السيستاني ينأي بنفسه عن مشاورات اختيار رئيس وزراء جديد ويرفض أي "تدخل خارجي"

> بغداد «الأيام» أ ف ب

> نأى المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني اليوم الجمعة بنفسه عن عملية اختيار رئيس وزراء جديد في العراق، حيث تتكثف المشاورات السياسية برعاية طهران التي يتهمها الشارع بأنها عرابة النظام القائم المتهم بالفساد والمحسوبيات.

وقال السيستاني (89 عاماً) في خطبة الجمعة التي تلاها ممثله الشيخ عبد المهدي الكربلائي "نأمل أن يتم اختيار رئيس الحكومة الجديدة وأعضائها ضمن المدة الدستورية ووفقاً لما يتطلع إليه المواطنون بعيداً عن أي تدخل خارجي".

قدم رئيس الوزراء عادل عبد المهدي استقالته إلى البرلمان الأسبوع الماضي، تحت ضغط الشارع ودعوة المرجعية البرلمان إلى سحب الثقة من الحكومة.

وتتكثّف المشاورات في بغداد بحثاً عن بديل من عبد المهدي، على وقع مساع يخوضها حلف طهران-بيروت لإقناع القوى السياسية الشيعية والسنية بالسير بأحد المرشحين وسط استمرار أعمال العنف في جنوب البلاد، بحسب ما قال مصدر سياسي لوكالة فرانس برس الثلاثاء.

وقال المصدر المقرب من دوائر القرار في العاصمة العراقية لوكالة فرانس برس إن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني "موجود في بغداد للدفع باتجاه ترشيح إحدى الشخصيات لخلافة عبد المهدي".

وأشار المصدر نفسه إلى أن "مسؤول ملف العراق في حزب الله اللبناني الشيخ محمد كوثراني، يلعب أيضاً دوراً كبيراً في مسألة إقناع القوى السياسية من شيعة وسنة في هذا الاتجاه".

وحتى قبل أن يعلن البرلمان الأحد موافقته رسمياً على استقالة عبد المهدي وحكومته، بدأت الأحزاب السياسية اجتماعات و"لقاءات متواصلة" للبحث في المرحلة المقبلة.

شارع في وجه شارع؟

ولطالما نُظر إلى المرجعية على أنها صاحبة الكلمة الأخيرة في اختيار رئيس الحكومة، على غرار ما حصل حين تسمية عبد المهدي في نهاية العام 2018، بعد الحصول على ضوء أخضر من السيستاني لخلافة حيدر العبادي.

وبالتالي، فإن جزءاً من الشارع، يحمِّل المرجعية مسؤولية ذلك الخيار وما آلت إليه الأمور.

ولذلك، أكدت المرجعية الجمعة أنها "ليست طرفاً في أي حديث بهذا الشأن ولا دور لها فيه بأيّ شكل من الأشكال".

وعلى مقلب آخر، نزل آلاف من أنصار قوات الحشد الشعبي التي تضم فصائل موالية لإيران الخميس إلى ساحة التحرير في بغداد، ما أثار قلقاً بين المتظاهرين.

ولوح المتظاهرون الجدد بأعلام قوات الحشد الشعبي التي باتت تحمل صفة رسمية بعدما صارت جزءاً من القوات العراقية، فيما رفع آخرون صوراً للسيستاني.

ولذلك، أكدت المرجعية في خطبة الجمعة في كربلاء أنها "لجميع العراقيين بلا اختلاف بين انتماءاتهم وتوجهاتهم (...) ولا ينبغي أن يستخدم عنوانها من قبل أي من المجاميع المشاركة في التظاهرات المطالبة بالإصلاح لئلا تحسب على جمعٍ دون جمع".

وكان الحشد في البداية داعماً للحكومة امام الاحتجاجات، لكن بعد تدخل المرجع السيستاني تخلى عنها.

وأبدى الموجودون في ساحة التحرير الخميس قلقهم من الوافدين، خصوصاً مع رفعهم لافتات تندد بـ "المندسين" في إشارة إلى أولئك الذين يهاجمون الممتلكات العامة والخاصة خلال التظاهرات، لكن المتظاهرين شعروا برسالة تهديد أكبر من ذلك.

تحت أنظار والدته

ولم يتم تسجيل أي حادثة بين الطرفين، لكن بعض المحللين اعتبروا أن تطورات مماثلة قد تؤدي إلى مزيد من التوتر.

وأكد المحتجون أن نقاط التفتيش التي أقاموها في محيط ساحة التحرير للتدقيق بالوافدين، سيتم تعزيزها مساء وخلال الليل لتجنب دخول رجال مسلحين يسعون إلى مواجهة مع المتظاهرين.

في غضون ذلك، تعرض ناشطون في بغداد وأماكن أخرى بالفعل للتهديدات والخطف وحتى القتل فيما يقولون إنه محاولات لمنعهم من التظاهر.

وعثر على جثة ناشطة شابة تبلغ من العمر 19 عاما قتلت بطريقة بشعة بعد خطفها وتركت جثتها خارج منزل عائلتها في وقت متأخر من يوم الاثنين.

وقال علي سلمان والد الناشطة زهراء لوكالة فرانس برس "كنا نوزع الطعام والشراب على المتظاهرين في التحرير ولم نتعرض للتهديد قط، لكن بعض الناس التقطوا صوراً لنا". وأضاف "أثبت تقرير الطبيب أنها تعرضت الى صعقات كهربائية".

من جهة ثانية، اختطف المصور الشاب زيد الخفاجي أمام منزله بعد عودته من ساحة التحرير فجراً، بحسب ما قال أقرباؤه.

وأشاروا إلى أن أربعة أشخاص وضعوه في سيارة سوداء رباعية الدفع تحت أنظار والدته، واقتادوه إلى جهة مجهولة.

ومنذ انطلاق الاحتجاجات في الأول من أكتوبر، قتل ما يقارب 430 شخصاً، معظمهم من المتظاهرين، وأصيب حوالى 20 ألفاً بجروح، وفقاً لتعداد وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر طبية وشرطية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى