انهيار العملة المحلية يفاقم معاناة الناس

> تقرير/ خالد بلحاج

>  يوماً عن يوم تزداد معاناة الناس ألماً مع استمرار الأزمة في البلاد وازدياد حجم البطالة والبحث عما يسد الرمق للعيش، خاصة بالنسبة للفقراء وذوي الدخل المحدود، معاناة ضاعف منها انهيار العملة المحلية أمام العملات الأخرى وخصوصاً الدولار، مما ضاعف من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الضرورية في ظل واقع مرير وعدم انفراج للأزمة فيما يبدو في الغد القريب.
«الأيام» تلمست هموم ومعاناة الناس في مديرية القطن، محافظة حضرموت، فوجدت أحوالهم لا تسر.

واقع مرير
يقول أبو صالح، متقاعد: "الأحوال باتت لا تدعو للتفاؤل والأوضاع صعبة جداً في ظل واقع مرير نعيشه اليوم، الرواتب ضئيلة خصوصاً لنا نحن المتقاعدين، والأسعار نار في نار والتجار لا يرحمون، ومع انهيار العملة نقف عاجزين عن شراء أهم المواد الغذائية الضرورية، بل نكتفي بشراء قوت يومنا بالكيلو أو الرطل بعد ما كانت رواتبنا تفي لشراء راشن كامل ولكن الله كريم".

يشاطره القول الشاب علي أحمد حيث يضيف: "أنا شاب عاطل عن العمل وأعيل أسرة، لا يوجد لدي مصدر دخل سوى ما أحصل عليه مقابل أعمال الحمالة التي أقوم بها وهو مبلغ زهيد لا يقارن بحجم التضخم في المواد، وبتنا نشتري قوت يومنا على حسب دخلنا"، ورأيت امرأة عادت أدراجها من محل بيع مواد غذائية عندما عجزت من شراء حاجة لها، لكون المبلغ الذي معها لا يفي بالغرض، خرجت من المحل وفاضت عيناها بالدمع وتمتمت بكلمات لا يعلمها إلا الله.

بيوت لا تشعل نيران الطبخ
وأمام هذا الواقع الأليم يحكي أحد سكان القطن قصة جيران له قائلاً: "من فترة ليست بالقصيرة لم أرَ نار الطبخ توقد في بيت جيراني، فلما سألت رب الأسرة قال لم نعد نطبخ في التنور إلا فيما ندر بل نعتمد على وجبة واحدة في اليوم بسبب الأوضاع الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة".

نازحون في بيوتنا
يقول صالح عبدالرحمن، موظف حكومي: "الأوضاع صعبة جداً، وإذا ظل الحال على ما هو عليه ولم تتدخل الحكومة لإنقاذ الاقتصاد وتعزيز العملة انتظروا الكارثة وهي المجاعة، أنا موظف وراتبي لا يفي حتى بشراء ربع المواد الضرورية، فما بالك بالأسر الفقيرة ومحدودة الدخل، بل بالأسر التي لا يوجد لها مصدر دخل أصلاً! أتساءل كيف يعيشون؟! أسمع عن إغاثات ودعم من المنظمات للمحتاجين والنازحين، وعندما سألت قالوا هذا الدعم للنازحين من محافظات أخرى متضررة من الحرب، فقلت نحن نازحون في بيوتنا فهناك أسر نازحة من الجوع ولم تعد تخرج من بيوتها بسبب الحاجة".

الحاجة لمشاريع إنسانية
يقول عمر أحمد، موظف تربوي: "نسمع عن مشاريع عملاقة على الأرض من مخصصات حصة النفط بحضرموت، ولكن المواطن بحاجة لمشاريع إنسانية، مشاريع للجياع لتملأ البطون وتسد الرمق، لماذا لا يخصص جزءا من كل مشروع لدعم المواد الأساسية أو يذهب لصالح الفقراء والمساكين والمعدمين؟".
معاناة ألقت بظلالها على الفقير وذي الدخل المحدود، بل ازدادت ضراوة واكتوى بنارها أكثر من ليس له مصدر دخل، وباتت المشكلة تنذر بكارثة إنسانية إذا لم تتدخل الحكومة لإنقاذ العملة والنظر في أمر شعبها المغلوب على أمره.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى