سيكولوجيا الإباء والتحرير من الحوثيين

> دراسة سيكولوجية المستبد "لها ما لها، وعليها ما عليها"، وذلك يعني لابد ويتولد احتجاج عفوي مسلح في نهاية الأمر.

الكاتب الصحفي وأبرز المؤرخين الإسرائيليين الجدد والمعلق السابق في صحيفة "هارتس"، السيد توم سيغيف، والذي يبلغ 74 عاماً قال: "إن الصهيونية استغلت المحرقة للترويج لأهدافها السياسية" انتهى الاقتباس.

كذلك كانت أبرز مقولاته: "حسن النوايا وليس حسن الجوار"؛ أي في حديثه عن العلاقة مع العرب، ولذلك فالصهيونية لديها وقت محدد لتستغل محرقة اليهود لتحقيق أهدافها، وفرض إسرائيل دولة أمر واقع وفق عقيدتها الاستبدادية العسكرية مع العرب التي تقتصر فقط على حسن النوايا وليس حسن الجوار.

يقول السبعيني سيغيف: "الإستراتيجية الإسرائيلية تقوم على الوصول بإسرائيل دولة مفروضة وغير مرفوضة" انتهى الاقتباس.

كذلك يقول: "منذ ثلاثة آلاف سنة والقدس مشكلة من دون حل وستظل مشكلة من دون حل".

وعلى الوجه الآخر؛ بإسقاط المشهد السيكولوجي الواقعي على الحوثيين، فالحوثية استغلت قضية صعدة لتنقلب على أبناء الشعب اليمني، لكنها لم تنجح في فرض المليشياوية الطائفية أمرا واقعا نظرا لأنها تقذف بالجميع إلى الاقتتال بدون مبرر منطقي أو عقلاني، وبالتالي استمرارها في احتفالية قتلاها وضحاياها هي أجندات بقاء وإبقاء مستمرة ومهالك عبثية.

سيكولوجيا الحرب الأهلية التي قذفت الحوثية بها اليمنيين واليمن إلى المهالك لم تكن وجودية، ولم تكن مشروعة بقدر ما هي امتدد للمشروع الإيراني بالرجوع للأسباب والتداعيات والآثار.

سيكولوجيا عقائدية كل ما في الأمر بأنها وضّفت شعارا طائفيا، وجيشت اتباعها لهدف الاقتتال البيني اليمني في نهاية الأمر خدمة لملالي قم وطهران.

سيكولوجيا يتفق غالبية اليمنيين بأن المخطط الإيراني يريد من جعل المشكلة الحوثية مشكلة من دون حل تؤرق اليمنيين.

الخلاصة: السيكولوجية الحوثية بأنها تجاوزت مربع الاحتقان الطائفي عبر القتل والاختطاف والتجويع لتنتقل إلى مرحلة شعار إنتاج "دولة كل متحوث" بمواصفات تفتقد الاتصال مع الجوار والمحيط ومرفوضة اجتماعيا بين اليمنيين.

سيكولوجيا وبالعقل والمنطق، فالمقايضة بالدم لا تليق بالدولة والمؤسسات، وهذا ثابت بالصور لقتلاها، والتي تنتشر في كل شوارع وجدران صنعاء وغيرها من المدن الحوثية بغلبة الدم والسلاح.

لتكون دولة وطنية وفق رؤية وطنية لابد ويتلاقى الجميع فيها عبر النظام والقانون والأمن؛ لكن الثابت بدون مجال للشك بأن الحوثيين خارجون عن القانون، فكيف سيجتمع اليمنيون بهم في عقد اجتماعي لتأسيس دولة؟!

الحاصل اليوم بأن الرفض المجتمعي للحوثية وصل مرحلة الاحتقان المعلن، وبصدد الانفجار الشديد، فأبناء اليمن القبليون تزج بهم في المعارك، والأفراد الحضريون والريفيون يعانون الجوع والانتهاكات، بينما المرأة اليمنية تم هتك عرضها وانتهاك حرماتها.

سيكولوجيا مع كل تقدم للجيش اليمني نحو صنعاء وإب وحجة وصعدة والحديدة، فالرعب الذي زرعته الميليشيات الحوثية سيرتد عليها لأن فاتورة الانتقام قد كبرت كلفتها طرف الحوثية ما يعني بأن الترحاب الشعبي سيترجم بانتفاضة مسلحة تنال من مسلحي الحوثي بدون إشعار مسبق أو تنسيق، ومؤكد بأنها ستندلع انتفاضة قبلية وعسكرية وأمنية وفردية عفوية؛ لتكون انتفاضة شعب تعددي تمتزج فيها السيكولوجية بالدينية والثقافية والقبلية.

* باحث إستراتيجي يمني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى