مدير معهد هواري بومدين المهني بلحج: ميزانية المعهد صفرية ونعاني نقصا كبيرا في المعلمين المتخصصين

> التقاه/ هشام عطيري

> يعد معهد "هواري بو مدين" المهني الصناعي في محافظة لحج، واحد من أبرز المعاهد المهنية الحكومية التي تم إنشاؤها خلال العقود الماضية في المحافظات الجنوبية.
ويتبع المعهد، والذي تم تأسيسه في عام 1986م بالتعاون مع دولة الجزائر الشقيقة لوزارة التعليم الفني والتدريب المهني.

تخرج منه خلال العقود الماضية الكثير من الكوادر العاملة في مجالات مهنية متعددة في سوق العمل، غير أنه تعرض أثناء الحرب للكثير من النهب والدمار فضلاً عن افتقاره للميزانية التشغيلية، الأمر الذي خلق أمام إدارته العديد من لصعوبات.
مطلق عبدالله
مطلق عبدالله
مدير المعهد، مطلق عبدالله محمود، أوضح في حواره لـ«الأيام» جملة المعوقات التي تواجه إدارته وتطلعاتها المستقبلية، فإلى التفاصيل.

حبذا لو تطلعنا في البدء عن الوضع العام للمعهد لفترة ما بعد الحرب حتى الأن.
- بداية نشكر لكم ولصحيفة «الأيام» الغراء اهتمامكم الدائم وتغطياتكم المتواصلة لكل فعالياتنا في مكتب التعليم الفني والتدريب المهني في المحافظة ومعاهده العاملة. أما فيما يتعلق بسؤالكم، فنؤكد لكم بأن وضع المعهد أضحى بعد الحرب التي شنها الانقلابيون في وضع كارثي ومؤلم جداً، خصوصاً بعد تعرضه للتدمير الجزئي والنهب الكامل تماماً لكل مقدراته وإمكانياته من ورش تدريبية ومعدات وأدوات هندسية ومكاتب وأثاث، بل وصل الأمر إلى نهب التمديدات الكهربائية الظاهرة والأرضية فيه، ومع هذا لم يثنِ كل هذا الخراب قيادة مكتب التعليم الفني لحج بقيادة مدير عام مكتب التعليم الفني والتدريب المهني بالمحافظة ، فاروق عبدالرزاق حسين القطيبي، والذي تم تعيينه بعد الحرب مباشرة، لم يثنه عن إيقاد شعلة الأمل في نفوس منتسبي التعليم الفني بلحج ومعاهده العاملة وفي مقدمتها معهد هواري بومدين، في المضي قدماً نحو إعادة العملية التعليمية والتدريبية في المعاهد والسعي المتواصل لانتشال المعهد من وضعه المدمر واستعادة دوره الريادي والإنساني في تنمية مهارات وقدرات الشباب في المحافظة، كما بدأنا بالتواصل مع كل المنظمات الإنسانية العاملة في عدن، وإطلاعهم بالأضرار التي تعرض لها المعهد، مقدمين في الوقت نفسه، قائمة بالاحتياجات الأولية ولو كانت بسيطة، فتحققت أولى بوادر الأمل، والحمد لله، على أيدي الإخوة في الهلال الأحمر الإماراتي من خلال المنحة التي قدمها لمحافظة لحج لقطاع التعليم، وكان لنا جزء منها، وإن كان يسيراً، إلا أنه أتاح لنا فرصة حقيقية للوقوف مجدداً والانطلاق نحو تحقيق أهدافنا في استعادة مكانة هذا الصرح التعليمي الهام.

المعهد شهد تدخلات عديدة من قِبل الكثير من المنظمات، كيف تنظرون إليها؟
- حقيقة، التدخلات التي تقوم بها المنظمات في المعهد قد تكون غير مفهومة للكثيرين، وذلك أن كلها عبارة عن مناقصات تعلنها المنظمات لتنفيذ دورات تدريبية مهنية، فنتقدم كغيرنا من المعاهد الخاصة بعرض سعر مناسب، فترسو علينا المناقصة للتنفيذ، وهذا الأمر يتطلب منا تقديم الكثير من الخدمات التدريبية وبإمكانيات ومهارات عالية، لكون القطاع الخاص يستطيع تقديم هذه الخدمات إذا ما تركنا وضع المعهد بانتظار الدعم الحكومي، ولهذا نبادر بجهودنا الذاتية والاعتماد على أنفسنا في تحسين مستوى خدماتنا التدريبية لتكون مقنعة للمنظمات ذات الصلة، وبالتالي إقبال هذه المنظمات على المعهد من خلال موافقتها وإقتناعها بما نقدمه من عروض أسعار.. وهنا أعيد وأذكر بأن المعهد لم يتلقَ أي دعم أو تدخل من المنظمات باستثناء الهلال الأحمر الإماراتي فقط، والذي قدم ما نسبته 25 ٪ من الاحتياجات الأولية للورش الهندسية.

ما مدى علاقتكم بمكتب التعليم الفني بالمحافظة؟
- علاقنا بمكتب التعليم الفني بالمحافظة أكثر من ممتازة، وهذا ما يلاحظه كل زائر لنا، لاسيما أن الإدارة العامة لمكتب التعليم الفني لحج تشاركنا مبنى إدارة معهد هواري بومدين، وبقدر ما نحن سعيدون بتواجد الإدارة العامة بالقرب منا بقدر ما نحن نتألم لوضع مكتب التعليم الفني، والذي ليس له مبنى منذ تأسيسه في العام 2004م، أسوة ببقية مكاتب العموم في المحافظة.

ما أبرز الصعوبات التي تواجه عملكم؟
- المعهد ليس له موازنة تشغيلية على الإطلاق، خصوصاً منذ ما بعد الحرب، كما أن ميزانية مواد التدريب والتي تم إعادة صرفها منذ أكتوبر 2018م حقيرة جداً، إذ لا تتجاوز الـ 232 ألف وخمسمائة ريال فقط شهرياً، وهو مبلغ مخصص مواد التدريب لكل أقسام المعهد، وهذا الأمر يجعلنا حائرين في كيفية توزيع المبلغ لشراء المواد في ظل الغلاء الكبير ومتصاعد يوماً بعد يوم. ومن العراقيل التي تعترض مهامنا أيضاً تتمثل في الإجراءات الخاصة بتابعة صرف وتوريد هذه المواد مع مكتب المالية لحج، وكذا مخصصات التغذية للسكن الداخلي للطلاب وغيرها الكثير.

حدثنا عن الكادر التعليمي في المعهد؟
- الكادر في المعهد تضرر كثيراً بسبب وقف التوظيف والتعاقدات، وحالياً أصبح معظم الكوادر إما في سن التقاعد أو قريبين منه، في حين سياسة التوظيف ورفع الاحتياجات الوظيفية لمكتب التعليم الفني، خصوصاً للسنوات الأخيرة من التوظيف، قبل أن يتوقف في العام 2013م لم تكن موفقة، حيث إن غالبية الموظفين هم من أصحاب التخصصات التربوية، أي المواد العامة، في حين إن المعهد في أمسّ الحاجة للتخصصات الهندسية المتعلقة بالأقسام العاملة ومن حملة البكالوريوس والدبلوم التقني، وهذا للأسف لم يحصل، فأضحت لدينا فجوة كبيرة في المعهد ونقص كبير في المختصين والمدربين، بينما لدينا اكتفاء تام من مدرسي المواد العامة والثقافية.

ما هي خطط المعهد للعام الجاري؟
- خطط المعهد للعام 2020 تتمثل في تحويل الأقسام الهندسية إلى أقسام إنتاجية قادرة على تقديم خدمات الإنتاج والتصنيع وليس فقط أقسام تدريبية، وهذا من شأنه أن يوفر مناخاً تدريبياً وتطبيقياً حقيقياً للطلاب من خلال ربطهم بسوق العمل واحتياجاته بالتزامن مع استمرارهم في العملية التعليمية والتدريبية، وأول هذه الأقسام سيكون، بإذن الله تعالى، قسم الألمنيوم.. ومن خططنا لهذا العام أيضاً تأهيل كادرنا الإداري في المعهد والمكتب من خلال فتح دورات تدريبية في الحاسوب والإدارة وعلى نفقاتنا الخاصة، ويأتي هذا بعد أن قمنا بتجهيز قاعة الحاسوب وتزويدها بالأجهزة ووسائل العرض الحديثة كالشاشات وأجهزة "الداتاشو" وغيرها من الوسائل، وكل هذه التجهيزات كذلك من نفقات المعهد الخاصة ومن مخصصات الدورات التدريبية التي ننفذها. أيضاً لدينا خطة فتح واستحداث أقسام جديدة ذات احتياج حقيقي في سوق العمل مثل: كهرباء السيارات، والتبريد والتكييف إذا ما تظافرت معنا جهود السلطة المحلية وكذلك وزارة التعليم الفني وقاموا بمساعدتنا بتوفير بعض الاحتياجات التي تقدمنا بها لديهم وأهمها استحداث ثلاثة فصول دراسية وورشتين هندسيتين، لنتمكن كذلك من فتح مساق الدبلوم نظام ثلاث سنوات بدلاً من نظام الدبلوم المهني عامين.. الخطط كثيرة والآمال كبيرة والتحديات صعبة ولكن ليست مستحيلة.

ماهي شروط الانتساب للمعهد؟
- يحق لأي طالب الانتساب للمعهد وفقاً لقانون وشروط الانتساب من خلال إحضار ملف يشمل صورة طبق الأصل من شهادة الصف التاسع وصورة من البطاقة الشخصية إن وجدت أو شهادة الميلاد، إضافة إلى ثمان صور شمسية ملونة وشهادة اللياقة الصحية ودفع رسوم التسجيل 3 آلاف ريال فقط للعامين الدراسيين.. وكما هو معروف فخطة المعهد الدراسية السنوية في المستويات التالية: التعليم النظامي الدراسة سنتين إلى ثلاث سنوات (بعد التعليم الأساسي) الملتحقين خريجي التعليم الأساسي الشهادة دبلوم مهني في التخصصات المتوفرة بالمعهد كهرباء (سنتان دراسيتان)، إلكترونيات تحكم صناعي (ثلاث سنوات دراسية) متوقف مؤقتا، ميكانيكا مركبات خفيفة (سنتان دراسيتان) حدادة الألمنيوم (سنتان دراسيتان).

ما مدى أهمية الدورات التي تنفذ بالمعهد بدعم من المجلس الدنماركي لمساندة اللاجئين؟
- أهمية هذه الدورات تكمن في نوعيها ومدة تنفيذها، فضلاً عن المواد التدريبية التي تقدم فيها بسخاء والتي هي عبارة عن عُدة متكاملة من الأدوات والأجهزة التي تمكن المتدرب من فتح الورشة أو المشغل الخاص به بعد الدورة، خصوصاً إن الدورة تستمر في التدريب إلى خمسة أشهر، وهي فترة يتحصل المتدرب خلالها على تدريب فعلي وحقيقي وهذه ميزة تحسب للمجلس الدنماركي لمساندة اللاجئين، بعكس ما تفعله أغلب المنظمات في محافظة لحج من دورات والتي لا تتجاوز مدتها في أكثر الأوقات عن عشرين يوماً.

هل من كلمة أخيرة تودون قولها؟
- أتمنى من السلطات المحلية في المحافظة وكذلك الحكومة، أن تدرك مدى أهمية التعليم الفني والمهني ومدى حاجة بلادنا في هذه الفترة لهذا النوع من التعليم، لكون المرحلة التي نمر بها تحتاج فيها المحافظة إلى إعادة البناء، وهو الأمر الذي يتطلب وجود المهنيين والحرفيين وأصحاب المهارات من الشباب، بل إن كل الدول المتقدمة أصبحت اليوم تراهن على هذه النوع من التعليم، باعتباره أحد أسباب تفوقها ونجاحها، في حين ماتزال حكوماتنا تصنف التعليم الفني والمهني على أنه هامش، أي تحصيل حاصل، وهذا واضح جداً من خلال الموازنة العامة لوزارة التعليم الفني والتدريب المهني والتي وللأسف تتضاءل كل عام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى