الإصلاحيون وحصان طروادة التركي!

> علي ثابت القضيبي

> اليوم تتداعى أصداء صراخ الفضائيات من التدخل التركي الوقح في ليبيا، حتى الجنرال الليبي حفتر يعلن النفير هناك، وجوامع ليبيا تنادي "حيّا على الجهاد"، كل هذا جاء بعد إعلان تركيا إرسال قواتها إلى ليبيا.

ما شأنُ تركيا وليبيا؟! هل هي تهيؤات المهووس أردوجان بإعادة الأمجاد الغابرة لإمبراطورية أجداده؟ أو مَن أوعز لتركيا بهذا الدور القذر؟ لاحظوا أنّ الدور التركي بدأ هناك على استحياء، فمن قبل تمّ ضبط عدة سُفُن أسلحة تركية، وتالياً بِزَج أفواج القتلة المأجورين، أمّا اليوم وبكل صراحةٍ تعلن تركيا عن إرسال قواتها إلى ليبيا!، وهذا يرسم علامة استفهام كبيرة، وباللون الأحمر لما يجري في جغرافيتنا الشرق أوسطية.

المُثير هنا، أنّ أخوتنا الإصلاحيين يرقصون على نفس إيقاع ونغمات إخوان ليبيا، مع أنّ كِبار كهنتهم يقبعون في فنادق الرياض، والجيل الفتي من قادتهم يتسكّعون في شوارع وحانات إسطنبول، كما وخط الاتصال التركي - القطري شغال وبِحميّة، وتذكّروا أن قطر كانت حاضرة أيضاً وبقوةٍ في ليبيا منذ بداية أحداث غضبها الذي أطاح بالقذافي، وتذكروا شحنات الأسلحة المهولة التي تم ضبطها في صحاري ليبيا، وهذه نقلتها الطائرات القطرية! فماذا يجري يا تُرى؟!

ربما لم يَدُر في خُلد أصحاب أنصاف اللحى المُهذّبة من الإصلاحيين أن الاستعمار التركي بطبيعته فظّاً ويتّسمُ بالغلظةِ والانحطاط، هذا صَبغتهُ الطبيعة الشّركسيّة الجلفة لبربر أطراف أوروبا، وتُفرِدُ لنا سطور التاريخ ملامح فنتازيّة مثيرة للقشعريرة بهذا الصدد، منها صور طوابير النساء في الدولة المهزومة من تركيا وهُنّ يُقطَرن سبايا إلى أجنحة الحريم كجاريات لخدمة القادة والضباط الأتراك.. وهذا من أبشعِ صور التنكيل بالرجل المسلم والشرقي عموماً، وأيضاً لإدخال الرهبة الجمعية في الدولة المحتلة.

هنا أنا أسأل الإصلاحيين، وطبعاً هؤلاء يتخيلون اللحظة أنفسهم وهم داخلين تُخُومنا فاتحين، وتتقدّمهم الجيادُ التركية وعليها الشّركس بشواربهم الكثّة العريضة، وفي الصدارة راية الخلافة لأردوجان، أنا أسألهم: هل أنتم مُدركون للدور الذي تقومون به كقوّادين على حياض بلادكم أو مُدركين لتبعاته؟! ونفس السؤال لمن يتوهموا بوجود السلطة الشرعية، فهذه اندثرت من المشهد وإن لم يُعلن الرئيس براءتهُ منها، إذ لم يبقَ إلّا الكاهن الإخواني الشّائخ علي محسن الأحمر، وهو مَن يُهيمنُ على الموقف اليوم، وهو مَن يُحركُ جحافله الإصلاحيين والبلاطجة في بروفات قتال في جغرافيتنا الجنوبية، كما يحدث في شبوة الآن.. وأنتم أسألوا: هل الرئيس عبدربه على عِلم بهذه التحركات العسكرية بٍصفتهِ القائد الأعلى للقوات المسلحة؟! أو هل بمقدوره أمرها بالتوقف والعودة إلى ثكناتها في مأرب؟! طبعاً كلا.

الأيام بتقادمها مع دوران حُقبة الزمن تجودُ كل يوم بجديد، نحنُ اليوم مع الإصلاحيين والجيوش التركية، وهناك أفراد منهم يتحركون في شبوة والإيرانيين ولفيفٍ من القتلة العرب وسواهم، وهذا وضعٌ طارئ ومُستجدٌ بالنسبة لنا كجنوبيين، ولمجابهته فالأمر يعتمد على التفافنا جميعاً حول مجلسنا الانتقالي الجنوبي، وهذا عليه إعادة النظر في أدواته الإعلامية لحشد كل الشعب حوله، وأن لا يعمل بنفس أدوات وآليات وعقلية الأداء الإعلامي أيام حقبة التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية - لا أحد يجرؤ على انتقاد المركز أو حتى أن يُدلي له بالرأي الحصيف والموضوعي - فالعصر قد تغيّر كثيراً.. أليس كذلك؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى