مأساة أسرة نازحة بلحج لـ«الأيام».. لا مصدر دخل لنا وطفلتنا تعاني الشلل

> الحوطة «الأيام» هشام عطيري

> ويلات الحرب والدمار التي تشهدها البلاد دفعت بالعديد من الأسر من مختلف المحافظات إلى النزوح هرباً بأرواحهم من أن تسقط على رأس أحدهم رصاصة تنهي حياته أو تصيبه بعاهة مستديمة، أو يدمر المنزل بمن فيه بصاروخ لا يعلم من أين أتى.
النزوح يعري الناجين ويقتل ما بقي بهم من تعفف..
أسرة ياسين نعمان نزحت من صنعاء، منذ ثلاث سنوات، لتصل بها الأقدار إلى مدينه الحوطة بلحج، حيث التقطت أنفاسها بعد رحلة الفرار من الموت واستقرت في منزل متواضع في إحدى حواري مدينة الحوطة.

هذه الأسرة، ومنذ ثلاث سنوات، تكافح من أجل العيش الكريم، فهي لا تمتلك مصدر دخل، ما جعل فاعلي الخير يمدون أياديهم لمساعدة أسرة نعمان التي جار عليها الزمن وتكالبت عليها الظروف لتجد نفسها تعيش في واقع مؤلم تتمنى أن تستفيق منه كأنما هو حلم وتنتهي معاناتها التي لا يبدو أنها ستنتهي في المستقبل القريب، كأقل تقدير.

إن الناظر إلى حال أسرة نعمان يستدرك سريعاً أن مئات بل آلاف الأسر في بلادنا تعيش واقعاً مؤلماً يشبه واقع هذه الأسرة أو ربما أشد إيلاماً، فالحرب انتشرت في البلاد قاطبة من شرقها إلى الغرب، ولم تعد هناك مدينة أو حتى قرية بمعزل عن الصراع السياسي.. ونظرة أخرى تكفي لنشعر بمعاناة كل أسرة تحكي ملامحها ضنك العيش الذي باتت تقاسيه إما بتشرد ونزوح أو بفقدان فرد على الأقل من أفرادها أو حكايات الذل بسبب انقطاع المرتبات، وهذا للأسر التي تشكل حالاً أفضل في ظل هذه الظروف العصيبة.
إعاقة بثينة تزيد الوضع سوء
بثينة ذات الـ 13 ربيعاً فاقمت من سوء حال آل نعمان، فبعد أن قضت 6 أعوام من عمرها تبث الفرح والبهجة لأسرتها تحولت إلى مصدر للحزن والألم إثر أحداث الثورة التي اشتعلت نيرانها في صنعاء وانطفأت معها لمعة أعين محبي بثينة التي أصبحت لا تقوى على الحراك أو حتى الكلام، وذلك بسبب رؤيتها لأحداث قاسية مؤلمة لم تتحمل هذه الطفلة مشاهدتها ولم تستطع استيعابها وتقبلها ما أدى إلى إصابتها بشلل نصفي أفقدها القدرة على الحركة والكلام.

الطفلة بثينة
الطفلة بثينة

والدة بثينة أكدت أن طفلتها كانت تتمتع بصحة جيدة وتسطيع التحدث والحركة قبل أن تصبح مقعدة صامتة تتغذى فقط على السوائل بسبب حرب لا ناقة لها فيها ولا بعير.

أما والد الطفلة المصاب بمرض نفسي لا يفارق ابنته التي يعتصر قلبه حرقة عليها، خاصة وأنه ليس لديه حيلة لمساعدتها وعلاجها، فالأطباء في صنعاء نصحوا أسرة بثينة بنقلها إلى الخارج لتلقي العلاج هناك، فيما تفتقر الأسرة في معظم أيامها لما يسد جوعها، فمن أين لهم بتكاليف السفر والعلاج في الخارج؟!.

حظ الأسرة البائس ابتسم لها قليلا بأن حطت رحالها في الحوطة، فالمجتمع اللحجي يعد من المجتمعات المسالمة، حيث لم يتخل عن أسرة ياسين فالأهالي يقدمون الدعم باستمرار رغم قلته إلا أنه يساوي الكثير لدى هذه الأسرة التي تقطعت بها السبل وأصبحت تعتمد، بعد اعتمادها على الله، على أهل الخير الذين لم يقطعوا عنها ما جادت به أياديهم رأفة وشفقة وحباً لفعل الخير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى