مخاطر ألعاب الأطفال وجشع التجار

> للألعاب دور عظيم وبارز في تشكيل مهارات الطفل وتنمية قدراته العقلية والفكرية، وبالأخص تلك الألعاب التعليمية المفيدة، لذا نجد أن الأسر في المجتمعات الغربية تولي هذا الجانب أهمية بالغة، حيث تختار الألعاب بعناية فائقة وبما يتناسب وعمر الطفل وميوله، وحتى الحكومات عندهم تحظر إدخال الألعاب التي تضر الأطفال وتؤذيهم.

أما في بلادنا فحدث ولا حرج، فالرقابة منعدمة والسوق مفتوحة أمام كل البضائع حتى إن كانت خطرة، وبإمكان التجار الجشعين الذين لا يهمهم سوى تحقيق أكبر قدر من الأرباح حتى ولو كانت على حساب الأطفال، إدخال الألعاب الضارة والمؤذية بدون حسيب أو رقيب، ومن تلك الألعاب الأبواق التي انتشرت في الآونة الأخيرة في كثير من المحافظات انتشار النار في الهشيم، وأصبحت تلاقي رواجاً كبيراً بين أوساط الأطفال رغم مخاطرها الكثيرة وأضرارها الصحية الجسيمة على الحلق وخاصة اللوزتين والحبال الصوتية، ناهيك عما تصدره من أصوات مزعجة لا تكاد تتوقف طوال ساعات النهار، والتي تفوق في إزعاجها جلبة وضوضاء أبواق السيارات.

والأخطر من ذلك مسدسات الخرز التي لها آثار خطيرة، فإلى جانب أنها تؤثر في نفسيات الأطفال وتنمي فيهم السلوك العدواني وتذكي نزعة العنف لديهم، فهي تؤدي إلى العديد من العاهات والتشوهات وقد تحدث تمزقات في جدار العين، ونزيف بقاع العين نتيجة تجمع دموي في شبكية العين، وقد ينتج عنه فقدان كلي للبصر، كما يقول الأطباء، ولا يكاد يمر يوم إلا وتستقبل فيه المشافي أطفالاً هنا أو هناك سقطوا ضحايا لهذه المسدسات لكن دون أن يعتبر ويتعظ الآباء وأولياء الأمور.

كما أن مسدسات الخرز تعد بمثابة الخذف الذي نهى عنه النبي صلى عليه وسلم، فعن أبي سعيد عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخذف، وقال: «إنه لا يقتل الصيد ولا ينكأ العدو، وإنه يفقأ العين ويكسر السن» متفق عليه.

وهناك أيضاً الليزرات، لاسيما مؤشر الليزر الأخضر القوي الذي يصل إلى مسافات طويلة، وهي ليست مخصصة للأطفال ولا يسمح لهم باقتنائها نظراً لخطرها الكبير على العين، وقد يؤدي إلى فقدان البصر في حال سلّط على العين مباشرة، لأن قوة الشعاع الضوئي من (400) إلى (1400) نانوميتر، وهو ما يمكّنه من اختراق أجزاء العين حتى يصل إلى مناطق عميقة وحيوية في العين فيتلفها.. وبالمناسبة، هذه الليزرات لا تباع ولا تستخدم كلعبة للأطفال إلا في بلادنا!.

وهنا نضع هذه القضية التي تؤرق كثير من الأسر على طاولة الجهات المختصة، آملين منها حظر استيراد تلك الألعاب الخطرة والمؤذية ومصادرتها في حال حاول التجار والموردون إدخالها مرة أخرى إلى البلد. فهل من مجيب؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى