التأريخ في صف الأقوياء!
> عبدالله الحرسي العجمي
> إن التأريخ دائماً يكون في قبضة القوي والمنتصر في الحرب، فكل أحداث تواريخ العالم لم تدون كيفما كانت وحدثت، وإنما تُدوّن على مشيئة من هو القوي في زمانه.
لذا تجد متناقضات كثيرة جداً عند قراءتك للتأريخ حتى على سبيل القومية الواحدة أو الدولة الواحدة، فكل من تسلطن وكان له الجبروت والقوة كتب التأريخ لنفسه وأخذ يلعن فيه خصومه وأعداءه وكل من يريد بهم النكاسة!
فلو أتينا على التأريخ الإسلامي، لوجدنا فيه مغالطات كثيرة جداً بل تجد مصنفات بأكملها، كلها زور وبهتان وكذب وتحريف وتشويه ومغالطات لا تغتفر.
فبعد انقضاء عهد الخلافة الإسلامية ومجيء عهد الملك العضوض، كان هناك تنازع على السلطة وكرسي الحكم بين العباسية والأموية وكان كل من الفريقين يفتخر بماضيه في الجاهلية وبحاضره عند بزوغ الإسلام وتمدده، لذا عمل كل من الفريقين على صناعة التأريخ من الوجهة التي يولونها أنفسهم، فأخذ كل منهما يفخر بتأريخه على الآخر ويعمد في ذلك إلى كبار مثقفيهم وشعرائهم ودهاتهم في الكذب والتدليس والتحريف على الآخر.
فعند صعود الدولة الأموية وتملكها زمام الحكم أخذت الأموية في كتابة التأريخ لنفسها وتشويه الدولة العباسية وإلقاء التزوير والتحريف والتدليس على تأريخ العباسية وحتى لكأنك حين تأتي على مصنفات الأموية ضد العباسية تقرأ وأنت تلعن العباسية.
وكذا الحال نفسه عند صعود العباسية وقبضتها لزمام الأمور وتملكها السلطان، أخذت تكتب التأريخ لنفسها وتبدد كل ما كتبته الدولة الأموية وتحاول مسخ تأريخ الأموية منذ أن كانوا في جاهليتهم إلى تأريخ دولتهم، وكله زور وبهتان وتدليس وكذب.
ونفس الأمر متكرر في كل العصور الإسلامية حتى أفول عصر العثمانية، ولا يزال مسلسل تزوير التأريخ مستمراً حتى مع قيام الدويلات العربية المتنافرة.
وهذا ليس منحصراً في العالم الإسلامي والعربي فقط، وإنما أكثره مغالطة وتزويراً وتفنناً في التحريف حدث مع العالم الغربي أوروبا وأمريكا.
فما أن تحصل الحروب وتنتهي، يأتي المنتصر على التأريخ فيكتبه لنفسه من أوسع الأبواب ويأخذ في لعنة خصومه ومن تلقى الهزيمة في الحرب!
هذا هو شأن التأريخ مع الأقوياء فهو يقف في صفهم دوماً ولا يرحم الضعفاء وغايته ليست الحقيقة وإنما احترام القوي.
وهذه مقولة سأطرحها بين أيديكم وهي ستوضح لكم بقوة وبدقة صدق ما أقوله هنا:
عندما تمت محاكمة قائد السلاح الجوي النازي "هيرمان جورينج"، قال له ممثل الادعاء في المحكمة: "سيلعنكم التاريخ للأبد"، فرد جورينج بهدوء "طبعاً لأنكم المنتصرون ولو كنا نحن من انتصر لجعلنا التاريخ يلعنكم للأبد".
لذا تجد متناقضات كثيرة جداً عند قراءتك للتأريخ حتى على سبيل القومية الواحدة أو الدولة الواحدة، فكل من تسلطن وكان له الجبروت والقوة كتب التأريخ لنفسه وأخذ يلعن فيه خصومه وأعداءه وكل من يريد بهم النكاسة!
فلو أتينا على التأريخ الإسلامي، لوجدنا فيه مغالطات كثيرة جداً بل تجد مصنفات بأكملها، كلها زور وبهتان وكذب وتحريف وتشويه ومغالطات لا تغتفر.
فبعد انقضاء عهد الخلافة الإسلامية ومجيء عهد الملك العضوض، كان هناك تنازع على السلطة وكرسي الحكم بين العباسية والأموية وكان كل من الفريقين يفتخر بماضيه في الجاهلية وبحاضره عند بزوغ الإسلام وتمدده، لذا عمل كل من الفريقين على صناعة التأريخ من الوجهة التي يولونها أنفسهم، فأخذ كل منهما يفخر بتأريخه على الآخر ويعمد في ذلك إلى كبار مثقفيهم وشعرائهم ودهاتهم في الكذب والتدليس والتحريف على الآخر.
فعند صعود الدولة الأموية وتملكها زمام الحكم أخذت الأموية في كتابة التأريخ لنفسها وتشويه الدولة العباسية وإلقاء التزوير والتحريف والتدليس على تأريخ العباسية وحتى لكأنك حين تأتي على مصنفات الأموية ضد العباسية تقرأ وأنت تلعن العباسية.
وكذا الحال نفسه عند صعود العباسية وقبضتها لزمام الأمور وتملكها السلطان، أخذت تكتب التأريخ لنفسها وتبدد كل ما كتبته الدولة الأموية وتحاول مسخ تأريخ الأموية منذ أن كانوا في جاهليتهم إلى تأريخ دولتهم، وكله زور وبهتان وتدليس وكذب.
ونفس الأمر متكرر في كل العصور الإسلامية حتى أفول عصر العثمانية، ولا يزال مسلسل تزوير التأريخ مستمراً حتى مع قيام الدويلات العربية المتنافرة.
وهذا ليس منحصراً في العالم الإسلامي والعربي فقط، وإنما أكثره مغالطة وتزويراً وتفنناً في التحريف حدث مع العالم الغربي أوروبا وأمريكا.
فما أن تحصل الحروب وتنتهي، يأتي المنتصر على التأريخ فيكتبه لنفسه من أوسع الأبواب ويأخذ في لعنة خصومه ومن تلقى الهزيمة في الحرب!
هذا هو شأن التأريخ مع الأقوياء فهو يقف في صفهم دوماً ولا يرحم الضعفاء وغايته ليست الحقيقة وإنما احترام القوي.
وهذه مقولة سأطرحها بين أيديكم وهي ستوضح لكم بقوة وبدقة صدق ما أقوله هنا:
عندما تمت محاكمة قائد السلاح الجوي النازي "هيرمان جورينج"، قال له ممثل الادعاء في المحكمة: "سيلعنكم التاريخ للأبد"، فرد جورينج بهدوء "طبعاً لأنكم المنتصرون ولو كنا نحن من انتصر لجعلنا التاريخ يلعنكم للأبد".
