خمس سنوات.. المليشيات تلتهم الدولة والشعب

> د. باسم المذحجي

>  اليمن مطلقاً لم تعرف واقع الديمقراطية والرخاء منذ خمس سنوات ماضية؛ بل واقع الأمر في اليمن يعبر عنه بأن البلد تحترق بنار المليشيات والفوضى، والجزء الأساسي من مشكلة اليمنيين في السنوات الخمس الأخيرة، جاء على خلفية الرغبة الشعبة بتخليص الدولة من سطوة المليشيات المملوءة بشهوة سفك الدم اليمني، وتختصر كواليس المشهد اليمني، بأن اليمن واقعة تحت سطوة خاطفي الدولة في اليمن من أحزاب وميليشيات ومن خلفهم منظومة الثورة في إيران، وبالتالي يتوجب إيضاح كيف تلتهم المليشيات الدولة والشعب في ذات الوقت، كما أنه وبالمقابل الدمار والخسائر في الأرواح والثروات اليمنية، هذا ما تعرضت له "الدولة" في اليمن من التهام، وما فعلته النخبة السياسية التي تحكم أو تعارض منذ 2011، وكل هذه الحرائق الطائفية والقبلية والمناطقية التي توشك أن تلتهم الأخضر واليابس، وتقضي على الثور الأبيض والأحمر والأخضر معاً، وتنذر باختفاء دولة موحدة كان اسمها الجمهورية اليمنية.

لقد تهاوت أحلام الوحدة أو الاتحاد، وتفككت روابط المصالح المشتركة، واندثرت الوحدة اليمنية التي كانت وعدا بالتلاقي، فتحولت إلى منصة لهجوم البعض على البعض الآخر، ونشأ نادي المليشياويين والفاسدين من اليمنيين، جامعا منابع النفط والغاز والمنافذ الجمركية والجبايات والإتاوات، وصار مركز القرار للشعب مصادراً، بينما الإرادة الشعبية أصبحت عدماً، لذلك قد نجد أنفسنا نحن اليمنيين تحت سطوة المليشيات الانقلابية الخارجة عن النظام والقانون، لكنها ملتزمة بقوانين عالم الجريمة المليشياوية في طريقة سيطرتها على الأحياء في المدن، والقرى في الريف في إستراتيجية عصابات الشوارع، وعلى نحو أمن وجيش الدولة التابع للعصابة الحوثية، وما تتم ملاحظته في اليمن أنه بعد خمس سنوات من الحرب، فقد تنامت وبسياسة مدروسة الأمور التالية:

1 - المقابر الجماعية ومعارض الشهداء.

2 - السوق السوداء وتجارة الحشيش.

3 - جبايات وإتاوات غير قانونية.

4 - زراعة وتعاطي التبغ والقات.

وما يتم التأكيد عليه في هذا السياق هو أن اليمن طيلة السنوات التي أعقبت اندلاع الأزمة في البلاد سنة 2014، أصرت مليشيات الحوثي على التمترس في العاصمة صنعاء، حيث دخلت في صراعات متواصلة على النفوذ والسيطرة في غياب جيش أو شرطة نظاميين، وفي ظل عجز حكومي متواصل عن وضع حد لسيطرة المليشياويين، وفرض سلطة القانون. وفي المقابل فاليمن اليوم تشهد موجة نمو في زراعة التبغ والقات لتلتهم المحاصيل الزراعية وأشجار البن والنخيل، وتعاظمت إمبراطورية القات ألف مرة ولا عزاء لليمنيين.

* باحث إستراتيجي يمني

دكتوراه في النوع والتنمية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى