مواجهة الحوثي وفق مبدأ "مركز الثقل الإستراتيجي في اليمن"

> د. باسم المذحجي

> الحوثيون والثقل الإستراتيجي للشرعية في اليمن هي لعبة الحرب الإقليمية في جنوب شبة الجزيرة العربية، فدوماً إستراتيجية أي عدو بأنه يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في الحاضنة الشعبية المناوئة له، وما يسمى "بمستنقع الحرب"، فضلاً إلى أن ألف باء إدارة أي دولة تحكمها المتطلبات الآتية:

1 - تطبيق النظام والدستور القانوني.

2 - الحصول على الرضا الشعبي.

3 - رضا المجتمع الدولي.

4 - تقليص دائرة الأعداء أي احتواء الجميع.

وفي المقابل، ما البديل لإدارة الدولة إذا كنت تشيطن حلفائك، وتطالب دعمهم وإسنادهم في ذات الوقت، فمحور الرباعية "السعودية، الإمارات، مصر، البحرين" في اليمن يعاني من محور الثنائية "قطر، تركيا" لصالح محور إيران الذي طور مهارات فك شفرات الاتصالات العسكرية، والعكس بالعكس.
ليست جرائم وإجابات متعددة تهدد اليمن؛ بل في اليمن المجرم واحد مهما تعددت المسميات، ولتوضيح هذه الحقيقة لابد ونخوض في إستراتيجية حساب الزمن ومركز الثقل.

في علم الإستراتيجية، هناك حقل جديد يسمى إستراتيجية حساب الوقت الحقيقي، أو إستراتيجية حساب الزمن، وحسابات تأثير التعامل المحتمل، والتي يتخللها حسابات العمق التاريخي، والاستفادة من البيئة المدنية لتركيعها بمرور الوقت استناداً لفارق القدرات التسليحية، والمهارات التنظيمية، والقتالية، وتختصر بأن نجاح لأي حملة عسكرية يعتمد على مركز الثقل للعدو والصديق.

بالرجوع لشروحات الجنرال البروسي الألماني كارل فون كلاوزفيتز، وكذلك إيضاحات الجنرال السويسري إنطوان هنري جوميني كلها تتفق بأن لبنة التحليل الإستراتيجي لمركز الثقل للصديق والعدو هي القيادة الموحدة، ويقوم على مفهوم إستراتيجية مركز الثقل في التصميم العملياتي، وهي إستراتيجية الثقل التي يعنى بها النقطة الوحيدة التي يرتكز إليها الوزن الكامل للكتلة.

ثقل الكتلة الشرعية متواجد في مأرب والجوف وسيئون، وعندما ترمي بثقلك في المحافظات الجنوبية؛ مثل: شبوة وأبين، سيكون متاحاً للحوثيين التقدم صوب مأرب والجوف وفقا لخطط معدة مسبقا مستغلين تفكك الكتلة الشرعية.
لو وسعنا مفهوم مركز الثقل الإقليمي، فذلك يعني بأن الحوثيين إستراتيجياً امتداد لمركز الثقل الإيراني، وتتكون لدينا تناغم للأحداث في اليمن، وتبادل أدوار للأخريات في لبنان وسوريا والعراق وغزة مع ضرورة عدم إغفال مراكز الثقل الإستراتيجي المناوئ لطهران في منطقتنا العربية الشرق أوسطية، والتي أبرز أمثلتها:

1 - النفط السعودي مركز ثقل الطاقة الإستراتيجية للعالم.

2 - هرمز وباب المندب وجبل طارق مركز ثقل الملاحة الدولي.

بالعودة لكتلة الشرعية في اليمن، والتي تعد جزءاً لا يتجزأ من حسابات الكتلة العربية الخليجية محور "قطر وتركيا"، فحساب الزمن في إضعاف أذرع إيران: لم ينجح.

العقيدة العسكرية تنبثق من العقيدة السياسية للدولة، واليمن ضمن محور طهران كتلة واحدة، وذات نهج لا يتأثر بظرف عارض، أو تكتيك مستحدث، ولا يتبدل نظرا لأن الحوثيين يدرسون عقيدة خوض حروب غير نظامية، وهي حرب محدودة تسيطر على مواقع مركز الثقل التي تتحكم بالمدن الرئيسة في مناطق سيطرة السلطة الشرعية لتظل عرضه للاستهداف أو الحصار.

الخوض في ضعف التدريب ليس مبررا لهزيمة السلطة الشرعية؛ بل الحسابات تقوم على دفع العجز أمام تطويع الطبيعة الجغرافية والمناخية التي تشكل عاملا حاسما في نتائج المعارك والحروب.

الحوثيون ينهبون وينصبون ويحتالون ويسرقون ويفرضون الإتاوات لكن غالبيتها تذهب كنفقات تشغيلية يومية لتدريب مقاتليها، فالمتدرب الحوثي يستهلك يوميا أربع خطوط نارية للرماية الحية، وكل خط يستهلك 98 طلقة"، أي أن المتدرب الحوثي يوميا ينفق عليه مائتين ألف ريال يمني نفقات رماية بالذخيرة الحية، وما يساوي 400 دولار يوميا من دون التغذية، والمصروف الشخصي، ناهيك عن تحديث دورات، ومهارات فك شفرات الاتصالات العسكرية.

الحوثيون يقومون برفع المعنويات للمقاتل الحوثي بزيارة بعض معامل الإنتاج للذخائر بمختلف أنواعها، وكذلك معامل تجهيز صواريخ الكورنيت الموجهة بالليزر، أو معامل تطوير مقذوفات وصواريخ الكاتيوشا، بالإضافة إلى مواقع تجهيز الطيران المسير.

الحوثيون واحد مهما تعددت المسميات
بكل صراحة وصدق ومسئولية، فالحسابات الإستراتيجية للحوثيين تقوم على أن الحوثيين عوضوا ضعف الحاضنة الشعبية بالتفوق العسكري على السلطة الشرعية التي تديرها منذ 2011 جماعة الإخوان المسلمين أي حزب التجمع اليمني للإصلاح في النقاط التالية:

1 - العقيدة القتالية.

2 - مهارات المقاتل الفردي.

3 - الميدان الإستراتيجي.

4 - إدارة الحرب.

5 - تصنيع حربي.

6 بنية كتلة واحدة مع حلفائها.

الحوثيون يراهنون على فشل جيش الكتلة الشرعية في احتواء الجميع، خصوص احتواء محور الرباعية العدو الحقيقي لطهران والحوثيين وفق هندسة الحروب والسيناريو المرسوم لها من طهران، بما فيها مسمى مرتزقة العدوان في الشمال أو الاحتلال في الجنوب، وتقسيم محاور اليمن إلى نجران وعسير وجيزان والجنوب المحتل بهدف تخفيف دائرة العداء والكره ضمن الحاضنة المناوئة لمقاتليهم، بما يعزز ترسيخ ثقافة عدم الاستسلام، وتفضيل الموت عن الوقوع في الأسر لمقاتلي الحوثي وفق حسابات ثقل الكتلة والزمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى