المجلس الانتقالي والمرحلة الدبلوماسية

> الدبلوماسية السياسية فن الممكن، والحرب والصراعات والمتغيرات والمؤامرات في مختلف الظروف والمراحل، يتطلب التعامل معها بالعقل والحكمة والذكاء، وأن الشعب الجنوبي العظيم الذي دخل في مستنقع الصراعات والأحداث، منذ أحداث 13 يناير المؤلمة التي قصمت ظهر الجنوب وقياداته التاريخية بالدولة الجنوبية، وأدخلت شعب الجنوب الوحلة العقيمة والطامة الكبرى حرب صيف 94 على الجنوب من قِبل نظام صنعاء وقواه المتنفذة واحتلال الجنوب بالقوة العسكرية ونهب وتدمير كل مؤسساته وثرواته.

ورغم تلك الظروف العصيبة والمؤامرات الدولية والمحلية، استطاع شعب الجنوب العظيم أن يضمد جراحه ويلملم صفوفه، ويعلن ثورته السلمية، ومبدأ التصالح والتسامح الجنوبي.

تلك الثورة السلمية والتصالح والتسامح الذي استطاع أن يحرك الشارع الجنوبي، وتأسيس قاعدة جماهيرية قوية صلبة ومتماسكة في مواصلة النضال، الذي كان نتائجه وثمرة نضاله تحقيق الانتصارات العظيمة بالساحة الجنوبية ضد التمرد الحوثي والمد الإيراني، وميلاد المجلس الانتقالي الجنوبي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الجنوبي.. نعم إنه المجلس الانتقالي الجنوبي الذي برز من صلب السيادة الجنوبية العربية في ظروف تاريخية سياسية هامة من عدن التاريخ وساحة النضال والحرية وعاصمة دولة الجنوب الأبية، وجد ليبقى ممثلاً سياسياً فاعلاً وقوياً للمرحلة الجنوبية الانتقالية وصمام أمان الجنوب والسيادة العربية برئاسة المناضل البطل عيدروس قاسم الزبيدي، اسم على مسمى قائد الانتصارات العظيمة بالجنوب الأبي، وقائد مسيرة الحوارات السياسية، واتفاق جدة التاريخي الذي استطاع الانتقالي الجنوبي أن يحصل على الاعتراف الدولي ويسدد ضربته القوية في مرمى حكومة الشرعية ذات الأجندة المأجورة والمتخاذلة. واستطاع أن يجعل التحالف العربي أمام مسئولية تاريخية وأخلاقية في مسألة تنفيذ اتفاق جدة ومخرجاته التي حاولت الشرعية إفشاله حتى هذه اللحظة، وهاهي الكرة اليوم في ملعب المملكة العربية السعودية في اتخاذ الإجراءات القوية والحاسمة تجاه القوى المعرقلة والمتآمرة.

وإن المجلس الانتقالي الذي استطاع بكل جدارة أن يثبت موقفه الصادق وتعامله الأخلاقي والمبدئي مع التحالف العربي برئاسة المملكة العربية السعودية، وحظي باحترام التحالف وثقة الدول الإقليمية والمجتمع الدولي، من خلال دوره الفاعل والمتميز ومعاملاته السياسية والدبلوماسية الحكيمة مع الأوضاع والمتغيرات ومستوى تنفيذ اتفاق جدة ومخرجاته التي تمثل خارطة الطريق نحو تحقيق السلام.

هاهو الانتقالي الجنوبي اليوم الذي يمر في ظروف حساسة ودقيقة استطاع تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية المحلية والدولية بترجمة موقفه الإيجابي والصريح على مختلف القنوات الدولية بكل حنكة، وهذا يمثل الانتصار العظيم للشعب الجنوبي وقضيته السياسية والعادلة.

وإن التمرد الحوثي ذي المشروع الإيراني والقطري والتركي الذي اتضحت صورته وأهدافه طول فترة الحرب التي تدخل عامها السادس بأنه لا يحمل قضية وطنية حقوقية بقدر ما يحمل حقد وتآمر وحلم الجاهلية والقرون الوسطى بالدولة الفارسية، والدولة العثمانية التي يهيأ لها الطريق بالساحة الشمالية لاستهداف المملكة العربية السعودية والسيادة العربية ومنطقة الخليج، وهذه هي الحقيقة بحد ذاتها.

وما وصل إليه التمرد الحوثي من تصرفات همجية وعشوائية وقرارات مالية من خلال إصدار عملة مالية جديدة مخالفة للقوانين والأنظمة المالية البنكية والمصرفية المحلية والدولية وإلزام الجميع بالساحة الشمالية تداولها والتعامل بها بالقوة يمثل عمق الجاهلية وإعلان الاستقلال والانفصال بحد ذاته.

وما حصل في مأرب بالساحة الشمالية الجمعة الماضية 18 يناير 2020 من عملية إجرامية بشعة استهدفت العسكريين الجنوبيين المرابطين في مأرب تحت ما يسمى بالجيش الوطني للشرعية، والذي تم استهدافهم بصواريخ حرارية، راح ضحيتها أكثر من مائة قتيل وجريح وبأي ذنب تقتل تلك الأنفس البريئة، وهذه هي الجريمة الإنسانية التي تزامنت مع تحركات التحالف العربي في عملية البدء لتنفيذ اتفاق جدة ومخرجاته فأي شرعيه وأي وطنية بالساحة الشمالية.

فكل ذلك وهم ومكر وخداع، وحذاري حذاري للتحالف العربي والقوات الجنوبية من الوقوع في فخ هذه القوى الإجرامية وما تسمى بقوات الشرعية، وأخذ الحيطة والحذر فهؤلاء خونة ماكرون خانوا مصر العروبة فاحذروهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى