بن دغر: خسرنا الجوف ونفتقد الكثير للاستمرار في المعركة

> «الأيام» غرفة الأخبار

> اعترف د. أحمد عبيد بن دغر، مستشار الرئيس اليمني ورئيس الوزراء السابق، بهزيمة الشرعية في محافظة الجوف الواقعة على خاصرة المملكة العربية السعودية.

وكشف بن دغر أن الشرعية باتت "تفتقر الكثير للاستمرار في خوض المعركة" مع الحوثيين، في إشارة إلى الإقرار بالهزيمة في مناطق التماس مع السعودية، وهو موقف يرجعه محللون ومراقبون إلى أنه رسالة ضغط من الشرعية اليمنية للمملكة.

ورجح انتهاء دور التحالف العربي في اليمن وتدخل الأمم المتحدة في حال تعاملت الشرعية اليمنية مع هزيمة الجوف كتعاملها مع الهزيمة السابقة في نهم، مشبهاً الحرب الجارية في اليمن بمعارك العرب والفرس قديماً.

وقال مستشار الرئيس هادي في مقال نشره على صفحته بـ "الفيسبوك"، أمس: "سقوط الجوف قد يغير موازين القوى العسكرية بصورة نهائية في معركتنا المصيرية مع الحوثيين، وإذا تعاملنا بذات المستوى الذي تعاملنا به في شأن سقوط نهم، فسنكون قد قررنا مصير المعركة لصالح الحوثيين يمنياً، ولصالح إيران إقليمياً، وسيكون دور التحالف قد انتهى في اليمن، وحينها ستتدخل الأمم المتحدة على الخط لوضع الأمور في نصابها، والاعتراف بالأوضاع الراهنة، إذ لا يمكن استمرار الحرب دون نهاية".

وأضاف: "لقد صمد العكيمي ورفاقه أربعين يوماً، صمدوا ولم يكن معهم سوى القليل من الزاد والعتاد، وسطر أبطال الجيش الوطني وأبناء الجوف ملحمة أخرى في المواجهة مع الحوثيين، هي الأولى من نوعها حجماً وعنفاً وتضحية في الجوف، فلا يلوم أحداً هؤلاء الأبطال، ولا يسأل أحد عن الأسباب، فهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، والحروب والمعارك سجال".

وتابع: "سنتلقى جميعاً هزيمة تاريخية نكراء، فالعدو تمكن من الحصول على وسائل وعوامل القوة، أتاحت له الصمود، وتتيح له التقدم اليوم، كما أننا شرعية وتحالف قد تسببنا فيما نحن عليه انقساماً وعداءً لبعضنا البعض في إصرار عجيب على إهداء الهزيمة للحوثيين وإيران في هذه المواجهة التاريخية، التي تذكر بمعارك العرب الكبرى مع الفرس".

وأردف: "لقد نالت اليمن في هذه الحرب من الأذى والتدمير وسفك الدماء ما لم تنله في تاريخها كله، أولاً: بسبب الانقلابات المتتالية على الشرعية، شرعية الرئيس المنتخب، والتي يبدو واضحاً الأثر السيئ لأموال بعضنا في دعمها، وتالياً: بسبب فشلنا وحلفائنا في إدارة المعركة، خسرنا معركة الجوف، وقبلها نهم وحجور ووادي أبو جبارة والملاحيض، وعلينا الآن ألا نخسر الحرب.. لدينا فرصة أخيرة لتعديل موازين القوى، وتغيير اتجاه المعركة نحو النصر، يجب ألا نمنح الحوثيين وإيران أسباباً إضافية لنصر جديد، يجب ألا تحصل إيران على نصر يعزز شهيتها التوسعية في المنطقة، وينهك العرب، ويلحق بهم هزيمة تاريخية، سنخجل من تدوينها في كتب تاريخنا المشترك".

وزاد: "لا ينبغي لهذا التحالف العربي الواسع وقد أوتي من القدرات والدعم العربي والإسلامي والغطاء الدولي أن يخسر هذه المعركة ذات الطابع المصيري، ليس هناك ما يعوّض هذه الخسارة إن حدثت، بل ينبغي لهذه الخسارة ألَّا تحدث في ظل قيادته الحكيمة، وما يعتقده البعض مكسباً تثبت الأحداث المتلاحقة أنه وهم، وترتيب غير موفقاً للخصوم والأعداء في هذه المعركة".

واختتم: "نحن نفتقد الكثير، وينقصنا الكثير للاستمرار في خوض المعركة، لكن أكثر ما ينقصنا ويلحق بنا الضرر غياب الرؤية، التي تعلي من شأن مصالحنا المشتركة، بلدنا مهددة بمخاطر عديدة، وشعبنا مهدد في أعظم مصالحه، وهويتنا تدمر من الداخل قبل الخارج. لكننا لم نخسر بعد إرادتنا في الحرية ومقاومة الجهل والعنصرية وسلالية بغيضة، كما لم نخسر بعد ولن نخسر إرادتنا في الحفاظ على بلدنا كما نريده ونرتضيه

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى