ما يدور هنا مخطط له

> علي ثابت القضيبي

> عند التأمل في مصفوفة العبث الذي يطحننا هنا، وأنا أتحدّث عن انقطاعات الكهرباء والمياه والرّواتب وانهيار الدولة.. إلخ، يُداخلني شعورٌ قويٌ أنّ كل ذلك ممنهج، وكله يجري بقناعة كل الأطراف - السلطة الشرعية/ التّحالف/ الفاعلين الدوليين والمنظمة الدولية - لأننا تحت البند السابع، ولأنّهُ - مثلاً - ببيعِ شحنة واحدة من نفطنا الذي تنهبُ إيرادته وتتقاسمها السلطة، فبهذا المبلغ يمكن إنشاء محطة كهربائيةٍ متكاملة، وهي ستخفف العبء في الطاقة، أي ستُزيح شيئاً من الهمومِ التي تطحننا كشعبٍ في كل صيف وطوال العام، لكن..

ونحنُ نفترض - وهذا أكيدٌ وقطعي - أنّ سُلطتنا فاسدةٌ وناهبة لإيرادات البلاد، وبِحسب قرارات الأمم المتحدة بشأننا، فقد خُول للتحالف بإدارة شؤوننا خلال الحرب، فلماذا يصمتُ التّحالف على هذه السلطة؟! ولماذا يديرُ ظهره لتعييناتها العبثية للفاشلين وغير المؤهلين واللصوص كوزراء في البلاد؟! ولذلك يطحننا العبث وتفتكُ بنا المساوئ، وآخرها الكارثة الكونية (فيروس الكورونا) الذي لم تستعد له هذه السلطة بشيء جدي مطلقاً.

كل ما يدورُ هنا يقنعني أنهُ مُدبّرٌ ومُخطّطٌ له وبإتقانٍ، والغاية هي تهيئة منطقتنا لسيناريوهاتٍ رسمها الفاعلون الكِبار في العالم، ولولا ذلك، لما بقي أشخاص كالرئيس المغلول اليدين عبدربه في منصبهِ، أو حتى نائبه اللاعب الفاعل وورقة الجوكر في تنفيذ المخططات إيّاها، أو يبقى شخص عاجز وناهب كالمقدشي كوزير دفاع، وهو الذي لم يُحقق أي نجاح عسكري يُذكرُ طوال الحرب، بل بالعكس.. كما وبِزوال هؤلاء سَتُزاح من قائمة الوزراء والمسؤولين أسماء لا حصر لها، وستتغير الأحوال ولا شك، لكن كل هذا مُخَطّطٌ لهُ، وهؤلاء هم أدوات هذا المخطط.

صمتُ إخوتنا في دول التحالف العربي يصعقني، فهم في مقام الإخوة أصلاً، ونحنُ - خصوصاً في الجنوب - تعاطينا معهم، وما انفكينا وفقاً لهذا التّصنيف، ولا أدري كيف يقبلُ الأخ المُقتدرُ بل والمتولي لشؤون أخيهِ وبتفويضٍ دولي، كيفَ يقبل أن يتركهُ مطحوناً تسحقهُ دوّامة العبث أمام ناظريه؟! لا يحدثُ هذا إلا إذا كان مدروساً ومخططاً له ولا شك.

اليوم، الأحزمة الأمنية والنخب الجنوبية وقطاع عريض من جيشنا وموظفينا بدون مرتبات، وهذا لأكثر من ثلاثة أشهرٍ! وهؤلاء لديهم أُسرٌ يعولونها ويطعمونها، فمن أين تأكلُ أسرهم إذاً؟! كما والصيف يزحفُ بعبء غيظه وحرارته، والكهرباء تعمل لساعات وتنطفئُ مثلها، وهناك مرضى ومسنون يعانون الأمرّين جرّاء ذلك، وأنتم لا تشعرون بكل هذا، لأنّكم وشعوبكم مُرَفّهون، ولذلك لا تشعرون بوطءِ وعبء عبث دقيقة من كل ما نُعانيه ويطحننا هنا!.

في جنوبنا، نحنُ شاركناكم ميادين القتال جنباً إلى جنب، ونجحنا وطردنا الحوثي خصمنا وخصمكم من أراضينا الجنوبية، وكُنّا صادقين كل الصدق في التّعامل، وفي جغرافيا الشمال أنتم تعرفون ما حصل هناك ولخمس سنوات، إذاً لماذا تتركونا نهباً لكل هذا العبث الذي يسحقنا بأبشع الصور؟! لماذا بالله عليكم؟! ولماذا تقفون في وجوهنا ونحنُ نرومُ إلى تقرير مصيرنا وإدارة جنوبنا والنهوض به بحسب قدراتنا، أو بحسب ما قدّره الله لنا؟! أبحثوا في كل هذا وتأملوه جيداً، ولا تنسوا أننا - الجنوبيين - شعبٌ حيٌ حقاً، وأنّهُ بإمكاننا قلبُ الطاولة وتغيير أرقام المعادلة، وأنتم لديكم معطيات وقراءات واقعية بهذا الصّدد.. أليس كذلك؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى