أُسر تروى فاجعة سقوط صخور من جبل العيدروس على رؤوس أهلها

> فاجعة جديدة.. كارثة انهيار صخري آخر وشيكة

> متابعة / وئام نجيب:
هزت صخور جبلية من جبل العيدروس الكائن في منطقة شعب العيدروس في مديرية صيرة بالعاصمة عدن، (ليل الثلاثاء الأربعاء) جابت أصداء الهزة جميع أرجاء المنطقة، وعلى إثر ذلك تضررت ثلاثة منازل، ولم تخلف أي إصابات بشرية وإنما كان الضرر المادي كبيراً.


«الأيام» نزلت للموقع انهيار الصخور والمنازل المتضررة والتي تعد هي الحادثة الأولى من نوعها وخرجت بالحصيلة التالية:
البناء العشوائي وتبعاته
يفيد مواطنون ساكنون ناجون يقطنون بمنازل رسمية ومخططة بجانب الجبل بالقول: "ما يقارب 50 قلاباً من الحجار والصخور سقطت من الجبال، منازلنا وأخرى نجت ولولا لطف الله ورعايته لكنا في خبر كان، ولكن تضررت منازل أخرى أحدهم انهدم بشكل كلي، وكان خالياً من ساكنيه، حيث خرجت المسنة التي كانت تقطن فيه وحدها قبيل ساعة من سقوط الصخور، و تضررت أجزاء من المنزل الآخر وتواجد فيه امرأة واثنتان من بناتها، وعند شعورهم بهزة انهيار الصخور هربوا إلى منزل جيرانهم في الأسفل، فيما تضرر المنزل الثالث وبات مهدد بالانهيار الكلي، بعد أن انهار المطبخ والحمام وسقف كامل وفيه امرأة وطفلها الرضيع".

جانب من أضرار الصخور المنهارة
جانب من أضرار الصخور المنهارة

وأعاد المواطنون السبب في تآكل صخور الجبل وسقوطها على منازلهم والمنازل المجاورة وتسببها لكارثة على المنطقة بشكل كلي إلى المنازل العشوائية التي بُنيت منذ ما يقارب عشر سنوات، حيث عمل القائمون عليها بتكسير أجزاء من الجبال والبناء فيه ما تسبب نتيجة المياه والرطوبة التي تصيب صخور الجبال وأدت إلى تهالكها وسقوطها، ناهيك عن بنائها على منهل مجارٍ، ما خلف ذلك طفح المجاري بشكل مستمر، مشيرين إلى أن "لايزال الخطر قائماً نتيجةً وجود صخور متهالكة على وشك السقوط، وطالبوا الجهات المعنية بصحوة ضمير وإجراء حلول عاجلة وفورية للبناء العشوائي وتفادي تكرار هذه الكارثة التي ستخلف خسائر مادية وبشرية لا يحمد عُقباها".
مشكلات وعقبات
وكان قد تفقد الموقع والمنازل المتضررة اليوم (أمس الأربعاء) كل من: مدير عام الإسكان م. عارف اليماني، ووكيلة قطاع الإسكان والتنمية الحضرية م. ياسمين العواضي.

م. عارف اليماني اثناء تفقده للأضرار
م. عارف اليماني اثناء تفقده للأضرار
وبدورها أفادت لـ«الأيام» م. ياسمين العواضي، أثناء زيارتها وتفقدها للمباني المتضرر من انهيار الصخور بالقول: "البناء العشوائي هو السبب الأساسي لانهيار الصخور الجبلية، وذلك نتيجة لعدم اختيار موقع الآمن السليم للبناء، استخدام مواد بناء دون المستوى، علاوة عن عدم وجود أساسات وخرسانات للأبنية، وبالتالي فإن تلك العشوائيات لها تبعات خطيرة على المواطن، وبدورنا سنعمل على البحث عن داعمين للمنازل المتضررة".

وأشارت العواضي إلى "احدى الصخور سقطت على بيارة المجاري، ما أدى إلى انسدادها وتسبب ذلك في طفح فيضان من المجاري على الساكنين في هذه المنطقة، وهذا ما يساعد على انتشار الأوبئة والأمراض، وبالنسبة لموضوع إيصال خدمتي الكهرباء والمياه لتلك لمساكن العشوائية فنحن غير راضين على إيصال تلك الخدمات لها، ووجهنا عدة رسائل للجهات المعنية تقضي في الامتناع عن إيصال الخدمات كي لا تساعدهم على الاستقرار في تلك المساكن المبنية في المواقع الخاطئة".
حلول بديلة
وفي إشارتها لمدينة الصالح السكنية قالت: "خصصنا هذه المساكن، منذ قبل حرب عدن في 2015، لذوي الدخل المحدود والشباب سعياً منا للتخفيف من مشكلة أزمة السكن في المدينة، والذي كان سيسهم في استيعاب عددا بين (4500) إلى 5 ألف أسرة في عدن فقط، ولكن تم الاستيلاء عليها في فترة ما بعد الحرب".


ونوهت قائلة: "نسعى لعمل حلول للعشوائيات، لاسيما بأنها تزايدت في المدينة. ومن هنا يتوجب علينا الإسراع في العمل على إنجاز مشروع (المساكن الشعبية) قليلة الكلفة لكي يتمكن الناس من تسديدها بالتقسيط، بدلاً من أن استأجروا منازل بمبالغ خيالية، وستكون كمرحلة أولى 2000 وحدة لمدينة عدن، وسيبدأ العمل في تنفيذ المشروع خلال العام الحالي وموقعه بالعريش، مع توفير الخدمات ولكن على أن يتم إلغاء المنازل العشوائية الواقعة في المواقع الخطيرة، علاوةً عن أننا نبحث عن مشاريع جديدة لإنجازها عبر رفعنا للمنظمات والجهات والمستثمرين".

وأضافت بالقول: "لدينا خطط في الوزارة لكي لا تتكرر كارثة سقوط الصخور على منازل المواطنين، وهي أننا سنعمل على نشر التوعية وإقامة ورشة عمل ندعو فيها الجهات المختصة لإيجاد الحلول وتتمثل في منع التوسع في الأبنية العشوائية، الحد من البناء في المواقع الخطيرة".
حلول كارثية
وحذرت العواضي في السياق ذاته حديثها "ستحل كارثة في حال استمر البناء العشوائي بهذه الطريقة، وخاصة في مدينة كريتر المحاطة بالجبال، على الساكنين في المدينة كالانزلاقات الصخرية وتحرك التربة، عدم تصريف السيول إضافة إلى طفح المجاري إلى داخل مساكن المواطنين، علاوة عن أن مالكي المباني العشوائية في الجبال على، وجه الخصوص، يعرضون أنفسهم للخطر نتيجة لصعوبة وصول سيارات الإسعاف أو المطافي إليهم".


اختتمت حديثها بالقول: "بعد هذه الواقعة يجب تكاثف الجهود من قبل الجهات الأمنية، الخدمية، الوزارة المعنية والحكومة، والبحث مع المانحين في توفير التمويل المناسب لبناء مساكن شعبية للتخفيف من أزمة السكن، متمنين تعاون المواطنين والجهات معنا في إزالة والتوقف عن البناء العشوائي".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى