مخطط ترامب.. مشاريع استثمارية.

> د. باسم المذحجي*

> في القانون "من أدعى بما ليس يملك فليس حجية، لأن الواقع يخالف ذلك"، أي أن أي مواطن أو زعيم عربي ادعى بأن الولايات المتحدة الأمريكية ملكيته الخاصة فلا غبار عليه ولا يساءل قانونياً لأن الواقع خلاف ذلك.

بالرجوع لـ "صفقة القرن" فهي مخططات مشاريع بنية تحتية لتقيم كل من فلسطين وإسرائيل دولتيهما المستقلتين وقبول الفلسطينيون بدراسة عنوانها الفضاض "صفقة القرن"، فهي فرصة للفلسطينيين لإيقاف الإجراءات الإسرائيلية بضمانة أمريكية داخل الأراضي الفلسطينية إلا بعد تقديم ردهم الإثرائي خلال أربع سنوات "حذف، إضافة، تعديل" على رؤية أو خطة ترامب.

الذي يهم الفلسطينيون هو الدخول في الشق التفاوضي "صفقة" حول دراسة الجدوى لمشاريع البنى التحتية "فرصة"، مثل المساكن، القطارات، الأنفاق، الجسور داخل المواقع، فذلك يعني وصول أموال وخبراء، وفرص عمل قبل الرد على مقترح ترامب أو التوقيع أو حتى التطرق لأي تفاصيل لأنها تندرج ضمن الدراسة.

ما هو الرد الإستراتيجي العميق بعد 4 سنوات؟
دولة من دون حدود هكذا هي خطة ترامب، وهذا مرفوض سياسياً بينما تنموياً فال (50) مليار دولار تمويل عربي أو دولي أو أمريكي مقبول جداً وفقاً لدراسة جدوى المشاريع.
بعد اتضاح الصورة سنتطرق لعينات من الردود الطارئة والآنية على "مقترح فرصة العمر" وبيانه الآتي:

1 - رأي إستراتيجي عن عرض دراسة صفقة القرن.
على السلطة الفلسطينية الموافقة أن تدرس عرض صفقة القرن، الذي مددته 4 سنوات.
ترامب يقول بأنها فرصة القرن والحديث عن دراسة الجدوى لمدة 4 سنوات، وهذا كلام يخدم السلطة الفلسطينية.

تفاصيل المستوطنات تظل دراسة جدوى مدتها 4 سنوات، وغيرها من نقاط الخلافات.
خطة ترامب مدتها 4 سنوات للدراسة من قبل الفلسطينيين، لكن الهدف الإستراتيجي هو استفزاز محور إيران استكمالاً للعقوبات الاقتصادية.

ترامب أعترف بالدولة اليهودية، وليس الإسرائيلية، وذلك يعني بأن العرب المزراحيون سيتصدرون المشهد في الأرض العربية لدولة إسرائيل، وهذه فرصة صفقة القرن بالفعل للفلسطينيين.

تتضح الفكرة بأن محور المقاومة الإيراني في العراق، وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين، هو محور حربي تم إعداده لمحاربة تل أبيب بينما ترامب يتحدث عن السلام في القدس، وهذه كواليس الخارطة الذهنية التي تحدث عنها نتنياهو، لذلك فإيران ومحورها ليس لها خيار سوى المواجهة العسكرية، وتنصلها من المواجهة سيعني انكشافها وزيف الادعاءات التي تبنتها الثورة الخُمينية وأقرت تصديرها في الدستور الإيراني.

الخلاصة ترامب خصص 50 مليار دولار للفلسطينيين، وهذا ثمن القبول بالوضع الراهن مع الاحتفاظ بالقدس الشرقية عاصمة يعد ثمناً محترماً بالنظر لهشاشة الأوضاع في فلسطين والعالم العربي. هذا رأي إستراتيجي.
الفلسطينيون لهم خيار القبول بالسلام أو رفصه من وجهة نظر أن الوقت المحدد لدراسة العرض 4 سنوات..

مشورتي للسلطة الفلسطينية، تقدموا بقبول دراسة العرض الأمريكي المشفوع بالموافقة الإسرائيلية وخلال الـ 4 سنوات راقبوا ماذا يفعل محور طهران وحينها لكم القرار..

2 - تعقيب على رفض أبو مازن
الرئيس الفلسطيني قدم نفسه للانتخابات المقبلة في غزة والضفة والقدس من بوابة صفقة القرن، وهذا خطأ جسيم، والأصل أن يقبل بدراسة جدوى رؤية ترامب ثم يقدم رده بالإثراء وبالحذف أو الإضافة أو التعديل، لأن هدف صفقة ترامب هو محور إيران ويمكن إضافة محور تركيا.
اتفق تماماً مع وجهة نظر الجانب المصري، والذي طلب دراسة صفقة ترامب فقد دل على دهاء وذكاء إستراتيجي غاب عن السلطة الشرعية الفلسطينية ممثلة بالمترشح الانتخابي القادم السيد محمود عباس.

3 - أخر الفرص يا أبا مازن قبل أن تضيع.
رمشة عين الرئيس دونالد ترامب لها خيوطها الإستراتيجية.. خطة ماتزال حبر على ورق بهدف الدراسة لمدة 4 سنوات، فيها ترامب يفتك من الخناق الديمقراطي ويواصل الضرب على أسفل حزام طهران ومحورها بأنهم لا يحاربون إلا العرب.. وافق على الدراسة يا أبا مازن وقدم إثرائك بالحذف أو الإضافة أو التعديل.
أبو مازن يا مرشح الشعب الفلسطيني القادم، كان أول مكسب لك هو إيقاف الإجراءات الإسرائيلية التعسفية في فلسطين لمدة 4 سنوات بضمانة أمريكية. ستحصل على دعم غير محدود من الملياردير "ترامب" وسيمنح الفلسطينيين 4 سنوات من الدعم والرخاء.

بعدها (أي الأربع سنوات) من الدراسة، خذ رؤية ترامب وضعها في أقرب فرامة.
أبو مازن فكّر بالانتخابات المقبلة وشعبيته فيها "فكّر فيما بين قدمية"، ونسي المكاسب الكبار عندما تحمل موافقة دراسة العرض مزيد من الانفراجات على الساحة الفلسطينية، بينما تظل المبادرة حبراً على ورق..

يا أبا مازن.. رُدود العالم تتكلم عن أن المبادرة واقع، بينما هي ما تزال حبراً على ورق، ولأن الصفقة لو تمت هي استثمارات أمريكية صِرفة بـ 50 مليار دولار لن تجني ثمارها غير أمريكا أولاً يا أبا مازن، فهل فهمت يا أبا مازن؟!.
الخلاصة، بأن طوال العقود الماضية لم يتحقق شيئاً للفلسطينيين، فيا حبذا أن يدركوا مخططات ترامب بأنها لرجل أعمال قبل أن يكون رئيس دولة، وقام بدراستها صهره رجل الأعمال المقاول قبل أن كونه مستشاراً في البيت الأبيض.

* باحث إستراتيجي - دكتوراه في النوع والتنمية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى