أهون الشرين

> "إن التنوير بالنسبة لنا ضرورة ملحة لتغيير العقول، فالتمسكين بالشرعية لا يدركون أنهم متمسكون بضياع وطنهم، وأن المتمسكين باستعادة الدولة لا مدركين أنها مشروطة بوحدة الصف"، محمد حيدرة مسدوس.

هكذا نحن بين معادلات غريبة عجيبة فيها من العناد الكثير ومن سوء الفهم وعدم تقدير العواقب ما يجعل واقعنا على قدر من التعقيد.

فحين تغوص في أعماق المؤيدين للشرعية تجد أن الأمر منوط بقدر من المخالفة للآخر التي ليس لها أساس عدا ما في الأمر من تحسبات ومحاذير.. ليست واقعية بالمطلق فحجم المعاناة لدى هؤلاء لا تختلف عما يعانيه أهلهم في الجنوب في حين أن مخاوفهم المستبدة على مستقبل الأجيال هي ذاتها.

فما الذي يدعو للاختلاف؟!

المؤسف أن القيادات الجنوبية بعد ما حدثت من ماسٍ لم تعمل على تجاوز تلك المحطات المؤلمة في تاريخنا، ما جعل الأطراف الأخرى تبني عليها وتستحضرها في سبيل تجاوز حق الجنوب في استعادة دولته.

إن ما يحدث من خلط وسوء فهم واختلاف جنوبي جنوبي بشأن قضيتنا المصيرية والمحورية التي تقف في طريقها محاولات شتى لأطراف تمارس كافة الأساليب، بهدف إعاقة شعبنا من تحقيق تطلعاته المقترنة بتضحيات جسام في ظل ما يجري.. هل آن الأوان لأبناء الجنوب في تجاوز مفاهيمهم الخاطئة تجاه أنفسهم ومصلحة وطنهم؟

كل ما سلف ظل ومازال في نطاق الأمنيات على مدى السنوات الماضية.

رغم ما يقتضيه واقع الحال من ضرورة الأخذ بالمخاطر المترتبة على هذه المواقف المتباعدة بين أبناء الجنوب التي لا تؤسس إلا لضياع وطن، للأسف الشديد لم نلمس مبادرة تصالحية من قبل الرموز الجنوبية باتجاه وحدة الصف وتغليب مصلحة الجنوب فوق كل اعتبار ما جعلنا غارقين في مناكفات إعلامية نسيء فيها لبعضنا، بقدر من الإسفاف وغير العقلانية.

رغم أن جوهر قضيتنا واحدة لا تتصل بالشرعية وأهدافها، ومشكلاتها مع صنعاء، وفق ما ذهب إليه الدكتور مسدوس في موضوعه الداعي للتنوير والمنشور على وسائل التواصل الاجتماعي.

هذا الفهم الخاطئ، بحسب مسدوس، هو ما جعل من يقفون مع الشرعية يقفون ضد وطنهم وقضيته، معتبرا أن خلافنا هو سلوكي وسوء فهم تجاه بعضنا، في حين أن اختلافنا مع الجانب الشمالي هو وجودي متعلق بالهوية.

فهل غياب البصيرة، وفق تساؤلات مسدوس، لدى الجنوبيين المؤيدين للشرعية قد جعلهم عاجزين عن التمييز بين الشر الأكبر والشر الأصغر؟

وأضاف مسدوس: إن الإسنان العاقل عندما يكون بين شرين يختار الأهون، ونحن لا نعتقد أن من احتل الجنوب ودمر مؤسساته المدنية والعسكرية والأمنية ونهب أرضه وثروته وأذل أهله لسنوات طويلة هو الشر الأهون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى