«سلال المسنين» في تركيا.. الوسيلة الوحيدة للحصول على الطعام عبر النافذة

> اسطنبول «الأيام» أ.ف.ب

> من نافذة الشقة في الطابق الرابع، تنادي يوكسيل (83 عاما) البقال الواقف عند زاوية شارعها في اسطنبول، قبل أن تدلي له سلتها وتطلب: "كيلو موز من فضلك".
يزن البقال الثرثار كيلو من الموز ويضعه في كيس ثم في السلة بعد أن يأخذ المال الذي وضعته فيها العجوز، ويناديها "اسحبي السلة". تسحب يوكسيل حتى تصل سلتها الى النافذة وتلتقط الفاكهة من داخلها.

عاد هذا التقليد القديم في التوصيلات المنزلية الى الواجهة من جديد وبقوة، برغم أنه ليس غريبا عن شوارع اسطنبول.
وأصدرت السلطات التركية الاحد أمرا ببقاء من تزيد أعمارهم عن 65 عام في منازلهم اتقاء لاصابتهم بفيروس كورونا.

وقال البقال ظافر غوندوغدو في حي فيريكوي في منطقة شيشلي باسطنبول لوكالة فرانس برس "كنا نتلقى من قبل عشر طلبات في اليوم، ولكن هذا الرقم وصل إلى 50 الآن".
وأضاف "مهما كان ما يحتاجونه، فنحن تحت تصرف عملائنا المسنين، سواء من خلال ملء السلال المعلقة، أو تسليم الطلبات عند بابهم من 7:00 صباحاً حتى العاشرة مساءً".
لطفي يسيلباس ، امرأة تركية تبلغ من العمر 89 عامًا تعيش بمفردها في منزلها ، تخفض سلتها بينما ينتظر جارها أخذها في كاديكوي
لطفي يسيلباس ، امرأة تركية تبلغ من العمر 89 عامًا تعيش بمفردها في منزلها ، تخفض سلتها بينما ينتظر جارها أخذها في كاديكوي

اما بائع اللحوم زينيل أوزونر، الذي يقع متجره في نفس الحي، فقال إنه يفعل ما بوسعه لضمان عدم احتياج كبار السن لأي شيء.
وأوضح "إنهم أيضا جيراننا. نوصل لهم الخبز أو الجريدة وليس فقط اللحوم".

وسجلت تركيا حتى الأربعاء رسمياً 44 حالة وفاة بسبب فيروس كورونا، معظمهم، وفقًا لوزير الصحة فاهرتين كوجا، من كبار السن.
وقال كوجا هذا الأسبوع "أناشد كبار السن: هذا المجتمع بحاجة الى خبراتكم الحياتية .. من فضلكم لا تخاطروا بحياتكم والتزموا بالإجراءات".

بالإضافة إلى أمر كبار السن بالبقاء في منازلهم، اتخذت السلطات مجموعة من الإجراءات من إغلاق المدارس والجامعات إلى حظر صلاة الجماعة، لكنها حتى الآن لم تصل إلى حد الإغلاق الكامل.

ارجوحة في المتنزه
توافد العديد من كبار السن على المناطق الخارجية وملأوا الحدائق يوم السبت المشمس قبل دخول الحظر حيز التنفيذ، وذلك على رغم مناشدات الحكومة بالبقاء في منازلهم.
في مدينة أديامان الجنوبية، شوهد كبار السن بتناوبون على الأراجيح في حديقة للأطفال.
سيفيم أوزكان ، امرأة تركية تبلغ من العمر 85 عامًا تعيش بمفردها في منزلها ، تنتظر مع سلتها لجارتها
سيفيم أوزكان ، امرأة تركية تبلغ من العمر 85 عامًا تعيش بمفردها في منزلها ، تنتظر مع سلتها لجارتها

حتى إنّ أحد كبار السن دفع صديقه المتأرجح بمساعدة عصاه التي تعينه على المشي.
وفي غضون ذلك، لجأ الشباب إلى وسائل التواصل الاجتماعي ليعبروا عن أملهم في أن تعلن الدولة "حالة الطوارئ" لأنهم لم يتمكنوا من إبقاء والديهم في المنزل، ما اقلقهم.

لكن بعض البلديات في جميع أنحاء تركيا اتخذت تدابير أكثر صرامة.
فقد أقدم المسؤولون المحليون في أوسكودار على الجانب الآسيوي من اسطنبول، على إزالة مقاعد الحدائق لثني كبار السن عن الخروج.

كما بعثت البلدية بتغريدة مبتكرة "نحن نحبكم ولكن لا تجبرونا على القيام بذلك"، مرفقة بصورة رجل مسن على وشك مغادرة مبنى شقته ولكنه يجد الشارع أمامه وقد حفرته جرافة.
في مدينة أدرنة بشمال غرب البلاد، تمت إحاطة الحدائق بسياج شائك، بينما في أنقرة، علقت السلطات ركوب الحافلات العامة المجانية للمسنين.

ليس عدلاً
أكدت إستر هازان (70 عاماً) التي تعيش في اسطنبول، أن الحظر يجب أن يفرض على الجميع وليس فقط على كبار السن.
وقالت إنها خرجت في الصباح للقيام بشراء الطعام لرعاية والدها البالغ من العمر 100 عام والذي يقيم معها.

ولكن أمسك بها صاحب متجر، وقالت انه "هدد بالاتصال بالشرطة وصرخ في وجهي للعودة إلى المنزل".
وقالت: "لا يمكنني تحمل هذا" ، مضيفة أنها لا تستطيع طلب الأشياء عبر الهاتف لأنها قلقة من تعرضها للخداع.

وتابعت هازان أنّ "هذا ليس عدلاً. فإما أن يكون الكل في الداخل أو أن يكونوا في الخارج".
وبالنسبة ليوكسل، فإنّ الحصول على البقالة في سلتها لا يهدئ جميع مخاوفها.

وقالت لوكالة فرانس برس من نافذتها، وقد بدا عليها الضيق بشكل واضح، "أنا حزينة جدا، لأنني لا استطيع مغادرة منزلي".
ولكن ليس جميع كبار السن مستائين من الوضع.

إذ قال محمد أوزكان (83 عاما) بحماس لوكالة فرانس برس من نافذته وهو يرتدي قبعة حمراء، "أنا في المنزل منذ أسبوعين، ولا أشعر بالضجر. فلدي حديقة كبيرة، ولدي ذكريات. ولدي هواية بالصور".
وقال "أقوم بجمع الصور العائلية القديمة منذ 35 أو 40 عاماً. هكذا أشغل نفسي وأقضي الوقت".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى