«حضرموت الوادي» عنوان للانفلات الأمني في عام 2019

> تقرير/ خاص

> منتسبو النخبة الحضرمية والمدنيون أبرز ضحايا القتل
- قُيدت جميع جرائم القتل ضد مجهول

عاشت مناطق ومديريات وادي وصحراء محافظة حضرموت العام الماضي 2019م حالة من الانفلات الأمني، راح ضحيتها الكثير من المدنيين وأفراد من منتسبي النخبة الحضرمية.
وسجلت كل أحداث القتل وأعمال الفوضى التي شهدها الوادي ضد مجهول، كان آخرها قبل أيام، والتي قُتل على إثرها الجندي بن علي الحاج في مدين القطن.

وكان محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني قد أكد في لقاء خاص مع قناة "الغد المشرق" بأن الآلية التنفيذية لاتفاق الرياض التاريخي بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية، تطرقت إلى ضرورة إنهاء الانفلات الأمني بوادي حضرموت.
وتوقع البحسني تدخل التحالف لإعادة ترتيب أوضاع القوات العسكرية المرابطة بمناطق وادي وصحراء حضرموت؛ لضبط الأوضاع الأمنية فيها.

وأكد مراقبون ومتخصصون في أحاديث لـ«الأيام» أن الملف الأمني في الوادي مرتبط بالملف السياسي بشكل رئيسي، معيدين جزء من التدهور الأمني المزمن فيه إلى الأزمة السياسية التي تعيشها البلد، والتي قالوا بأن أطرافاً داخلية وخارجية استغلتها لخلخلة الأمن واستهداف البلد في شتى القطاعات، مضيفين: "وعلى الجانب الآخر نرى تحسناً في الوضع الأمني بشكل كبير في ساحل حضرموت نتيجة لسيطرة قيادات سياسية حضرمية على مختلف شؤون الحياة فيه".

وتدين مختلف فئات الوادي خضوع الجانب السياسي للجانب الأمني في مديريات وادي وصحراء حضرموت، والتي تسيطر عليه قوات المنطقة العسكرية الأولى بقيادة اللواء الركن صالح محمد طيمس.
وخرجت بهذا الخصوص الكثير من التظاهرات من قِبل أبناء وحرائر مدن الوادي المطالبة لرفض تواجد قوات المنطقة الأولى، وتعبيراً لفرضهم عما تشهده مديرياتهم من أزمات وانفلات أمني.

كما طالبوا، خلال التظاهرات، بتمكين أبناء المحافظة من إدارة مناطقهم المحتلة من قِبل قوات أبو العوجاء والمنطقة الأولى، كما قالوا.

ضحايا النخبة الحضرمية
ووفقاً لمعلومات «الأيام»، فإن أبرز ضحايا الاغتيالات هم من المنتسبين لقوات النخبة الحضرمية والمدنيين.
ويعود معظم أفراد العسكرية الأولى التي يقودها الطميس، إلى المناطق الشمالية.

وعلى الرغم من الانتشار الكبير لهذه القوات بنقاط عسكرية على الخطوط الدولية والفرعية في وادي حضرموت إلا أن جميع جرائم القتل وغيرها قيدت ضد مجهول.
ويؤكد الكثير من العسكريين أن ما تشهده مديريات الوادي من أحداث مأساوية ينفذ بتخطيط وتدبير من المنطقة العسكرية الأولى وبمساعدة حزب الإصلاح، حتى لا يسلم الوادي لقوات النخبة الحضرمية.

وبحسب خبراء عسكريين، فإن قوات أبوعوجاء التي يفوق عددها عشرة آلاف مقاتل مع ألوية أربعة مدرعة، لم تتمكن من القبض على إرهابي أو قاتل، واكتفت بجباية الأموال من النقاط فقط.

مطالبات
انطلقت حملة شعبية قوية تطالب بتسليم وادي حضرموت وأمنه إلى قوات النخبة الحضرمية وتسليم زمام الأمور إلى المنطقة العسكرية الثانية، وإبعاد المنطقة العسكرية الأولى بكافة ألويتها وقواتها؛ لعدم تمكنهم من توفير الأمن والاستقرار فيه والمحافظة عليه.
ويطالب المدنيون من قوات التحالف العربي بالتدخل العاجل لحل أزمة الانفلات الأمني الواقعة في وادي حضرموت ودخول قوات النخبة للسيطرة على الملف الأمني فيه.

وأضاف سكان محليون في أحاديث متفرقة لـ«الأيام»: "نطالب المحافظ اللواء فرج البحسني وقيادة التحالف العربي بسرعة النظر إلى مديريات الوادي ومعالجة الانفلات الأمني فيها، والذي أسفر عن سفك دماء المدنيين في ظل التجاهل المتعمد من المنطقة العسكرية الأولى، التي لم تقبض على مجرم واحد"، مشيدين في ذات السياق بدور قوات النخبة الحضرمية ودور إدارة التحالف في الحفاظ على أمن ساحل حضرموت.

كما طالبوا بالإسراع بوضع خطة وتنفيذها من قِبل قوات التحالف وقيادة النخبة التي تتوج بالدخول إلى وادي حضرموت والسيطرة عليه لأجل حماية المواطنين والحفاظ على الأمن والاستقرار الذي غاب فيها منذ زمن.

حلول
أجمعت القوى السياسية الجنوبية على أن الحل الوحيد لحل أزمة الانفلات الأمني بوادي حضرموت هو تسليم الملف الأمني لقوات النخبة الحضرمية، وضرورة تدخلها بشكل عاجل للسيطرة على مفارق ومداخل الوادي؛ لتكون بذلك قد أكملت عملية تطهير حضرموت بالكامل من الجماعات الإرهابية المسلحة.
وأصدرت القوى السياسية في عدة بيانات صادرة عنها، بالتدخل العاجل من قيادة التحالف العربي لحل مشكلة الانفلات الأمني الذي يشهده وادي حضرموت وما نتج عنه من عمليات اغتيالات مستمرة تسجل ضد مجهول.

مؤكدين بأن قوات المنطقة العسكرية الأولى المسيطرة على الوادي أظهرت فشلها في إدارة الملف الأمني حتى اللحظة، كما طالبوا بضرورة تنفيذ بنود اتفاق الرياض المواقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى