جبهة الضالع.. حجر الزاوية!

> الضالع كانت وما زالت خط الدفاع الأول وبوابة الجنوب من الجهة الشمالية، وموئل الثورة وعرين الثوار والمناضلين الذين صنعوا أشعة النصر واليوم الجديد بأيديهم؛ ولم تصنعها شمس الضحى.. وقد وقف لها التاريخ إجلالاً وإكباراً حاكياً لنا وللأجيال القادمة بطولاتها الملحمية وصمودها الأسطوري في وجه الطغاة والمحتلين، مستمدة قوتها ومنعتها من رجالها الأشاوس الأشداء الذين رضعوا منذ المهد حليب الحرية من أمهاتهم الماجدات!.

ومثلما بالأمس - وتحديداً مطلع القرن العشرين - وقفت الضالع شامخة في وجه الإماميين الذين أتوا من صنعاء طامعين بالاستيلاء عليها ونهب خيراتها والتحكم في مصيرها معتقدين أنها لقمة سائغة سوف تخضع وتدين لهم بالولاء والطاعة مراهنين على أساليبهم القذرة والحقيرة في إذلال الناس وقتلهم والتنكيل بهم كما هو حالهم دوماً، بيد أنهم وجدوا ليوثاً كاسرة أجبرتهم على مغادرة الضالع في فترة وجيزة وهم يجرون أذيال الخزي والعار والهزائم المنكرة.. فها هي اليوم تصنع التاريخ من جديد وتتصدى بكل حزم للإماميين الجدد، مستميتة في الدفاع عن الدين والعرض صامدة أبية، وقد حققت انتصارات عظيمة وصلت أخبارها مشارق الأرض ومغاربها رغم الإمكانيات الشحيحة وتكالب الأعداء والتآمر الإخونجي المتدثر بدثار الشرعية، والذي مكّن الحوثي في جبهات عدة في شمال الشمال وسهل له الاستيلاء على عتاد عسكري متطور ما كان له ان يستحوذ عليه لولاء تلك الخيانة التي تجري في عروق الإصلاحيين مجرى الدم!.

فعلى التحالف أن يدرك أن جبهة الضالع هي حجر الزاوية إن اختلت - لا سمح الله - سوف تختل باقي الجبهات وتتساقط كقطع الدومينو، لذا عليه أن يوليها الاهتمام الكافي، ويسارع بدعمها بسخاء، ويعززها بالسلاح المتطور النوعي والإستراتيجي لاسيما أن المليشيات الحوثية قد عززت مؤخراً جبهاتها في الضالع بكميات كبيرة من السلاح الثقيل الذي تحصلت عليه في نهم والجوف.. كما أن مجريات الأحداث الأخيرة تحتم على التحالف استئناف الإسناد الجوي وبصورة عاجلة منعاً لوصول التعزيزات الكبيرة التي تصل هذه الأيام تباعاً إلى الضالع وتمر مرور الكرام وفي وضح النهار!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى