قراءة نقدية للدوري التنشيطي

> د. محمد فيصل باحميش

>
د. محمد باحميش
د. محمد باحميش
* بضعة أمتار تفصل قيادة اتحاد كرة القدم عن معانقة حلم الإنجاز، وخطوة واحدة تفصل الدوري التنشيطي عن بلوغ محطته الختامية، وهذا الإنجاز يضاف لسلسلة طويلة من الإنجازات النوعية التي تحققت في عالم المستديرة الساحرة، نبارك لقيادة اتحاد الكرة نجاح عرسها الكروي التنشيطي بالرغم من محاولات بعض الأبواق الإعلامية الاصطياد في مياه (النقد الهدام) العكرة ولكن عقلية الاتحاد القيادية انتصرت لثقافة الاستمرارية وقادت الدوري بحكمة إلى شاطئ الأمان.

* الإستقرار بكافة أبعاده (النفسية والذهنية والفنية) هو بوابة العبور الرئيس لصنع الإنجاز وهذا عين ما تحقق لـ (بيارق الهاشمي) و(نوارس حضرموت) فوصولهما إلى المشهد الختامي للدوري التنشيطي لم يفرش بورود الصدفة وإنما جاء كنتاج لروعة التخطيط والاشتغال على منظومة (التكتيك والتكنيك) للجهازين الفني والتنفيذي للوصول بهما إلى الجاهزية الشمولية التي تمكنهما من قطف عنقود التأهل.

* تلال عدن أنت كالماء إذا حضر بطل التيمم، ستظل كما أنت تتربع على مساحات شاسعة من قلوب المحبين بالرغم من الخروج المر، لقد حاول التلال التغلب على أتراحه والانتصار لثقافة العزيمة والاستمرارية ، والترفع فوق آلام الأزمات ، ولكن نواميس الكون ، كانت أقوى وتحققت معادلتها فتحقيق الإنجاز يحتاج إلى استقرار وغياب الاستقرار قد أرخى بظلاله على القراءة التكتيكية للجهاز الفني وأثر سلباً على مردود اللاعبين فوق مربعات الملعب الأولمبي في سيئون.

* (أهلي صنعاء واتحاد إب وهلال الحديدة ويرموك صنعاء) أندية كان صدى صوتها يتردد في آفاق الإبداع ، كانت لها صولات وجولات وقد روضت كرة القدم لخدمة أهدافها النوعية فيما مضى ، ولكن وقوعها في مرمى سهام الخلاف السياسي أثر على مردودها الفني بالرغم من محاولاتها الحثيثة الانتصار لثقافة الوجود ، كم نتمنى بأن تعود تلك الأندية العريقة لسابق عهده ، ليعود تدفق دماء المنافسة لشريان الرياضة وينبض بالحياة التنافسية مرة أخرى.

* أهلي تعز القادم من الحالمة تعز مشروع ناد لمع ضوء نجمه وسيكتمل قوس إبداعه ، في قادم المنافسات ، فهو لم يصل بعد إلى مرحلة النضج الكروي ، فوصوله إلى المربع الذهبي وتجاوزه لأسوار أندية تقليدية عريقة يؤكد بأن قيادته الإدارية تسير وفق إحداثيات التكوين الصحيحة ، فانتظروه في قادم الأيام.

* الكابتن قيس محمد صالح ، أثبت مرة أخرى بأنه يسير في الطريق الصحيح ، وأن ولادة فكره التدريبي في (دوري شركة طيران الملكة بلقيس الماضي) ، ووصوله بفريق التلال ليحتل وصافته ، لم يكن محض صدفة ، ولم يكن ذلك الفكر التدريبي سحابة صيف عابرة، ها هو يثبت مرة أخرى بأنه من طينة المدربين الكبار ، بما يحمله من فكر كروي وقدرة سحرية ، على قراءة الخصوم ووضعهم في كماشة فكره التحليلي الذكي.

* نبارك لربان سفينة الشباب والرياضة الوزير (نائف صالح البكري) نجاح هذا العرس الكروي الذي ساهم في تطبيع الحياة وخلق (الأمن الكروي) بعد غياب الأمن المجتمعي عن الساحة اليمنية وإعادة ابتسامة ولو كروية سرقت منا كنا نفاخر العالم بجمالها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى