البرنامج السعودي للتنمية والإعمار يدشن مشروع إعادة تأهيل مطار عدن

> عدن «الأيام» عبد القادر باراس

>
ضمن مشاريع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، دشن، أمس الأول، بمطار عدن الدولي حفل وضع حجر الأساس لتطوير وإعادة تأهيل نشاط مطار عدن، وذلك تلبيةً للمتطلبات الطارئة التي يحتاجها المطار وتسليم المرحلة الأولى من إعادة تأهيله من قبل إدارة المشاريع في البرنامج السعودي للتنمية.


وتقسم أعمال مشروع تطوير وتأهيل مطار عدن الدولي إلى ثلاثة مراحل، منها المرحلة الأولى التي تم تدشينها في هذا الحفل وتشمل إدخال الطاقة والسلامة والأمن والنقل، فيما المرحلة الثانية ستضم تطوير المدرج والأعمال الملاحية وأنظمة الاتصالات وأعمال الإنارة وإعادة تأهيل صالات المطار وإنشاء مواقف للسيارات الخاصة والعامة وأخرى لكبار الشخصيات، بالإضافة إلى تأهيل الأنظمة والأجهزة المتعلقة بالأرصاد والمراقبة الأمنية، والمرحلة الأخيرة استكمالاً لمتطلبات الملاحة الدولية لاعتماد المطار في (الإيكاد) كسائر مطارات العالم.
مرحلة الإعمار تشمل مجالات عدة أولها المطار
أكد مدير إدارة المشاريع والدراسات في البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن م. حسن العطاس، بكلمته في الحفل، على تكاتف الجميع للعمل على دعم الاقتصاد والتنمية في اليمن لتشمل سبعة مجالات في مختلف المحافظات، تجسيداً للعلاقة العميقة بين البلدين، وإدراكاً للمصير المشترك، ومداً ليد العون للأشقاء في اليمن.

واستعرض العطاس دور البرنامج السعودي للتنمية قائلاً: "لقد تأسس البرنامج السعودي للتنمية وإعمار اليمن استجابة لأوامر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، كمبادرة إستراتيجية أطلقتها المملكة العربية السعودية بهدف مساعدة الحكومة اليمنية في التنمية والإعمار في جميع المجالات لتحسين مستوى البنية التحتية والخدمات الأساسية المقدمة للشعب اليمني ودعم الاقتصاد".


وأضاف "يعمل البرنامج مع الحكومة اليمنية في هذه المرحلة على الربط بين مرحلة الإغاثة ومرحلة التنمية والإعمار وبناء السلام، والتي ستشمل عدة قطاعات حيوية وفي مختلف المحافظات اليمنية وفق رؤية إستراتيجية تهتم بالإنسان اليمني وتتلمس احتياجاته للخدمات، بهدف خفض معدل البطالة بين اليمنيين وتحريك عجلة الاقتصاد واستقرار العملة اليمنية"، مشيراً إلى أن البرنامج يسارع في تسجيل المشاريع التنموية وفقا للأولويات والحاجة الطارئة في كافة المجالات، لذلك يأتي مشروع تطوير وتأهيل مطار عدن الدولي كبداية لتأهيل كافة مؤسسات الدولة، لأن المطار يعد البوابة الرئيسة لليمنيين في المناطق المحررة وعلى رأس أولويات البرنامج السعودي للتنمية.

وأوضح العطاس مبادرة برنامج التنمية والإعمار بتنفيذ مشاريعه في المناطق المحررة في اليمن على الفور، كون مسار التنمية في أي مكان في العالم لا يمكن أن يتحقق دون أن تحقق الأمن والاستقرار، كما شدد على تكاتف الجهود لتحقيق طموحات الشعب اليمني وإنجاح هذا المشروع الذي يسعى لدعم قطاع النقل في اليمن، ليكون رافداً مهماً من روافد الاقتصاد وتحريك عجلة التنمية.
رفع جودة خدمات المطارات
قال رئيس الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد الكابتن صالح سليم بن نهيد: "ها نحن اليوم ندشن مرحلة البناء والتنمية في مختلف المجالات، منها وضع اللبنات الأولى للمشاريع التطويرية والإستراتيجية لمطار عدن الدولي والتي ستسهم بشكل كبير في رفع مستوى المطار وجودة الخدمات المقدمة للمسافرين وشركات الطيران العاملة".


كما أشاد بالأشقاء في المملكة العربية السعودية وبصماتهم الملموسة في نواحي الحياة كافة في بلادنا التي لن تنسى موقفهم في عاصفة الحزم وما تبعتها من تدخلات لإحلال السلام وإدارة عجلة التنمية خاصة في تطوير قطاع النقل قائلاً: "سبق للإخوة في البرنامج تقديم أوجه مختلفة من الدعم للمطارات الأخرى في الغيظة وسيئون وسقطرى ومأرب، ونجدها فرصة لنكرر الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وكذلك للمشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن السفير محمد بن سعيد آل جابر وجميع منتسبي البرنامج على هذا الدعم السخي، الذي سيكون له أثره الملموس على قطاع الطيران".

وختم بن نهيد كلمته بدعوة شركات الطيران العالمية الراغبة في التشغيل من مطار عدن وإليه، مؤكداً أن المطار سيقدم كل التسهيلات الممكنة لهذه الشركات.


وبدوره استعرض مدير مشروع المطار في البرنامج السعودي، أحمد المدخلي، المتطلبات التي يحتاجها مطار عدن لإعادة تأهيل نشاطه على مراحل قائلا: "بعد اتفاق الرياض التاريخي وبتوجيه من سعادة المشرف العام للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، كُلف وفد فني لمتابعة البرنامج بالنزول الفوري والعاجل إلى مطار عدن من أجل دراسة الاحتياج وتقييم الوضع الراهن للمطار، وبفضل الله خلال الفترة الماضية قام الفريق بالنزول لرصد المشكلات ووضع الدراسات والمخططات القائمة وإعداد الجداول والكميات وما يحتاجه المطار من حلول عاجلة ستنفذ خلال الفترة القصيرة القادمة، بإذن الله، على ثلاث مراحل بداية بالنقل والسلامة مروراً بالأعمال المدنية وانتهاء بمتطلبات الملاحة الدولية".
أهمية العاصمة عدن وبوابتها الدولية
قال القائم بأعمال مدير مطار عدن الدولي، عبد الرقيب العمري، في كلمة رحب خلالها بالحاضرين من الأشقاء: "يسرنا أن نلتقي في مطار عدن، بوابة اليمن الجنوبية وثغر عدن الباسم، هذا الصرح الاستثنائي الذي يعد أكثر من مجرد قطاع اقتصادي، وبفضل الجهود المبذولة في هذا الصرح من قبل قيادة هيئة الطيران المدني والأرصاد وقيادة إدارة المطار وأجهزتنا الأمنية وكوادرنا الفنية أصبح مطار عدن الدولي فور انتهاء الحرب النافذة الوحيدة في الوطن نحو العالم، بعد أن دمرته مليشيات الحوثي الإيراني وجميع المنافذ في بلادنا".


وأضاف: "لقد ارتبط مطار عدن ارتباطاً وثيقاً بأحوال هذه المدينة التاريخية العظيمة، فكان في لحظة ازدهارها الوجه والمنصة المشرقة للبلاد وفي لحظات انكسارها كان العمود الفقري بأكمله للوطن، ومؤخراً كان مطار عدن أول منفذ لتحرير المدينة من المليشيات الانقلابية ثم غدا أول قطاع حيوي يعاود العمل متحدياً ظروف الدمار وتحديات الإرهاب".

وشكر العمري دور التحالف وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لما قدموه لليمن وإبقائهم على شريان حياة المطار الذي جرد بفعل الحرب من أبسط مقوماته كمطار دولي.

كما وعد العمري بأن يغدو مطار عدن صرحاً ومنصة دولية خلال المرحلة القادمة، بفضل من الله ثم بجهود ودعم دول التحالف التي تعمل على إعادة إعمار المرافق الحيوية، مؤكداً ثقته التامة بأن الأيادي التي امتدت للمساعدة على مقاومة الانقلاب لن تتأخر في تقديم الدعم اللازم والكافي لتسريع عجلة التنمية وتوفير فرص عيش أفضل لسكان هذه المدينة الباسلة وأهلها الميامين ولكل أبناء الشعب اليمني وتوفير خدمة ملاحية آمنة ومتميزة، كما عرج على اهتمام الأشقاء المخلصين في سبيل إعادة العاصمة عدن إلى مكانها الطبيعي والريادي الذي حرمتها ظروف الحرب وفساد الأنظمة السابقة منه.

وفي الحفل تم وضع حجر الأساس لبدء العمل في المرحلتين الثانية والثالثة من المشروع، كما تم تدشين استلام الأجهزة والعربات المقدمة من البرنامج السعودي للمطار.

حضر حفل التدشين ووضع حجر الأساس كل من ناصر أحمد الشريف، نائب وزير النقل، وم. حسين عوض عقربي القائم بأعمال نائب وزير الأشغال، ووكيل أول محافظة عدن محمد نصر شاذلي، وقائد قوات التحالف بعدن العميد الركن طيار مجاهد العتيبي، والكابتن أحمد مسعود العلواني رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية، ود. الخضر لصور رئيس جامعة عدن، والوفد السعودي التابع للبرنامج، وعدد من المسؤولين في السلطة المحلية، وكوادر مصلحة الطيران المدني بمطار عدن الدولي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى