التقية الحوثية.. إليكم أسرار حرب اليمن

> يضع بعض باحثي الجندر والإستراتيجيات الحوثية ضمن أعمال السياسة، وليس ضمن مجالات الدين والعقيدة، لكن هناك جوانب مثيرة في الحوثيين قد تبدو واضحة للعلن، لكن ثمة نقاط غامضة بعد خمس سنوات من عمر الحرب الأهلية التي أشعلوها في اليمن.
واضحة مثل ما جاء في القانون اليمني، من أن خيانة الوطن تعد جريمة تشمل أعمال متطرفة ضد الدولة، أو السيادة، وكذلك التآمر على الشعب، والتراب الوطني، وسرقة المال العام، أو من يضعون أيديهم في أيادي عدو خارجي، وعقوبتها الإعدام شنقا.

غامضة وهي ما تعرف بالتقية التي يمارسها الحوثيون، أي السياسات الخفية التي هدفها التستر على الأهداف الحقيقية وتغيبها، وبموجبها ينجح استهداف المجتمع اليمني، والسيطرة علية، أو في الحدود الدنيا زرع الفتن والخلافات.
من جملة أسرار الحرب في اليمن، والتقية الحوثية النقاط التالية:

1 - خطاب السيد: يبدو للوهلة الأولى بأنه خطاب طويل وممل، لكنه في حقيقة الأمر تبسيط التداويلة، ورسائل خاصة ومبطنة للحوثيين يدركها أتباعه فقط، أو محللو علم النفس، والذين يفكون محاور وآليات الخطاب الديني أو السياسي، ولاختصار الوقت والجهد بالإمكان كشفه عن طريق المعتقلين، والأسرى الحوثيين.

2 - جنوبيو الحوثي: جند (بضم الجيم) بعض الجنوبيين في صنعاء، حيث تم إنشاء تنسيقية خاصة بهم، واستئجار مقرات لاجتماعاتهم، ومنها يتم إدارة أعمال الفوضى في الجنوب، لكن بقفازات موالية للشرعية، وتعارض التحالف العربي لدعم الشرعية، وبالفعل تم إشهار كيان جنوبيين ضد الاحتلال، ويمتلكون موقع على الإنترنت، واعتماد مخصص مالي شهري، والقيادات من الصف الثاني تتردد على العاصمة صنعاء باستمرار.

3 - مطارح القبيلة: تمارس سياسة فرق تسود، والاستفراد بكل قبيلة على حدة، لكن الأجندة المشتركة الخفية هي التحريض العقائدي، والأخلاقي عبر الترويج للقضية الفلسطينية من بوابة أن اليمنيين المناوئين للحوثية يعلمون لصالح إسرائيل وأمريكا؛ بل يقاتلون في اليمن نيابة عنهما، لكنها إذا اصطدمت بوعي القبيلة، أو رفضها مجارات الحوثية، فهنا تلجأ لاعتقال كبار المشايخ، أو وضعهم تحت الإقامة الجبرية، أو اعتقال الأبناء والنسوة كرهائن لغرض الإخضاع.

4 - العقيدة القتالية: أيديولوجيا التقية تنحصر بأن كل من يذهب للقتال في صفوفها لابد ويغسل دماغه بأنه ذاهب إلى الجنة، والاستشهاد في سبيل محاربة الكفار، وقولنا كفار فالمقصود غالبية اليمنيين سوى الحوثيين، وبأنه لابد قبل الذهاب بأن يتبرع بكل أمواله وأملاكه، ويذرها لغيره من الحوثيين الذين يعدون أنفسهم للقتال في المراحل المقبلة.

5 - المخدرات والشعوذة: تظل أعمال السحر والشعوذة حاضرة بقوة في الخفاء وكواليس الحوثيين؛ لكون الطلاسم والتمائم تعلق على صدور المقاتلين لتحميهم، أو يسقون الأسحار، أو يأكلوها لينتهي بهم الآمر بأن يغيبوا عن الوعي، ويقدمون أرواحهم وأنفسهم في سبيل السيد "زعيم الجماعة"، والدليل ما يقولونه "اضرب بنا أيما شئت.. فإننا عبيدك يا سيدي".

6 - سوق البضاعة الطائفية في اليمن: جزء من أجندة ملالي طهران لتدار الأحداث في اليمن في الخفاء لما يمكن طهران من زيادة حصتها الجيوسياسية في منطقتنا العربية الشرق أوسطية، وكأنها اليمن بترابها وشعبها وأمنها واستقرار تستأصل تنمويا وبشريا، وتعد ورقة تفاوض إستراتيجية في صالح إيران، فيحين يظل الحوثيين منهمكين بتحديث الأوامر المتلقاة من طهران، وتغيير أهدافهم العسكرية والعملياتية لصالح فاتورة حسابات الدم الإيرانية، وأذرعها في لبنان والعراق وسوريا، وأغرقوا اليمن في الحروب والأزمات، وباتت تُقياهم تجعل كل بيت في اليمن تان.

نحن نواجه حقبة سوداء ومظلمة وافتراءات في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر - فيها تطورت الحوثية - لتمارس أعمال إرهابية تهدد اليمن، والجوار والإقليم، والسلم والأمن الدوليين.

* باحث إستراتيجي يمني

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى