هونج كونج عدن

> استدعاني د. فرج بن غانم، وزير التخطيط الراحل، وأشعرني بأن خبيراً بريطانيا سيصل عدن على متن طائرة خاصة ليقوم برحلة فجرية ليرى معالم عدن على وجه الواقع وأرجو أن ترافقه في هذه الرحلة دون أن تناقشه في أمور رحلته.

أخذت سيارة المرفق وسائقها المزعوم محمد سعيد سالم، وانتظرنا وصوله، وعند الساعة الرابعة فجراً وصلت طائرة الخبير ودخلت إليه إلى قاعة التشريفات وعرّفته بشخصي وقدته إلى السيارة وركبت في المقدمة بينما الخبير وزوجته في الخلف،

قال لي انطلق إلى "Little Aden" عدن الصغرى، فرأى معالم عدن الصغرى، وأعجب بجمالها، ثم قال: أريد أن أرى كريتر. وقدته إلى كريتر ورأى معالمها وأسواقها ومتاجرها ولم ينبس بكلمة؛ ولكنه هز رأسه كفاية عن الموافقة، ثم طلب مني التواهي، ومرينا شارع المعلا، وقال من ذات نفسه هذه المعلا؟ فأجبته بنعم، ثم رأى التواهي ومعالمها وجبالها، ثم إلى منطقة الفتح، وطلعنا الجبل وقال لي انتظر قليلاً فالمكان يسحر الألباب، وشاهد سفينة تمخر عباب الشاطئ وأعجب بهذا المنظر وقال لم أرَ مثيلا له في العالم فهو ساحل ذهبي يلمع بريقه إلى بؤبؤ العين.

عندها سألته هل هذه الخارطة التي تحملها تتفق مع معالم عدن أو أن هذه الخارطة تخص الشرق الأوسط؟

أجابني أن هذه الخارطة لعدن الجديدة، فاستأذنته بنظرة على الخارطة فسمح لي بذلك، فماذا وجدت في الخارطة؟ شاهدت تصاميم عملاقة وأبراج وجسورا وأماكن رفاهية وملاعب وصناعات لا تقل شأناً عن هونج كونج، فاستكملنا الرحلة وأعدته إلى مطار عدن الدولي مودعاً إياه، وطلبت منه أن يبدي انطباعه حول هذه الرحلة، فرد عليّ أنها رحلة في غاية الأهمية، ولو استقرت بلادكم سوف تشاهدون عدن معجزة المعجزات.

فلماذا يا خبرة تعبثون بعدن وهي التي قامت بتأهيلكم وفيها أرزاقكم وعملكم؟ ولماذا هذا الكُره على عدن التي أعطتكم الجاه والثراء والرقي؟ لقد قال أحد خصوم عدن لو كان يملك مقصاً سحرياً لقام بقصها وجعلها تغرق في المحيط الهندي، فرديت عليه لو كان معك ذلك المقص بالأحرى أن تقص به بلادك المتخلفة التي أشبعت عدن بالغزوات والاحتلالات ومص دمائها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى