حضرموت الرائعة وجمهورها الرياضي الأروع

> أحمد بو صالح

>
أحمد بو صالح
أحمد بو صالح
* يعد الحضور الجماهيري أهم أسباب نجاح أي مسابقة أو بطولة كروية ، وكثافة حضور الجمهور في الملاعب يعكس نفسه على المستوى الفني والتنافسي لهذه البطولة أو تلك وبسببه تحظى بمتابعة وتغطية إعلامية كبيرة تتخطى الجغرافيا والحدود، فاليوم كلنا نتغنى بنجاح الدوري التنشيطي الذي شهدت منافساته مؤخرا مدينة سيئون حاضرة وادي وصحراء حضرموت ومعظمنا يعيد ذلك النجاح إلى الحضور الجماهيري الكبير الذي كان لافتا في مدرجات استاد سيئون الأولمبي طيلة أيام المنافسات.

* فجمهور حضرموت نموذج حي للجمهور الرياضي العاشق لكرة القدم إلى حد الثمالة ، وهو جمهور رائع ، قل أن تجد مثله في ملاعب البلاد قاطبة ، محب لكرة القدم ونجومها ، عاشق جمالها وفنونها ومتعتها ففي مدن وقرى صحراء ووادي حضرموت لكرة القدم حضورها وعشاقها ومجانينها، ولحب الحضارم لكرة القدم لون مغاير ولعشقهم ميزة نادرة ، ولميولهم رونق مختلف ولتشجيعهم طرق أخرى ووسائل أخرى وشعارات وهتافات أخرى.

* شغف أبناء حضرموت بكرة القدم ليس وليد اليو ، بل هو حب متجذر في قلوبهم ، منذ سنوات طويلة مضت .. وهم مغرمون بالعميد التلالي ونجومه وشعاره الاحمر ومحبون للوحدة العدني ولاعبيه منذ حقبة السبعينيات وحبهم للشعلة وشمسان وحسان يتساوى مع حبهم للشعب والتضامن والاهلي وسمعون والمكلا وسيئون وشباب القطن والسلام وغيرها من أندية حضرموت ، إستمر ودام ذلك الحب وبقي كعادته حالة استثناء في ملاعبنا حتى اليوم.

* أتذكر في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي كان الجمهور الحضرمي في ساحل حضرموت وواديها يستقبل بعثة نادي التلال عند زيارتها لحضرموت للعب مباراة رسمية مع أحد أنديتها أو للمشاركة في مناسبة كروية ودية ، كان الحضارم من مختلف الأعمار يخرجون بالمئات والآلاف إلى أطراف هذه المدينة أو تلك لاستقبال البعثة التلالية إذ كانت الدراجات النارية تتقدم حافلة التلال وتسير بجانبيها وخلفها مرافقة لها تجوب بها شوارع المدينة وتردد تلك الجموع أناشيد وهتافات ترحيبية تصاحبها أصوات أبواق السيارات، والدراجات العالية في مشهد حب وعشق رياضي بديع لم ينافس الحضارم فيه أحد أبداً.

* وللجمهور الحضرمي في التشجيع أسلوبه الخاص وطريقته اللافتة ونكهته المتفردة في ترديد الهتافات والتصفيق وفي الإيقاعات التي تهز جنبات الملاعب ، فعندما يجلس الجمهور الحضرمي بانتظام في المدرجات ويطلق العنان لجموح عشقه يصل مدويا إلى طبلات المسامع وحنايا القلوب ليلامسها ويدفعها إلى الخفقان المتسارع ، وعندما تشدو حناجر جمهور حضرموت مجتمعه بأناشيد التشجيع تهتز أرضية الملعب وترقص مدرجاتها وتتمايل معها الأجساد وتخفق القلوب إعجابا واندهاشا.

* لعشق الحضارم لكرة القدم حكاية لن تتضمنها حكايات ألف ليلة وليلة ولم تحكها شهر زاد لسيدها شهريار ، ولم تحتويها مؤلفات وكتب أساطير الحب العذري الخالد في ذاكرة التاريخ العربي .. فألف مبروك لكرة القدم الجمهور الحضرمي الرائع الذي يستحق أن يشاهد مباريات بل منافسات أكبر ومن العيار العربي والإقليمي والدولي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى