كراسي المعاقين وكراسي الحكومة

> كان التصفيق في المهرجانات الفنية، بعدها انتقل إلى القاعات السياسية، وارتمى في أحضان السياسة والسياسيين.

وأصبحت الكراسي لها عظمة التصفيق، لهذا ارتبط الكرسي بالسياسة، وتلازم دوامه مع دوام عجز المرضى عن مفارقة كراسيه حتى الموت.

وأصبح الكرسي جزءا مهما من حياة السياسي، الذي اقتصرت طول تمسكه بالكرسي، بحالة العرافة التي تجيد بيع كلماتها، وتعرف بإتقان تقلب أوجان طالب ما يخبئ له الحظ، وحركة الجسد، حين تتلي عليهم العرافة بأسرار الغيب.

الأوجاع السياسية اليمنية لا تعرف التداول السلمي للسلطة، ولهذا هي متمسكة بأحكام السيطرة على حياة عدد من الأجيال، لكن وضعنا السياسي جعل رجل السياسة يسيطر على سلطة لم تعد مستوعبة، ومع ذلك يصر هذا السياسي على متابعة دوره بالاستئثار على حقوق الأجيال المتعاقبة.

ومن خلال تفحصنا عن وزراء في حكومة الشرعية نجد أنها أدمنت حب كرسي السلطة، وهي التي تعتقد أنها أحق من غيرها، والشرعية في مفهومها السياسي أن يكون هذا العالم ملك يديها تفعل به ما تشاء، وأنه لا يستحق لأحد أن يملكه غيرها، ولا نعرف بأن أحدا من الشرعية أو غيرها قدم استقالته عندما يشهد البلد توعكاً في اقتصاده أو مؤسساته.

والشرعية لازالت غافلة عن مطالب الأجيال المتعاقبة في حقها بالتمتع بالحياة، فلا توجد متنزهات ولا ترفيه ولا حمامات سباحة ولا ميادين سباق ولا مكتبات ولا تشجير للشوارع ولا الطرق مسفلتة، ولا حمامات نسائية ولا أماكن للراحة.

الأوجاع السياسية دخلت في نفق وسرداب لا تشرق بداخله الشمس، ولا يمكن بعد خمس سنوات من الشرعية أن تحل معضلات اليوم أو الأمس أو المستقبل ولا استطاعت أن تحل مشكلات ما بعد تحرير المناطق المحررة.

واتفاقية جدة أعطتها من فرصة كي تعوض ما فاتها من حياة رتيبة ومضنية، وسوف تثبت الأيام بأنها لازالت متعلقة بدوام حكمها وقلة شغلها، وأن كل ما يقع تحت يدها يكون تحت صرفها الشخصي ولن ينال منها إلا كل من يستحق أن يكون ضمن صفوفها وتنابلتها، ولن تجزى بهذا العمل إلا بقول حان الوقت لعبارةBye) .(Bye

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى