القائم بأعمال مدير مطار عدن الدولي لـ«الأيام»: إمكانياتنا محدودة ووصول كورونا إلى البلد سيحدث كارثة

> تقرير/ وئام نجيب

>
مسئول صحي بالمطار: 153 مسافرا قدموا من مناطق يحتمل أنها موبوءة
أثار انتشار فيروس كورونا الجديد حالة من الذعر والخوف في عديد من الدول، واتخذ المجتمع الدولي إجراءات وقائية للحد من وصول العدوى إليها، وضاعفت من قدراتها الصحية في المطارات والمنافذ البرية والبحرية، كما خصصت أماكن للحجر للصحي لاسيما عقب إعلان منظمة الصحة العالمية خطورة الفيروس، واعتباره يشكل "تهديداً خطيراً جداً" للعالم.

وفي اليمن البلد المنهك من آثار الحرب المستمرة منذ 5 أعوام، تبدو الإمكانيات متواضعة لمواجهة المخاطر الصحية والأوبئة، وقد شهد البلد انتشاراً للعديد من الأوبئة التي حصدت أرواح الآلاف من المواطنين بسبب تدهور خدمات الرعاية الصحية والبيئية.

مطار عدن الدولي يشكل المنفذ الجوي الرئيسي للبلد زارته صحيفة «الأيام» لمعرفة الجهود التي تبذلها السلطات الحكومية والصحية والإجراءات الاحترازية في المطار وحجم الاستعدادات للتعامل مع أي حالات مشتبهة قادمة إلى المطار، وتحمل الفيروس إلى البلاد.

وفي حديثه للصحيفة يكشف القائم بأعمال مدير مطار عدن الدولي، عبد الرقيب العمري، عن صعوبات كبيرة يجب تجاوزها من قِبل الحكومة والجهات الصحية في وزارة الصحة ومكتب الصحة والسكان بالمحافظة لمواجهة المخاطر المحتملة في حال وصول فيروس كورونا إلى البلد بدءاً من المطار.

ويقول العمري لـ«الأيام»: "إن إدارة المطار عقدت لقاءات مع السلطة المحلية بمحافظة عدن منذ الوهلة الأولى لإعلان انتشار فيروس كورونا في الصين، وكذلك الجهات المختصة ممثلة بمدير عام مكتب الصحة والسكان د.جمال خدابخش، ومدير صحة الموانئ والجهات ذات العلاقة في المطار.

*"أطلقنا تحذيراً"

وأضاف العمري: "خلال اجتماعاتنا بالمسئولين أطلقنا تحذيراً من خطورة الفيروس، وفي حال وصوله إلى عدن أو البلاد ستكون هناك كارثة أكبر من كارثة الحرب، خصوصاً في المرحلة التي تمر بها البلاد، ونتمنى من الله بأن لا يصل إلينا أبداً".

القائم بأعمال مدير مطار عدن عبدالرقيب العمري
القائم بأعمال مدير مطار عدن عبدالرقيب العمري

وتابع العمري بالقول: "طالبنا مكتب الصحة في عدن تشكيل غرفة طوارئ والعمل على ترتيبات واستعدادات أولية تقضي بإجراءات وقائية احترازية كي لا يصلنا الفيروس، ونحن نعرف أن عدداً كبيراً من اليمنيين متواجدون في الصين، ومن الطبيعي بأن تعود الناس إلى اليمن، وبداية الأمر تجاوب معنا الإخوة في مكتب الصحة، وأبدى مكتب الصحة استعداده لتقديم مساعدة وفق الإمكانيات المحدودة لديهم في المكتب، كما أبدينا استعدادنا في إدارة المطار بتوفير الإمكانيات المتاحة، وقمنا بالنزول وتخصيص غرفة بالمطار للحجر صحي، وفي حال اكتشفنا وجود أي حالة مشتبه بها نعمل على حجزها في هذه الغرفة، إلى أن يتم الترتيب لها ونقلها خارج المطار".

*تعميم
وأشار العمري إلى تعميم أصدرته سلطات مطار عدن الدولي لشركات الطيران يلزمها بإجراءات خاصة تفادياً لنقل مصابين بالفيروس، ومن خلال قرار طبي أو التعامل مع المواطنين القادمين من الصين عن طريق المحطات الخارجية خاصةً، وأنهم دائماً يأتوا إلينا عبر القاهرة، والخرطوم وعمان، ووجّهنا الفرق الصحية العاملة بالمطار لبدء العمل بالميدان من خلال اتخاذ الإجراءات الوقائية الاحترازية الأولى، حيث جهزنا المحجر الصحي في المطار بمستلزماته، وعملنا على توزيع ملصقات ومنشورات توعوية، وتواصلنا مع الجهات الإعلامية لكي نوعّي المجتمع بخطورة فيروس كورونا".

كما لفت العمري إلى تفاعل منظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي، مشيراً إلى أنهم "أبدوا استعدادهم لتقديم المساعدات، وأجروا مسحاً على الموقع الذي تم تخصيصه كمحجر صحي، وأن مكتب الصحة في المحافظة ومنظمة الصحة العالمية قدمت بعض الأدوية والأسرّة والكمامات والترمومترات (المسدسات الخاصة بفحص الحُميات)".

*"حجر صحي لمدة ساعتين فقط"
ويقول القائم بأعمال مدير مطار عدن في حديثه لـ«الأيام»: "عقدنا اجتماعاً في مقر وزارة التخطيط والتعاون الدولي برئاسة نائب وزير التخطيط والتعاون الدولي د. نزار باصهيب، ونائب وزير النقل أ. ناصر شريف، وبحضور السلطة المحلية بالمحافظة، ووكيل وزارة الصحة ومنظمة الصحة، وكافة المنظمات الدولية العاملة في اليمن، والمسئولين في المنافذ البرية والجوية، وخرجنا من الاجتماع بالاتفاق، وعملنا محضراً لإنشاء غرفة طوارئ خاصة بالبلد بشكل عام لإدارة الوضع، تكون بمثابة محجر صحي في عدن بعيد عن تجمعات الناس، كما طالبنا منظمة الصحة العالمية بتزويدنا بكاميرات حرارية ووسائل حديثة لاكتشاف الحميات".

غرفة الحجر الصحي في مطار عدن الدولي
غرفة الحجر الصحي في مطار عدن الدولي

وتابع القائم بأعمال مدير المطار حديثه لـ«الأيام»: "كما طالبناها بسيارة إسعاف مزودة بالتجهيزات اللازمة لنقل الحالات المشتبهة من غرفة الحجر الصحي المتواجدة لدينا بالمطار إلى المحجر صحي المتفق على إنشائه في عدن، كوننا لا نستطيع إبقاء الحالة لدينا في الحجر لأكثر من ساعتين".

وقال: "أبدت وزارة الصحة استعدادها، وحددت موقع مركز السل في المنصورة ليكون غرفة الطوارئ (الحجر الصحي) في عدن، على الرغم من أن هذا الموقع غير ملائم كونه يوجد محجر صحي في مديرية التواهي ويفترض تهيئته، وبعد هذه الاجتماعات التي دخلت أسبوعها الثالث لم يتم تنفيذ ما تم الاتفاق به في الاجتماع؛ بل ولم يصلنا أي دعم من المتفق عليه".

وعن الإجراءات الاحترازية التي يفترض أن يتخذها المطار، يؤكد القائم بأعمال مدير المطار على الحجر الصحي للحالات المشبه بإصابتها بالفيروس، وعدم السماح لهم بالانتقال إلى منازلهم، مبيناً "أهمية الحجر الصحي في غرفة الحجر الصحي بالمطار ومنها إلى حجر صحي شامل خاص بمدينة عدن أسوة بالدول الأخرى، حتى يتم التأكد بأن الحالة لا تحمل الفيروس، ولكن ما يحدث لدينا هو أنهم يضطرون إلى الدخول إلى المدن، دون التأكد من إصابة الحالة بالفيروس، وإذا كان أحدهم يحمل الفيروس سيعمل على تفشي الوباء في بلدنا بشكل خطير، خاصة وأنه تصل إلينا حالات بشكل يومي ونتخذ الإجراءات الروتينية والأولية، وندوّن أسماءهم في قاعدة البيانات لدينا، ونتحفظ عليهم في الحجر الصحي في المطار لمدة ساعتين فقط، ومن ثم نطلقهم كوننا نفتقر للإمكانيات المطلوبة، ووزارة الصحة هي من تتحمل تبعات ذلك، فنحن في المطار مهمتنا تتمثل باستقبال المسافرين القادمين والمغادرين وإجراءات فنية فقط".

*"عدم وجود أطباء متخصصين"
وعن الصعوبات التي فاقمت من قلق إدارة المطار ومحدودية إمكاناتها في التعامل مع المسافرين واتباع القواعد الصحية اللازمة في المنفذ، يقول القائم بأعمال مدير المطار: "أبلغنا مدير عام مكتب الصحة في المحافظة عن حاجتنا لثلاثة أو أربعة أطباء باطنيين فنيين اختصاصيين في الحميات، كون المتواجد لدينا في المطار مساعدين أطباء، ومشرفين صحيين، وهذا غير كافٍ، وما زلنا ننتظر حتى اليوم إرسال الأطباء للعمل في المطار".

مسؤول مكتب الصحة في المطار اثناء قيامه بالكشف عن المسافرين القادمين
مسؤول مكتب الصحة في المطار اثناء قيامه بالكشف عن المسافرين القادمين

*ضرورة تأهيل محجر صحي
كما شدد القائم بأعمال مدير مطار عدن في حديثه لـ«الأيام» على ضرورة توفير فرق صحية تابعة لوزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية بالتعاون مع مجلس الوزراء والسلطة المحلية، و "الإسراع في إنشاء وتأهيل المحجر الصحي بعدن المتفق عليه سلفا؛ لإبقاء الحالات المشتبهة أو المصابة بالفيروس لمدة 21 يوماً للتحقق من عدم نقل الفيروس، الذي يتم اكتشافه في مدة تبدأ بثلاث أيام حتى 21 يوماً، وعند التأكد من عدم الإصابة بالفيروس يتم إخراجها من الحجر الصحي، ولكن للأسف حتى الآن لم تنفذ هذه الإجراءات، ونحمل المسئولين في الصحة والحكومة كامل المسئولية في حال حدوث كارثة، كونهم لا يعيرون الموضوع أي اهتمام، وكأن مواجهة خطر كورونا تخص المطار فقط".

وينفي العمري أي دور للحكومة اليمنية في نقل الطلبة اليمنيين من الصين، ويضيف لـ«الأيام»: "علمنا بأن سلطنة عمان هي من تفاعلت مع الطلبة اليمنيين، أما الجانب اليمني فلم يكن له أي دور يُذكر، وكأن الأمر لا يعنيهم، كما ينفي ما تم تداوله حول تكتم مطار عدن الدولي، والسماح بدخول مصابين بفيروس كورونا"، مشدداً على مسئولية الحكومة في تعزيز الإجراءات الاحترازية وتخصيص محجر في مدينة عدن".

*"مناشدة"
وناشد العمري عبر «الأيام» رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ووزارة الصحة العامة والسكان والسلطة المحلية في محافظة عدن والمنظمات الدولية وكذا القطاع الخاص من رجال المال والأعمال، إلى التفاعل والتكاتف والاستعداد لمواجهة فيروس كورونا قبل دخوله إلى البلد وقبل أن تحل الكارثة.

وقال العمري: "وفي حال وصلت حالة مصابة بالفيروس للبلد سوف نغادر البلد، وهذا ما حدث في الصين التي تصنف كدولة عظمى تمتلك إمكانيات صحية واقتصادية إلى أنها أعلنت بأنها دولة منكوبة أمام هذا الوباء".

*153 مسافراً من مناطق موبوءة
وعن الإجراءات الوقائية في مطار عدن، يتحدث لـ«الأيام» مسئول مكتب الصحة في مطار عدن الدولي، أحمد سعيد: "هناك جهود محدودة لفحص المسافرين بوسائل بسيطة من خلال جهاز فحص الحرارة (الترمومتر)، كما يوجد لدينا تنسيق مع الهجرة والجوازات لفحص المسافرين القادمين من الصين، أما بالنسبة للإحصائيات الخاصة بالمسافرين القادمين من مناطق يحتمل أنها موبوءة فقد بلغ عددهم 153 مسافراً، وذلك خلال تاريخ 2 فبراير وحتى 16 فبراير، حيث قدموا من: القاهرة، جدة، الخرطوم وعمان، بدورنا عملنا على رفع بياناتهم إلى الترصد الوبائي في الوزارة والمحافظة"، منوّهاً إلى أن "غالبية المسافرين القادمين هم من الطلاب، فيما ينقصنا جهاز الأشعة الحرارية، والذي سيعمل على توفير الجهد والوقت لاكتشاف الفيروس".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى