انهيار سقف شقة على مواطن وزوجته بالمعلا

> تقرير/ وئام نجيب

> عمارة الزغير بالمعلا آيلة للسقوط فوق رؤوس ساكنيها وسط صمت الجهات المعنية

ما أقسى أن يشاهد طفل في العقد الأول من عمره أبويه وهما تحت الأنقاض في حالة سكون تام!، أتحدث هنا عن الطفل فراس الذي شاهد أمام عينيه سقوط سقف الغرفة فوق أبويه ولم يقوى على فعل شيء سوى البكاء والصراخ ورعشة جسده الصغير.

ولك أن تتخيل أيضاً شعور الموت المحقق، وهذا ما شعر به المواطن نبراس عيدروس، الذي كان نائماً بمعية زوجته في غرفتهما، عندما انهار عليهما السقف من فوقهما. موقف مؤلم عاشته الأسرة التي تسكن في عمارة الزغير مقابل بريد المعلا بالعاصمة عدن، والذي أكد سكانها وجود تحذيرات منذ عام 2012 تفيد بأن العمارة آيلة للسقوط في أي لحظة..

«الأيام» زارت الأسرة المنكوبة واطلعت على أوضاع العمارة وخرجت بالحصيلة التالية:
معجزة إلاهية
يقول المواطن نبراس عيدروس: "أسكن في الدور الثالث من العمارة، وسقط السقف علينا في الساعة السابعة، صباح الخميس، الخامس من الشهر الجاري، بينما كنت أنا وزوجتي نائمين في غرفتنا، وفي ذلك الوقت انعدم في داخلي الإحساس ولم أشعر بشيء سوى أنني ميت، وحتى الآن لم استوعب ما حدث، وعندما فتحت عينيّ رأيت الحجارة فوقي في حين كانت زوجتي عاجزة عن الحركة وفوقها الركام، وفي تلك اللحظة ألهمني الله القوة وأزلت الحجارة من علي جسدي لكي أتمكن من إنقاذ زوجتي، وما هي إلا لحظات قليلة إذ رأيت الجيران قد هرعوا لإنقاذنا، وقاموا بإسعافنا إلى مستشفى خليج عدن في المعلا.. أصبت أنا وزوجتي برضوض وجروح سطحية، ونجونا بمعجزة إلاهية، ونحن الآن نسكن في منزل والدة زوجتي وفي انتظار الفرج".

خلو غرفة استقبال-نبراس من السقف جراء قذيفة حوثية
خلو غرفة استقبال-نبراس من السقف جراء قذيفة حوثية

تقاعس الجهات المعنية
ونوه عيدروس بالقول: "في حرب 2015 أتت قذيفة حوثية إلى منزلنا وأصابت سقف غرفة الاستقبال وخلفت فراغات في سقفها، ليسقط بعد ذلك بالكامل، كما سقط سقف غرفة النوم نتيجة لتشبع سقفها بمياه الأمطار، وقد أبلغنا الإنشاءات والمسؤولين على إعادة الإعمار وقامت لجنة حصر الأضرار بالنزول وتقييم الأضرار، ولكن لم يكن هناك أي استجابة، وبعد متابعات حثيثة منا أخبرونا بأن الإعمار قد توقف، وتركوا المنازل المدمرة على حالها، وتناسوا بأن هناك أسر لا تزال مشردة".

وفي ختام حديثه قال: "أحمل المسؤولية الحكومة وجهاتها المعنية، التي تحصلت على المبالغ المخصصة لإعادة إعمار المساكن المتضررة من الحرب دون أن تعمل على إعادة الإعمار، بل اكتفت بتقييم الأضرار وتحديد التكلفة فقط".


سوء أوضاع العمارة
فيما حدثنا الحاج وهيب فتوان (ساكن في الدور الثاني من العمارة) بالقول: "نحن وأطفالنا مهددون بسقوط العمارة فوق رؤسنا في أي لحظة، خاصة في موسم هطول الأمطار، وفي كل يوم ننام ونحن لا نعلم هل سيطلع علينا صباح أم لا، فلا تخلو شقة في العمارة من الشقوق والتآكل، ومن هنا لابد أن تكون هناك وقفة إيجابية جادة في هذا الموضوع وتحريك الجانب الإنساني لإعادة تأهيل وترميم العمارة، خاصة وأنها بحاجة إلى ذلك منذ حرب 2015، وزادت سوء بعد ذلك، واتت إلينا لجنة من الإنشاءات وتم تصنيفها من أضرار الحرب وإدراجها ضمن برنامج الإعمار في عدن ولكن كان هذا وعود واهية، وتعجب في السياق ذاته "أين هي المعونات ومخصصات الإعمار الذي خلفته الحرب في العاصمة عدن".
فقدان الأمل
وأضاف: "عن نفسي فقد فقدت الأمل وعملت على ترميم بعض من جدران وأسقف المنزل ولم أتمكن من استكمال الترميم بشكل كامل، أما بالنسبة لسقوط سقف نبراس فكانت فاجعة لنا، وعندما رأيناهم بذلك الموقف قلنا بأنهم أموات وأيقنا بأننا سنتبعهم لا محالة، وفي ذلك اليوم أتى أمين المجلس المحلي لمديرية المعلا، كريم منير، وقال بأنه سوف يتم توفير الأعمدة على أن تتكفل الأسرة المتضررة بالترميم، ولم يتم صرف قيمة العلاجات للزوج وزوجته".

سقف سلم العمارة
سقف سلم العمارة

وفي السياق ذاته حمل المسؤولية محافظ عدن، المجلس المحلي، مدير مكتب الإنشاءات، لاسيما وأننا قد رفعنا إليهم بلاغات تنذر بكارثة ستحل علينا جراء سوء حالة العمارة وتم إقرارها كعمارة آيلة للسقوط، وتساءل: "هل تلك الجهات بانتظار أن نكون تحت الركام كي تلتفت لحالنا؟"، وناشد الحاج وهيب بإصلاح العمارة من الساس، كونه لا يخلو من عيون التي تنبع منها مياه".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى