> الحسنة الوحيدة التي قدمتها جماعة الحوثي لصالح أبناء الحجرية هي تنصلها عن جريمة غيلة الحمادي في المعافر، وجاء ذلك صراحة على لسان أحد أبرز رجالاتها المدعو حسين العزي، حيث قال: كان أشد وأشرس من قاتل ضدنا، ومع ذلك أنا حزين عليه.

بل لقد استهل حديثه "أننا نشاطركم الحزن والثأر يا أبناء اللواء 35 مدرع"، بل لوحظ بأن كل وسائل الإعلام الحوثية المدارة لصالحها والممولة تحاشت ذكره لا من قريب أو من بعيد بمصطلح "مرتزق" أو للتشفي فيه، ويعزو ذلك لأن الحمادي، رحمة الله، لم يكن ليبتاع للحوثيين في مستنقع حثالة العمالة، فكيف له بأن يبتاع ويكون عميلاً لغيرهم، فالجنرال الحمادي ارتبط اسمة بالحجرية من قبل توليه قيادة اللواء 35 مدرع، والذي كان صمام أمان كل مدن وأرياف الحجرية، والجميع يعلم بأن كل رجالات الحمادي ضباط ذوي مؤهلات عسكرية عالية، ومن حملة البكالوريوس والماجستير في العلوم العسكرية، وسبق لهم ممارسات مهام عسكرية وطنية في مختلف المحافظات اليمنية الشمالية أو الجنوبية، ولم توجّه بندقيتهم ذات يوم في وجه اليمنيين، سواءً كانوا متمردين أو انفصاليين، فعقيدتهم العسكرية تجرم قتل اليمني لليمني.

بالرجوع إلى لب الموضوع وحديثنا عن غيلة الحمادي، والسؤال الذي يحتاج كل يمني في الشمال اليمني أو جنوبه لمعرفته من هو الذي خطط ودبر لتصفية العميد الركن الحمادي "غيلة"، فالإجابة لا تحتاج إلى محاضر جمع الاستدلالات والأدلة أو إلى لجنة تحقيق تصدر بمرسوم رئاسي للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، برعاية محافظ تعز السيد نبيل شمسان، بل الجواب يمكن الوصول إليه بعد الحصول على معلومات دقيقة عن مدى شعبية الشهيد الحمادي في أوساط أبناء الحجرية، ومن الذي سيتولى قيادة اللواء 35 مدرع بمرسوم رئاسي جديد صادر من الرئيس عبدربه منصور هادي.

فقد تبين بما لا يدع مجالاً للشك بأن غيلة الحمادي هدفها إزاحة هذا البطل عن قمة هرم قيادة اللواء 35 مدرع بشكل خاص، وعن المشهد الوطني اليمني بشكل عام، ففي مربع الخصوصية سيكون الهدف هو إسقاط الحجرية في مستنقع الإخوانية أو الاحتراب البيني الداخلي وهو الهدف الأكثر دقة، بينما مؤشرات العمومية تفضي إلى تجريد اليمن من الزعامات الوطنية التي كانت تحتوي الجميع بدون استثناء، فالوطنية في حاضر اليمن ويومنا هذا هي حرمة الدم اليمني وتوحيد صفوف كل اليمنيين ضد أعداء اليمن في الداخل والخارج.