حصار لينينغراد.. أكبر الكوارث مأساوية في تاريخ روسيا

> الأيام" سبوتنيك

> قامت القوات الألمانية بحصار مدينة لينينغراد (مدينة سانت بطرسبرغ في الوقت الحالي) خلال الحرب العالمية الثانية في الفترة ما بين 8 سبتمبر/أيلول 1941 و27 يناير/كانون الثاني 1944 بهدف كسر مقاومة المدينة والاستيلاء عليها، ويصادف 27 يناير/كانون الثاني الذكرى الـ 76 لرفع الحصار عنها.
وتحدث المؤرخون كثيرا عن خطط هجوم القوات الألمانية والفنلندية، وإمكانيات الدفاع عن المدينة، وكذلك عن حال سكان المدينة.

الخطط الألمانية: حرب الإبادة
في البداية، خططت القوات النازية لهدم المدينة بالكامل. وجاءت نفس التصريحات من قيادة فنلندا (حليف وشريك ألمانيا في العمليات العسكرية).
وقال المؤرخ نيكيتا لوماغين، الأستاذ في الجامعة الأوروبية بمدينة سان بطرسبرغ، "حددت القيادة النازية بوضوح نواياها فيما يتعلق بلينينغراد، وكان الهدف تشديد الحصار إلى أقصى حد وقطع الموارد عن المدينة، على أمل أن تستسلم المدينة بسرعة لعدم توفير الموارد اللازمة لملايين الأشخاص".

ولاحظ مؤلف كتاب "معركة لينينغراد. الدفاع المجهول" المؤرخ فياتشيسلاف: أن جنرلات فيرماخت تشاركوا فكرة الإبادة الجماعية ولم تكن هناك أية آثار للإنسانية في صفوف جيش "الشمال".
وأشار لوماغين: القيادة النازية لم تكن تريد أي خسائر لجيشها لهذا لم تكن تنوي اقتحام المدينة، لكن في نفس الوقت، لم يخططوا لقبول الاستسلام، لأن الاستسلام كفعل عسكري من شأنه أن يفرض على القيادة النازية ضرورة الاعتناء بالمدنيين".

من جانب آخر، حاول المؤرخون الألمان في دراساتهم بعد الحرب إيجاد عذر لمثل هذه التكتيكات، وقال لوماغين "لفترة طويلة، رأى علم تأريخ ألمانيا الغربية، أن لينينغراد كانت مدينة محصنة، وبما أنها كانت مدينة محصنة، فقد كان من الممكن التعامل معها كهدف عسكري، وبالتالي يمكن استخدام الجوع كوسيلة للحرب، وأضاف لوماغين، إن هذا الأمر لا يحظره القانون الإنساني الدولي. لكن في وقت لاحق، أدرك مؤرخو جمهورية ألمانيا الفيدرالية، أن الحصار المفروض على لينينغراد كان في الواقع إبادة جماعية، أي حرب لتدمير كل من كانوا في هذه المدينة.

الخطط السوفيتية
قبل بداية الحصار على المدينة في صيف عام 1941، تم إجلاء عدد من المؤسسات الصناعية، أهمها الدفاعية، وكذلك الممتلكات الثقافية من متحف الأرميتاج الحكومي.
ثم أكد نيكيتا لوماغين: "كانت لينينغراد مهمة بالنسبة للقيادة السوفيتية ليس لأنها مركز صناعي بل لكونها القاعدة الوحيدة لأسطول بحر البلطيق، والحفاظ على قدرتها القتالية كان يحدد سلفًا إمكانيات الصراع، حتى في اتجاه موسكو".

بالطبع، تابع سكان المدينة تطورات الأحداث من الأيام الأولى للحرب، وتشير مذكرات الحصار إلى أن معظم المواطنين كانوا يشتبهون في البداية في أنه لا يمكن تجنب المأساة.
وخلص لوماغين: "كان لدى معظم سكان المدينة فكرة سيئة للغاية عن الوضع في المدينة وحول المدينة وعلى أرض المعركة، وهذه حالة عدم اليقين حددت مزاجية السكان لفترة طويلة".

ومنذ بداية سبتمبر/أيلول 1941، فيما يتعلق بالوضع الصعب للغاية مع الغذاء، بدأت قواعد نظام الإمداد تتغير، حيث تم تقديم بطاقات الطعام، وكل بطاقة تضم كمية الغذاء اليومي، وبتعبير أدق، تم إعطاء الخبز فقط. وكان معدل صرف الخبز اليومي 800 غرام للعاملين و 600 غرام للموظفين و400 غرام للأطفال والعاطلين عن العمل.
ويذكر المؤرخون أن التوتر في المدينة بلغ ذروته بحلول ديسمبر/كانون الأول 1941. وبعد ذلك، أصبحت كمية الغذاء المتوفرة في حدها الأدنى، وتوقفت معظم المؤسسات عن العمل نظرًا لانعدام الكهرباء، وتوقفت إمدادات المياه والنقل والبنية التحتية الحضرية الأخرى عن العمل.

وبين لوماغين، "أننا نسمي هذه المجموعة من الظروف بالحصار، فهذا عجز في كل شيء على خلفية الجوع والبرد والقصف، وشدد، أن تمزيق نسيج الحياة هذا كان بمثابة ضربة نفسية بالغة الصعوبة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى