هل تلتقط إيران الفرصة للخروج من مستنقع الأزمات؟

> نُهى البدوي

> تعيش المنطقة العربية، ودول الشرق الأوسط، حالة من القلق والتوتر الأمني، والمخاوف من جرها إلى حرب شاملة، نتيجة التهديدات الإيرانية المتصاعدة منذُ يومين وما يصدر من وعيد من قِبل أذرعها المسلحة في دول المنطقة العربية، في لبنان والعراق واليمن، بالرد والانتقام، لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس، والقيادي الكبير في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، وآخرين فجر الجمعة الماضية بقصف أمريكي، استهدف موكبهما بالقرب من مطار بغداد الدولي، ما يجعل المنطقة بأكملها تعيش على صفيح ساخن تشبه تلك الأيام في مطلع التسعينات في حرب الخليج الأولى؛ حيث ذهب الكل يفسر، ويتوقع ما حدث على ما يراه من وقائع بأنه سيجر المنطقة إلى حرب شاملة، والبعض الآخر يراهن أن إيران ستكسب في هذه الأزمة.. لكني أتوقع غير ذلك، فربما تستفيد إيران ودول المنطقة من الحدث لنزع فتيل التوتر، وحلحلة أزماتها المرحلية، من خلال حل الأزمة الراهنة، وجعلها مدخلا للتقارب الخليجي الإيراني ووقف الحروب في المنطقة، فهل تلتقط إيران الفرصة للخروج من مستنقع الأزمات؟

ما أتوقعه أن مقتل الجنرال قاسم سليماني سيخدم عملية التغيير التي ينادي بها المواطن العراقي، حتى إذا سيطر القلق والتوتر على المشهد في الساحة العراقية، لكن هناك إمكانية بتحوله لولادة جديدة للعراق، أي أن وجود سليماني كان عائقاً أمام تحقيق أهداف المتظاهرين، الذين خرجوا من كل مدن العراق، مطالبين بإصلاح نظام الحكم، والقضاء على الفساد، وإنهاء حالة الاغتصاب الطائفي للسلطة.

أما بالنسبة للمنطقة والأمن الإقليمي والدولي، فإنه من المرجح أنه سيقوض الدعم العسكري والمالي واللوجستي للجماعات والمليشيات المتطرفة والإرهابية، التي تعبث بأمن دول المنطقة، ومنها لبنان والعراق واليمن ودول الخليج، إذا ما حكمت العقل والتقطت إيران الفرصة وابتعدت عن لغة الانتقام، وتحويل الحدث عاملاً لتغيير سلوكها السياسي العدواني في المنطقة، وتحسين علاقتها مع الجيران، والرضوخ لصوت العقل، والرضوخ لمتطلبات المفاوضات فيما يتصل بالملف النووي.

هكذا تصرف تكون قد أخرست الأصوات المعارضة في الداخل الإيراني، لسياسة النظام، من جهة. واستعادت علاقتها مع جيرانها بأقل كلفة، وحققت الحد الأدنى من المكاسب في مفاوضاتها حول الملف النووي، من جهة ثانية، أما إذا تصرفت بتهور، واتخذت ردة فعل انتقامية فإنها ستكون الخاسر الأكبر من ضربة مقتل سليماني، ومن نتائجها، بل ستعمق بموقفها الطائش الكراهية التي زرعتها لنظامها في المنطقة العربية، وبالذات في دول الخليج واليمن ولبنان والعراق، وستزيد المخاطر الاقتصادية على وضعها المتدهور. فهل ستفهم إيران الدرس جيدا؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى