وبعد إبتلاع الجوف؟!

> علي ثابت القضيبي

>
تفجّرت فضيحة السقوط المفاجئ لمركز محافظة الجوف، وتناثرت رائحتها المُعفنة كبالوعة قذفت ما في جوفها في وجهِ الشرعية، فالجوف ثالث محافظة متاخمة للمملكة بعد صعدة وحجّة تقع بيد الحوثيين.. هذا السقوطُ مثّل صدمة لكثيرين، خصوصاً وهو جاء بعد أيامٍ فقط من سيطرة الحوثيين على نهمٍ وأجزاء من مأرب، فلماذا لا نتوقّع أن تنقلب المنطقة العسكرية الأولى في سيئون، وتتحوّلُ إلى حوثيةٍ، هذا جائزٌ بالنسبة لهؤلاء، لأننا لا ندري أي سيناريو يدورُ بين إخوان الشرعية والحوثيين!.

في حديثٍ منقول عن عسكري كبير في الجيش الوطني، العميد ركن طيار حسين العمري، وهذا تركَ البلاد إلى ألمانيا، ومن هناك لخّصَ أسباب انكسارات الشرعية بسبب استبعادها للكفاءات العسكرية الوطنية المُحترفة من الجيش، واستبدالهم بتجّار العسل وباعة العطور، وفي هذا القول إشارة واضحة للإصلاح.. وأضافَ: «إنّ تقديم ولاء المقاتلين في جبهات الشمال هو لحزبهم الإصلاح أكثر منهُ للوطن»، واختتمَ: «إنّ الشرعية لم تتعامل بجديّةٍ مع المعارك في جغرافيا الشمال! ولا تعليق هنا».

اليوم يدورُ الحديث بصخبٍ مدوٍ عن خياناتٍ أو خلافات وتباينات داخل صفوف الشرعية، وأنّ كل هذا هو وراء هذه الهزائم والانكسارات، وهذا الطّرحُ سمجٍ وعبثي، لأنّ مثل هذا يستدعي الوقوف الجدي والحازم من قيادة التّحالف الذي دفعَ كلفةً باهظةً في هذه الحرب، فهو تكبّد المال والعتاد والتّضحيات البشرية، ناهيكَ عن السمعة الدولية، وكلٌ هذا بوهمِ دعم هذه الشرعية وبُغية استعادتها، وهذا يقتضي التّعاطي بحزمٍ مع الرؤوس التي تقفُ وراء كل هذا الوضع المُخزي، إلا إذا كان هناك وراء الأكمّة ما وراءها..

الآن أيضاً، ومع الانكسارات المُخزية في نهم والجوف، يجري التّصعيد واستحداث مواقع جديدة في المرتفعات الشاهقة المطلة على مديرية لودر، وسبقَ ذلك تكثيف الوجود الحوثي في تلك المرتفعات وبكثافة، بما فيها بمشاركة أفارقة! ولا نُسقط تكثيف تبادل القصف مؤخراً في جبهة يافع/ البيضاء.. كلٌ هذا يومئُ إلى تناغم الأداء الإخواني/ الحوثي انكساراً في الشمال وتكثيف الهجمات نحو جغرافيا جنوبنا، وهذا له دلالاته ولا شك..

في تقديري بهذا الانفضاح المُخزي لأداء الشرعية على الأرض، فإنّ الأمر يستدعي من التّحالف إعادة قراءة الواقع وتقييمه بصورةٍ مغايرة لما عهدناه، فالأمرُ جليٌ ولا شك، وملفٌ الشرعية على طاولة التحالف يُفصحُ عن كل الخبايا، لأنّهُ خلال خمس سنوات من الحرب، فلماذا الثّبات والصمود الأسطوري في كل الجبهات الجنوبية في الضالع والمسيمير والصبيحة ويافع ومرتفعات ثُرة، وفي الوقت عَينهِ الانسحابات والانكسارات المتوالية المخزية في كل جغرافيا الشمال؟!.

للداخلِ الجنوبي نقولُ لِمن ما انفكّ مُتعلقاً بِحبال شرعية الإفك، إنّ الأُمور واضحةً أمامَ عيونكم، وتوافقُ الحوثي وإخوان الشرعية جليٌ ولا تخطئهُ عينٍ. فهل أنتم على استعدادٍ بالقبول بالحوثي على رؤوسكم؟ فها هو آتٍ على جياد إخوان الشرعية وخياناتهم في جبهاتهم، والجوفُ سقطت وغداً مأرب، ولم تبقَ إلا جغرافيا جنوبنا، فهل نهبها للحوثي ومَن فرّط في أرضه وعرضهِ ومارس الخيانات بكل صورها ولغاياتٍ وأهداف معروفة ولا شك؟! لا أعتقدُ.. أليس كذلك؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى