مُسنّة فاقدة للبصر مهددة بانهيار منزلها

> أم فتحي: سقف بيتي آيل للسقوط وأنا أنتظر قدري

> تقرير/ فردوس العلمي

مدينة عدن.. مدينة في أحيائها تسكن حكايات مؤلمة تحكي نضالات أسرة تحارب الفقر، كما تحارب الدول الأمراض المعدية، تقف بحالة استنفار دائم لأي طارئ يعكر صفو حياتها، وتعيش القلق يومياً.

منطقة العيدروس توجد في أحد أحيائه أسر تعيش تحت خط الفقر، يظللها ستر الله ورحمته، تعيش على دخل لا يتعدى ستين ألف ريال يمني، هكذا هي منطقة العيدروس، منطقة عشعش فيها الفقر واستقر، ووجد فيها تربة صالحه للتمدد ليزرع الألم والوجع في كثير من المنازل ليعكر صفو الحياة لهذه الأسر التي ليس لها غير الله معين، وتعيش تحت سقف رحمته وتوكلها عليه.. في هذا المنطقة، رغم الألم، تجد صورة نفتقدها كثيراً، صور "بر الأم" بأجمل صوره.

أم فتحي إحدى الأمهات اللاتي وهبها الله ولداً باراً بها، لا يتركها إلا في فترة دوام عمله، حيت يتركها مع إحدى الجارات التي تطل عليها أثناء غياب ابنها في العمل.

«سقف بيتي آيل للسقوط»
أم فتحي امرأة صومالية من قبيلة "دلبهنتي" عاشت وترعرت في عدن في شبابها تزوجت رجلاً يمنياً، توفي زوجها في عام 1994م تاركاً لها ولداً وبنتاً دون أى دخل يعينها على تربيتهما.
أم فتحي في العقد السابع من العمر، تعيش في منطقة العيدروس، كرست حياتها لتربية أبنائها، عملت واجتهدت وربتهم حتى زوجت ابنتها وكانت لهم الأم والأب وهي المعيل لهم حتى انهكها المرض وكبر السن.

أم فتحي أصبحت مقعدة وتعاني ضعفاً في السمع والذاكرة وفقداناً للبصر، ولكن عوضها الله بولد هو نظرها وسمعها وذاكرتها، وابنه هي حنايا روحها تأخذها لمنزلها لتبقى عندها بعض الأشهر، خاصة في الشهر الفضيل رمضان والأعياد. تسكن هي وولدها في منزل عبارة عن غرفة وصالة سقف الغرف آيل للسقوط خشبها أكلته الأرضة وجدرانه متشققة والصالة سقفها من الزنج مشبع بالصدأ، أكلته مياه الأمطار، وخشبها قد تآكلت وتساقطت أجزاء منها، وكذلك سقف الحمام.

أم فتحي وولدها تبادلا الأدوار، فأصبح هو المعيل، حيث كرّس حياته لها.. فهو من يقوم بطبخ الطعام لها وينظف المنزل ويغسل الملابس ويحرص على النظافة الشخصية لوالدته، لهذا دائماً تجدها نظيفة وترتدي ملابسها النظيفة، فهو القائم على كل شيئ، فبحسب قوله، مهما عمل لن يستطيع أن يقدم ولو جزءً بسيطاً مما قدمته له والدته".

حيرة وقلق
سألت فتحي كيف تعيشون في هذا الوضع؟، قال: "الحمدلله ربك ساترها معنا وأستطيع أن لا أجعل أمي تحتاج لغيري وراتبي يكفينا والحمد لله، ولكن كل خوفي على والداتي أن ينهار سقف المنزل عليها في غيابي فلا أستطيع إنقاذها، لذا أصبحت في حيرة بين عملي وأمي، فسقف المنزل أكلته الأرضة وقابل للسقوط لهذا أعيش القلق لا أملك القدرة على إعادة ترميم المنزل".

لا نحتاج لأى شيئ آخر، فأنا كفيل بوالدتي وراتبي يغطي احتياجاتي واحتياجات والدتي من مأكل ومشرب وعلاج، ولكن لا أستطيع أن أعمل على ترميم سقف المنزل".
يزداد قلق فتحي على والدته في حالة هطول الأمطار، فالسقف لا يتحمل وكل يوم تتساقط الأتربة منه.

يعمل فتحي كحارس في أحد المواقع الحكومية، يعيش فترة العمل بعيداً عن والدته التي يتركها في عهدة جيرانه حتى يعود من العمل، فيبقى عندها لا يغادر المنزل إلا للضرورات.
عائلة أم فتحي بحاجة إلى من يساعدها ويمد يد العون لهم لترميم منزلهم الآيل للسقوط، رحمة بأم فاقدة للبصر وولد بار بأمه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى