ذراع إيران في اليمن.. هل يرد الحوثيون على مقتل سليماني؟

> «الأيام» عن "الخليج أونلاين":

> يشكّل مقتل قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، بضربة أمريكية في بغداد، تصعيداً كبيراً يثير الخوف من ردٍّ عنيف من إيران وحلفائها بالمنطقة، خصوصاً جماعة الحوثيين في اليمن.
وبينما توعّدت طهران سريعاً بالانتقام لمقتل سليماني، صدرت تهديدات من ذراعها الإقليمية في اليمن، بعدما توعدت جماعة الحوثيين بـ "الرد السريع والمباشر في القواعد المنتشرة".

ويتوقع كثيرون أن تنفذ جماعة الحوثيين هجمات، ربما تستهدف في الغالب ناقلات نفط أو سفناً تجارية أو قواعد عسكرية توجد بها قوات أمريكية، خصوصاً في البحر الأحمر والحدود السعودية مع اليمن.

تهديد حوثي
في 3 يناير 2020، يوم إعلان مقتل سليماني، قالت جماعة الحوثي إن مقتل قائد "فيلق القدس" وأبو مهدي المهندس، القيادي البارز في الحشد الشعبي العراقي، "مغامرة كبيرة من شأنها أن تزيد الأوضاع المتوترة في المنطقة سوءاً".
وأدانت وزارة الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً الحادثة، واعتبرتها "اعتداء غادراً وجباناً".

وقالت في بيان إن "مثل هذا الفعل الجبان يرقى إلى مستوى الأفعال الأكثر تهديداً للسِّلم والأمن الدوليَّين، ويكشف بكل وضوح عن حقد أمريكي مضاعف على كل من ينحاز إلى القضايا العادلة".
كما تعهد زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، بأن "دماءهما (سليماني والمهندس) لن تذهب هدراً"، مؤكداً وقوفه إلى جانب من وصفهم بـ "أحرار أمتنا" في "معركة الكرامة والاستقلال والحرية ضد الاستكبار والإجرام الأمريكي والإسرائيلي"، وفقاً للبيان.

في السياق نفسه أدان محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا التابعة للجماعة، مقتل سليماني، وقال في تغريدة نشرها على "تويتر": "إن هذا الاغتيال مدان، والرد السريع والمباشر في القواعد المنتشرة هو الخيار والحل".
بدوره قال المكتب السياسي للحوثيين إن "الولايات المتحدة ارتكبت بهذه العدوانية جريمة حرب على كل الأمة وعلى محور المقاومة وعلى القضية الفلسطينية".

وقال المكتب في بيان: "حريٌّ بشعوب المنطقة أن تدرك أن أمنها واستقرارها مرهونٌ بالمضي قدماً في مشروع التحرر حتى طرد المحتل الأمريكي".
وفي 3 يناير 2020، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" قتل سليماني بغارة جوية، بناء على توجيهات من الرئيس دونالد ترامب، واتهمته بأنه كان يعمل على تطوير خطط لمهاجمة دبلوماسيين وموظفين أمريكيين في العراق والمنطقة.

سليماني والحوثيون
وارتبط اسم قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني بالحوثيين في اليمن، وسبق أن قال في مايو 2016، إن نتائج الحرب في اليمن "كرست وأثبتت قدرة جماعة الحوثيين على نحو لا يمكن تجاهله".
وأضاف سليماني في كلمة له بمدينة "قم" حينها إن من سمّاهم الأعداء "يقاتلون بعنجهية في اليمن؛ وهو ما أدى إلى هزيمتهم"، معتبراً أن نتيجة الحرب هناك هي تعزيز قوة الحوثيين.

وزار سليماني، في 28 مارس 2015، بعد يومين من إطلاق "عاصفة الحزم" لاستعادة الشرعية، صنعاء في إطار مهمة حربية كلفه إياها خامنئي؛ لإدارة معارك مليشيا الحوثي ضد السعودية والتحالف الذي تقوده، وفق ما ذكرته قناة "بي بي سي" حينها.

كما تولى سليماني، الإشراف على تدريب عناصر الحوثيين، داخلياً من خلال إرسال الخبراء إلى اليمن، وخارجياً من خلال ابتعاثهم إلى إيران ومناطق أخرى تخضع للسيطرة والنفوذ الإيراني، كما أشرف سليماني على تزويد مليشيا الحوثي بالأسلحة الحديثة وتقنيات متقدمة ساعدتها في تطوير الصواريخ والطائرات المسيّرة والألغام والمتفجّرات.

هل يردُّ الحوثيون؟
وعقب مقتل سليماني، طُرحت كثير من التساؤلات عن الرد الذي قد تقوم به إيران، أو مليشياتها وحلفاؤها المنتشرون بالشرق الأوسط، وكانت في مقدمتهم جماعة الحوثيين.
وفي هذا الإطار، يقول الباحث والكاتب اليمني عادل دشيلة، إنه بناءً على تاريخ الصراع الإيراني-الأمريكي خلال أربعة عقود من الزمن، فـ "إيران غير قادرة على الرد على الولايات المتحدة الأمريكية، لأن القواعد العسكرية اﻷمريكية التي توجد بدول كثيرة، تحيط بها من جميع الجهات".

وأضاف: "من ثم في حال ردَّت، فإن مصالحها الإستراتيجية ستكون تحت النيران الأمريكية المباشرة، ولذلك قد تزود إيران مليشيات مسلحة، وقد صرحت ضمنياً بذلك أمس واليوم، وأن الرد سيكون عبر حلفائها، ومن بينهم الحوثيون".
وتابع: "ربما تشن جماعة الحوثي ضربات على أهداف إستراتيجية داخل الأراضي السعودية بنفسها، وكل الاحتمالات واردة"، مشيراً إلى أن مليشيا الحوثيين بطبيعة الحال "جاهزة حتى ولو لم تدعمها إيران عسكرياً".

وأكد في حديثه لـ "الخليج أونلاين"، عدم استبعاده "أن ينفذ النظام الإيراني عدة هجمات وضربات بالمنطقة، وتتبنى جماعة الحوثيين تلك الهجمات مباشرة".
وقال: "جماعة الحوثي حينها ستعلن أنها هي التي نفذت بالضربة، وربما تتبنى كثيراً من الهجمات"، على غرار ما حدث في الهجمات على منشآت شركة أرامكو بالسعودية.

هجمات "أرامكو".. إيران والحوثي
ولعل حديث "دشيلة" يشير إلى الهجمات التي استهدفت منشأتي شركة أرامكو، عملاق النفط السعودي، شرقي المملكة، منتصف سبتمبر 2019.
ورغم أن الولايات المتحدة قالت إنها حددت مواقع في إيران أطلِقت منها الطائرات من دون طيار وصواريخ كروز التي استهدفت منشآت النفط السعودية، فإن جماعة الحوثيين تبنَّت الهجمات.

ونقلت شبكة "سي بي إس" الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن الدفاعات الجوية السعودية لم توقف الطائرات من دون طيار والصواريخ، لأنها كانت موجهة جنوباً؛ لمنع هجمات قادمة من اليمن.
ونفت طهران تورطها في تلك الهجمات، ووصف الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الهجوم بأنه رد فعل "من الشعب اليمني".

وأكدت جماعة الحوثي بعد نحو 24 ساعة على الحادثة، مسؤوليتها عن الهجوم، قائلة إنه نُفذ بطائرات مسيَّرة تعمل بمحركات عادية ونفاثة.
وأضاف الحوثيون أنهم قد يستهدفون منشآت الشركة مرة أخرى، وسط تقارير صحفية نقلت عن مسؤول أمريكي رجح أن يكون مصدرها من العراق أو إيران، وآخر عراقي قال إنها انطلقت من جنوبي العراق.

البحر الأحمر والسعودية
أما المحلل السياسي اليمني عبد الله الرداعي، فقد رأى أن الحوثيين يمكن أن ينفذوا عمليات انتقامية بدل إيران، من خلال استهداف السفن في البحر الأحمر.
وأضاف "الرداعي" في تصريحه لـ "الخليج أونلاين"، أن الحوثيين يمتلكون منظومة صاروخية واسعة كانت موجودة مع نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وطوَّرها خبراء إيرانيون، وبالإمكان استخدامها في هذه الهجمات.

وأوضح أن الحوثيين لا يملكون فقط الصواريخ؛ بل أيضاً طائرات من دون طيار، وربما تُستخدم في هذه الهجمات، مشيراً إلى أن هذه القوة التي يملكها الحوثيون "لم تأتِ من فراغ؛ بل بدعم مستمر منذ 5 سنوات وأكثر؛ لتحويل اليمن إلى محطة لإرهاب أعداء طهران".
ويشارك برأيه أيضاً ما طرحه دشيلة، بأن الحوثيين ربما يعلنون مسؤوليتهم عن هجمات ستنفذها إيران سواء من داخل أراضيها أو من العراق، لافتاً إلى أن كثيراً من الأحداث تؤكد ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى