لحج بين المخالب والأنياب

> لحج التي وصفها المؤرخون بأنها من أجمل وأغنى واحات شبه الجزيرة العربية، تتناهشها المخالب والأنياب بعد أن عاشت أكثر من ثلاثة قرون متصدرة التطور والتقدم في المنطقة، ليس لأثم ارتكبته لحج ولكن بسبب سر عظمتها التي صاغته عقول نيرة استطاعت أن تقيم نظاماً مدنياً تحكمه الدساتير والقوانين وتدثره موجات الأدب والثقافة والفن.

أرادت القوى الظلامية أن تحول لحج إلى جثة من مدينة تغيب عنها النوافير والمتنزهات والبساتين والمسارح، ولها شارع بلا رصيف وأكوام الرمل تغطي رصيفه، وعيون تعيش صراعاً صامتاً على حالة لحج، التي ظلمت في أرضها وناسها وتاريخها.

لن ترضى عنك يا لحج العقول الملوثة بالحقد والكراهية. يودون أن يُمحى تاريخها الجمالي، وتتحول إلى مقبرة للأحياء، يقتل أبناؤها بلا سبب، وتطول أياديهم كوادرها العسكرية والزراعية والثقافية، وتضرجت دماؤهم على ترابها المعطر بالطهارة.

لكن ثقتي (يالحجيتي) أن الذين ليس لديهم سلام مع شعوبهم سوف يرحلون، وكذلك من يحاولون إلغاء الوعي الناضج في لحج عن طريق استخدام الهراوات والأسلحة الكاتمة للصوت سوف يرحلون.. وأولئك الفاعلون الذين يمارسون حقدهم خارج نطاق الدولة سوف يرحلون.. ولن ترجع لحج إلى ما يشبه الارتداد نحو الإنسان البدائي.

ولحج مدينة شبابية انصدمت فيها الكهولة وغابت عنها المشايخ المتعصبون، ولم يختل في لحج منطق العمر ولا منطق التطور.

ولحج اليوم فيها رجال خاضوا معارك التحرير ورفعوا من قيمة لحج الأمنية، واستقر أبناؤها.. ولنا بالشكر الجزيل للابن البار اللحجي، عواد الشلن، مدير أمن لحج ورفاقه وصديقه العميد صالح السيد، اللذين لم يفلت من أيديهم من يمارس القتل أو السرقة أو تجارة البشر، فعيونها منفتحة وحسها سليم يشم الجريمة قبل أو بعد وقوعها.

فليفهم أبناء لحج أن الآخر هو الجحيم، والثبات والاستمرارية هي الطريق الذي سيوصلهم إلى الحياة السعيدة الخالية من عبدة النار والتطرف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى