المنتجات الحرفية مصدر دخل كثير من الأسر بزنجبار

> تقرير/ عبدالله الظبي

> بدأ كثير من النساء في زنجبار عاصمة محافظة أبين، الاشتغال بمجال الإنتاج الحرفي وإنتاج المشغولات اليدوية، ودفعت الظروف الصعبة التي شهدتها البلاد الكثير منهن إلى الارتباط بهذه الحرف لتحسين مصادر دخلهن.

وانتشر مؤخراً، عدد من المحاضن والمراكز التي تعني بتطوير الحرف والمشغولات اليدوية، كذا تنفيذ بعض الدورات الخاصة بمحو الأمية وتعليم الكبار، ودورات الخياطة وحياكة الأصواف وصناعة العطور، وكذلك دورات التجميل والكوافير والخياطة، وغيرها من البرامج التدريبية التنموية، وعلى الرغم من صعوبة الأوضاع الاقتصادية وشحة الدعم المقدم للجهات التي تعمل، إلا أن العديد من المؤسسات تكافح من أجل البقاء لتنمية المجتمع وتطوير الصناعات الحرفية.

ومن بين هذه المؤسسات التي تكافح من أجل تنمية المجتمع، تقف مؤسسة "الهدى" التنموية وتقدم العديد من البرامج بإمكانيات متواضعة، حيث تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي وتحسين المستوى المعيشي للأفراد، من خلال اكتسابهم المهارات التنموية، وإيجاد فرص عمل مهنية وتقنية لعديد من شرائح المجتمع.

تحسين المستوى المعيشي للأفراد
يقول إيهاب أحمد فرج أبوبكر، للمدير التنفيذي للمؤسسة الهدى التنموية الاجتماعية إن: "المؤسسة تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي وتحسين المستوى المعيشي للأفراد من خلال اكتساب المهارات التنموية، وإيجاد الفرص للعمل، سيما كل من فقدوا أعمالهم بسبب النزوح وظروف الحرب التي تدور رحاها منذ خمسة أعوام في البلد، وإعطاء قطاع المرأة أولوية في أنشطتها وبرامجها".

ويتابع قائلاً: "فكرة إنشاء المؤسسة جاءت بعد حرب 2011م، حيث عانت المدينة وأهلها الكثير من الويلات بعد سقوطها في قبضة مسلحي أنصار الشريعة، حيث عانى الكثير من المواطنين ووجدوا أنفسهم بدون أعمال وفقدوا أعمالهم ومساكنهم ومصادر عيشهم".
وأضاف: "عملت المؤسسة على تنفيذ دورات تدريبية للأعمال النسوية خلال العام الماضي والعام الجاري، ومنها دورات الخياطة وحياكة الأصواف وصناعة العطور، وكذلك دورات التجميل والكوافير، وغيرها من الدورات".

وقال: "افتتحت المؤسسة خلال هذا العام، مشغلاً متكاملاً للخياطة وتم استيعاب النساء اللواتي استفدن من الدورات السابقة ووجدن فرصة عمل في المشغل، بحيث يذهب إنتاج المشغل لنساء أخريات يقمن بتسويق المنتجات وبيعها حسب معرفتهن وهذه أيضاً فرص عمل أخرى أوجدتها المؤسسة توفر مصدر دخل للنساء"، إضافة إلى التسهيلات التي تقدمها المؤسسة.

وقال فرج: "قامت المؤسسة مؤخراً بافتتاح ورشة لتصنيع أجباح النحل واستقطاب فئة الشباب للعمل في الورشة التي ستساهم في تغطية احتياجات النحّالين، ومن بين برامج المؤسسة لهذا العام، تنفيذ دورات تدريبية لتربية النحل وتوفير الإمكانات والاحتياجات للشباب إلى العمل، المؤسسة قائمة على الدعم السخي الذي يقدمه الشيخ سعيد سالم الذيباني، رئيس مجلس الإدارة، ولم نتلق أي دعم من أية جهة حكومية أو غير حكومية منذ افتتاح المؤسسة".

فرص عمل للعاطلين
وقالت هدى صلاح الذبياني، مسؤولة المشاركة الاجتماعية بالمؤسسة: "نحن في المؤسسة نبذل جهوداً كبيرة للعمل من أجل المجتمع وتنميته، من خلال العمل على إيجاد فرص عمل للعاطلين عن العمل والخريجين من الكليات، حيث قمنا بتوفير فرص للتدريب في جميع أنواع المشغولات اليدوية وتعليم محو الأمية وتوفير الدورات في الطبخ وغيرها، حيث تقوم المؤسسة بتوقيع عقد مع الطرف الآخر المتقدم للدورات مقابل أجر محدود، حيث يبدأ المتدرب بإنتاج الفكرة والاشتغال عليها، ونحن نساعد في تطويرها وتنتجها المؤسسة وتقوم بتسويقها عبر مجموعة من الأسر، تقوم هذه ببيعها وتسويقها".

وأضافت: "الحمد لله.. في اليوم تنتج كل سيدة تشتغل في المعمل، قرابة ثلاث قطع خاصة بالنساء، وهي خطوة طيبة والعمل والإنتاج وضبط الجودة يتطور يوماً بعد آخر، وذلك يرجع لروح العمل الجماعي والتفاهم ما بين الجميع من المتدربين أو المدربين.

بإمكانيات بسيطة
من جهتها، قالت المدربة مروى عبدالله باشماخ: "استطاعت المؤسسة، وبإمكانيات بسيطة، أن تنفذ العديد من الدورات في الأعمال الحرفية كالتطريز أو الكوافير وغيرها".

وأضافت: "من الأعمال التي نفذتها المؤسسة، عدد من الدورات في مجال الخياطة استفاد منها الكثير، كذلك نقوم حالياً بتدريب نحو 20 على الكوافير، والمرأة التي تحصل على المركز الأول في الدورة نستقطبها للعمل معنا في المؤسسة فيما تتجه النساء الأخريات للبدء بمشاريعهم الخاصة، ومؤخراً بدأنا بتنفيذ دورات خاصة بصناعة البخور وأخرى في الطبخ والإسعافات الأولية".

وتابعت قولها: "نشاطنا أيضاً اتجه إلى مجال محو الأمية، حيث قدمنا برامج تعليمية استفادت منه 60 طالبة، بينهن 20 طالبة انقطعن عن الدراسة بسبب الحروب والنزوح ومازلن في الصفوف الدراسية الأولى".

كسب المهارات
من جانبها، قالت مدربة الخياطة بالمؤسسة إمتلاك هائل: "بالنسبة لنا نحن كمدربين في المؤسسة نقوم بالتدريب على الخياطة، من أجل كسب المهارات حتى يمتلكوا القدرة على العمل والحصول على الأساسيات التي تمكنهم من البدء والانطلاق في أعمال التطريز وإنتاج الملابس النسائية وبيعها، وكل ذلك من أجل توفير لقمة العيش الكريمة والحمد لله.. وجدنا تفاعلاً كبيراً من جميع المتقدمين للالتحاق بالدورات التي تنفذها المؤسسة التي تعني بتطوير مهارات وقدرات الشباب من الجنسين، بهدف الرفع من مستواهم المهني والعلمي وخدمة مجتمعهم".

مصدر دخل
تقول أم صالح (إحدى المشتغلات في مجال الإنتاج الحرفي): "الحمد لله منذ أن حصلنا على برنامج تدريبي من خلال التسجيل في المؤسسة، تعلمت الكثير في مجال الخياطة وتطريز الملابس الخاصة بالنساء، واليوم أعمل مسوقة للمنتجات التي قمت بتجهيزها في مشغل المؤسسة".
وأضافت: "نحن نعمل في هذه المهنة، كونها مصدر دخل وحيداً أساعد فيها أسرتي، ونتمنى من المنظمات المانحة والجهات الحكومية والصندوق الاجتماعي للتنمية، المساهمة وتقديم الدعم للمشاريع الصغيرة ومساعد أصحاب الحرف اليدوية في تطوير مشاريهم، وهذا سيعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني في المستقبل".

بلد مستهلك بامتياز
ينتشر في بلادنا الكثير من المنتجات الخارجية، ووصلنا إلى بلد مستهلك لكل شيء ولا ينتج أي شيء، حيث تغيب منذ عقود الرؤية الإستراتيجية لحماية المنتج المحلي وتطويره، ويفترض أن تتجه التدخلات الإنسانية والبرامج التنموية وما أكثرها، إلى تأهيل الإنسان لسوق العمل وفي مجال الإنتاج الحرفي الذي ينعدم دعمه إلا من تدخلات رجال الخير وبعض الذين يكافحون من أجل حماية التراث والموروث الشعبي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى