ديرية الوضيع بأبين.. مرافق مدمرة وخدمات شبه معدومة

> تقرير/ حيدرة واقس:

> تعتبر مديرية الوضيع إحدى مديريات محافظة أبين المنسية بشكل كبير جداً، وعلى الرغم من الشخصيات التي تنتمي لها وتتقلد مناصب عليا في الدولة، إلا أنهم لم يولوها الاهتمام الكبير، وتفتقر الوضيع لأبسط مقومات المدينة الحضرية.

وللمديرية، التي ولد بها رئيس الجمهورية اليمنية، عبدربه منصور هادي، في قرية ذكين، تاريخ عريق، ومناضلين عاصروا كافة الأحداث في الجنوب قديماً، وكان ناصر منصور جبران شيخ قبيلة الجعادنه هو أول من سكن الوضيع، وأسس مسكنه المعروف باسم (المحنة)، الذي لازالت آثاره باقية حتى اليوم، وهي بنايات على أحدى التلال بمديرية الوضيع.

ويقال إن اليهود سكنوا في مدينة الوضيع قديماً قبل ترحيلهم إلى فلسطين عام 1948م، ولايزال الاتجاه الشرقي من جبل (مجدب) يعرف بشعب الوضيع، وتوجد قبورهم على بعض قمم جبل إيلان في جبل مجدب.
ويبلغ عدد سكان الوضيع (26000) نسمه، حسب تعداد 2002م، أما مساحتها فتبلغ (1125كم٢) ويتوزع سكان المديرية على (232) قرية.

وتعاني المديرية من انعدام شبه كلي للخدمات الأساسية، والمشاريع التنموية، إضافة إلى عدم امتلاك السلطة المحلية لمبنى للإدارة العامة.
وقد عانت المديرية من الأحداث المتتالية التي عاشتها خلال الحروب السابقة، حيث تدمرت أغلب المرافق الحيوية فيها.

موارد طبيعية ومرافق مدمرة
تعتبر الوضيع منطقة زراعية تشتهر بزراعة القطن، وجميع أنواع الحبوب، وبعض أنواع الخضار والفواكه، كالطماطم والحبحب والشمام وغيرها، ولا ننسى بأن إنتاجها يصدر إلى خارج المدينة.
ولا يقتصر اهتمام سكان الوضيع بالزراعة فقط بل بتربية المواشي أيضاً وبالأخص الأغنام، أما الأبل فعددها قليل، ويتركز وجودها في مناطق البدو ولا يتجاوز عددها الألف رأس.

كذلك يهتم الأهالي بتربية النحل وتسويق إنتاجه من العسل، وتجد بعض الأهالي يمتلك ما يقارب، أو يزيد، على 100 خلية من خلايا النحل، إذ تعتمد علي بيع العسل بعض الأسر كمصدر دخل أساسي.
كما أن الأودية في منطقة الوضيع كثيرة، ومنها وادي (يبرق) وأودية (حجرة والنسيل وضُبة والمقطن) وغيره، ولكن أكبرها وأشهرها وادي (يبرق) في السواد.

ومع تنوع الموار للمديرية إلا أنها لم تلقَ أي اهتمام من قبل الجهات المعنية، لا في قطاع الزراعة ولا في دعم مربيي المواشي والأغنام.
كما أن الأزمات المتتالية التي شهدتها محافظة أبين أثرت سلباً على مديرية الوضيع وبشكل كبير، إذ دمرت معظم المرافق الحيوية والخدمية بسبب الصراعات العسكرية السابقة أو الأعمال الإرهابية.

وقال الشيخ أحمد علي منصور، في حديثه لـ«الأيام» بأن مديرية الوضيع تعرضت لمؤامرات حقيقية استهدفت بنيتها التحتية بشكل واضح ومتعمد.
وأضاف: "إن الأحداث التي شهدتها المحافظة منذُ 2011 أثرت على مديرية الوضيع بشكل رئيسي، وتم تدمير المرافق الرئيسية في المديرية بشكل كلي، كإدارة الشرطة ومبنى السنترال ومبنى السلطة المحلية والمحكمة والنيابة، جميعها تدمرت كلياً".

وأشار إلى أن ذلك التدمير "كان كبيراً وقد تسببت فيه أطراف عده، حيث إن الطيران الحربي دمر عدداً من المرافق بحجة وجود عناصر إرهابية فيها، وما بقي من المرافق تم تفخيخه وتدميره" .
وتابع الشيخ أحمد منصور: "مديرية الوضيع كانت أولى المديريات التي انطلقت منها الثورة الجنوبية المطالبة بدولة الجنوب، واستمر النضال فيها منذُ 2007، مما أغاض الأطراف النافذة وعزز حقدها على أبناء المديرية"، مضيفاً: "ومن ضمن الأسباب كذلك إظهار مسقط رأس الرئيس هادي بحاله مزرية".

وختم بالقول: "الخدمات شبه معدومة على كافة الأصعدة، إذ أن الكهرباء لم تعد تعمل سوى ساعات قليلة في اليوم، إضافة لتعثر مشروع المجاري الذي تم التوقيع عليه قبل عشر سنوات، كما أن مشروع المياه الذي استبشر الأهالي بعودته لم يعد حتى الآن".

مستشفى الوضيع آخر مرفق يصارع للبقاء
يصارع مستشفى الوضيع العام، آخر المرافق الحيوية المتبقية في المديرية، من أجل البقاء، إذ يحتاج المستشفى إلى الكثير من المتطلبات لتوفير الخدمات للمواطنين بالشكل المطلوب.
وقال فني الجراحة بمستشفى الوضيع، الخضر علوي: "إن المستشفى يصارع من أجل البقاء، وهناك تحسن ملحوظ شهده المستشفى مؤخراً، إذ تم توفير عدد من الأطباء، وقام باستقبال عشرات الحالات".

وأضاف: "المستشفى يعاني من عدة معوقات، منها عدم تأهيل الأقسام وتوفير الأجهزة اللازمة وبناء سكن للممرضين"، مشيراً إلى أن عدد من الممرضات لم يتلقين حقهن من المستحقات التي التزمت بها المنظمات المانحة، مطالباً الجهات المعنية بدعم المستشفى الذي يستقبل عشرات الحالات يومياً.
وقال مشرف التمريض عبدالله سالم صالح لـ«الأيام»: "المستشفى يستقبل في اليوم ما بين عشرين إلى ثلاثين حالة حمى ضنك، إضافة إلى حالات الدفتيريا والإسهالات"، مطالباً الجهات المعنية والمنظمات المانحة بتحمل مسؤولياتها تجاه المستشفى، ودعم القطاع الصحي لمكافحة الأوبئة المنتشرة.

من جانبه قال المواطن علي حسين عبدالله بأن المستشفى لا يفي باحتياجات المواطنين بالشكل المطلوب، وأنه زار المستشفى ولم يجد حتى جرعة من العلاج الذي يحتاجه، ويضطر للذهاب إلى مديريات أخرى من أجل شراء العلاج، مضيفاً: "لا يوجد في المشفى أي ترقيد، أو عناية حقيقية للمرضى".
أما المواطن رشاد ناصر صلاح، فقال بأن قريباً له توفي، واسمه أحمد مهجر، بسبب عدم توفر الأكسجين داخل المستشفى، مشيراً إلى أن هناك حالات حرجة تصل إلى المستشفى ولا يتم تقديم أي من الإسعافات الأولية لها.

تعليم متدنٍ و طرق غير صالحة
وحول العملية التعليمية في المديرية، قال المواطن منصور علي المنصب: "إن التعليم متدنٍ بشكل كبير وفي جميع المدارس، إذ لم يلق أي اهتمام من قبل الجهات المعنية.
وأضاف: "العملية التعليمية لم ترق إلى الشكل المطلوب، إذ إن أغلب المدارس تعاني من قلة المدرسين، ونقص في الكتاب المدرسي، ومستوى التعليم للطلاب منخفض جداً، حيث يصل الطالب إلى مرحلة الثانوية وهو لم يتعلم الأساسيات بالشكل المطلوب".

وحمل منصور المنصب وزارة التربية والتعليم مسؤولية ما وصفه بـ "التجهيل للأجيال القادمة"، والتعمد في عدم إعطاء أدنى الحقوق التعليمية للطلاب.
وحول الطرقات في المديرية، قال المواطن علي عبدالله الباكري: "إن الطرق الرئيسية والفرعية في مديرية الوضيع مدمرة بالكامل، نتيجة لعوامل عدة ومرور فترة زمنية طويلة دون أن يتم تأهيلها".

وأشار الباكري إلى أن أغلب الطرق الفرعية للقرى لم يتم ردمها أو إنشاء طرق لها من الأساس، حيث لا يوجد إلا طريق واحد للدامر، مناشداً الجهات المعنية بتحمل مسؤولياتها تجاه خدمة المواطنين، وتوفير المتطلبات الأساسية وإعادة البنية التحتية للمديرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى