة في محاولات انتقامية بائسة، ووصل بها الأمر إلى استهداف المدينة الصامدة بالصواريخ الباليستية في حوادث متكررة أدت إلى سقوط العشرات من الشهداء والجرحى في كل هجوم جبان.

تقف مدينة الضالع برجالها الشامخين شموخ جبالها الشماء وبمساندة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية؛ لتدافع عن مدينة عدن والمشروع العربي منذ بداية الحرب في العام 2015م وحتى اليوم وعلى مدار 5 سنوات من التضحية والفداء بعد أن جرّعت ميليشيا الحوثي، يد إيران في المنطقة، الهزائم المتلاحقة وأسقتها مرارة العلقم.
موقع إستراتيجي
تعتبر محافظة الضالع البوابة الشمالية الغربية للجنوب والبوابة الرئيسية التي تسعى الميليشيات الحوثية إلى فتحها باتجاه الجنوب، إضافة إلى أن الميليشيات الحوثية، وكل قوى الشمال الطامعة بأرض الجنوب، لديها اعتقاد أن الضالع تمثل القوة العسكرية والثورية والمخزون المعنوي لشعب الجنوب، وبإسقاطها ستكون الجنوب تحت قبضتها، وسيتم قتل ووأد المشروع الجنوبي الكبير والذي قدم الشعب ولا يزال يقدم من أجله أرواحهم.
صناعة القادة
بمزيج من الألم والشعور بالوطنية واجه رجال الضالع جحافل ميليشيا الحوثي وغدر قيادات إخوانية وتسليمها الجبهات لهم، فصعد من بين الركام الكثير من القادة كان أبرزهم اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وغيره الكثيرون.

يقول أحمد بن فريد، رئيس الدائرة الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا، عن رجال الضالع: "فيما رجال الضالع يتقاسمون الشهادة على حدود الجنوب ويرسمون بالدماء حدود السيادة نجد آخرين يتآمرون عليه بدعوات مشبوهة مدفوعة الأجر".
أكثر الجبهات اشتعالا
فؤاد جباري، المتحدث باسم قيادة محور الضالع، تحدث عن أهمية الضالع قائلا: "إذا ما نظرنا إلى واقع الحرب اليوم والتي تدور رحاها للعام الخامس، لوجدنا أن جبهة الضالع تعتبر الأكثر اشتعالاً بين كل جبهات القتال ضد الميليشيات الحوثية على مستوى الشمال والجنوب؛ بل وقد توقفت معظمها عنوة ليتسنى للميليشيات الحوثية تعزيز قوتها باتجاه الضالع، كما هو حاصل في جبهات مأرب والجوف وغيرها من الجبهات التي يقودها محسن الأحمر".

وتابع قائلا: "هذا دليل واضح وجليّ يدل على الأهمية العسكرية والإستراتيجية الكبيرة لهذه الجبهة، وما ستخطّه وترسمه المعركة فيها من تبعات ليس فقط على الواقع العسكري؛ ولكن السياسي أيضاً".

ويضيف: "لدينا إحصائية دقيقة للشهداء والجرحى، من خلال غرفة عمليات مشتركة، وهي الجهة التي تقوم بهذا الإحصاء، وهي الجهة المخولة للحديث عن الشهداء والجرحى باعتبار ذلك من الأمور العسكرية لطالما والحرب لا زالت مستعرة في الجبهات".

وبخصوص تضحيات القيادات العسكرية، أشار جباري إلى تضحيات الكثير من القادات، وفي مقدمتهم الشهيد القائد اللواء سيف علي العفيف (سيف سكرة)، وعدد كبير من قيادات الصفوف الثانية والثالثة.

وقال :"بالرغم الخسائر والتضحيات لم تتأثر المعارك؛ لأن الضالع ولادة بالرجال القادة، والمعارك الميدانية صنعت لنا قيادات شابة تتفوق بقدراتها القتالية على حَمَلة الرتب وأصحاب الأكاديميات العسكرية".

ويشير جباري إلى أن "المعنويات لدى أفراد المقاومة الجنوبية كل يوم تزيد وترتفع، وأن الانتصارات التي تحققها القوات المسلحة الجنوبية لم تأتِ إلا كدليل على المعنويات العالية للمرابطين في جبهات القتال، والذين يذوقون العدو أسوأ وأكبر الهزائم ويسطرون أروع الملاحم".
معركة كل الجنوبيين
وعن سر صمود جبهات محافظة الضالع، يقول جباري: "السر لا يكمن في الضالع؛ بل في المعركة التي تجري في الضالع، وما تمثل هذه المعركة بالنسبة للجنوبيين، وماذا تهدف الميليشيات الحوثية والقوى التي تقف خلفها من وراء هذه المعركة".

وأضاف: "الصمود هنا ليس للضالع فحسب، بل لكل الجنوبيين؛ لأن المعركة معركة كل الجنوبيين، ففي جبهاتها يقاتل كل أبناء الجنوب ومن مختلف المحافظات الجنوبية، لأن الميليشيات الحوثية حشدت ما لم تحشده في تاريخها العسكري لإسقاط الضالع، فما بعد الضالع سيكون أسهل".
إستراتيجية لـ "تحرير إب"
وأشار جباري إلى أن محافظة الضالع باتت محررة بالكامل، وأن القوات الجنوبية تتقدم باتجاه محافظة إب. مؤكداً أن القوات المسلحة الجنوبية على تخوم محافظة إب، وتقرع بابها الجنوبي بقوة، ولديها إستراتيجية جاهزة لتحرير المحافظة وتطهيرها من الميليشيات الحوثية، موضحاً أن القوات تتحرك وفق خطط ومحاور تحددها القيادة السياسية ممثلة بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي على رأسها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي.

وفقاً لبنود اتفاق الرياض، فمن المنتظر أن يعيّن الرئيس هادي محافظاً ومدير أمن لمحافظة الضالع خلال 60 يوماً من تاريخ توقيع الاتفاق؛ أي قبل الخامس من يناير المقبل، فهل تجد إنصافاً يليق بدورها النضالي من قِبل الساسة؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى