ورحل ملك الابداع المتوج

> عوض بامدهف

> * ما عسى أن يسطر يراعي في لحظات الحزن العميق ، بعد أن تبعثرت الحروف والكلمات ، وفقد نبض اليراع قدرته على التعبير عن فقدان زميل الصبا والأخ الحميم لبواكير زهرة الشباب الغض وأعذب مراحل العمر الجميل.

* لقد رحل (الكابتن سعيد محمد دعاله) عملاق وأسطورة وملك الابداع الكروي المتوج بهدوء شديد ، بعد أن طاله التجاهل والإهمال الذي ظل خلاله يعتصره الألم والوجع ، بصمت وشمم النفس العفيفة العزيزة والصابرة ، والراضية بقضاء الله وقدره، المترفعة عن مذلة السؤال ، ليرحل الملك المتوج بهدوء وصمت ، ويغيب عن حياتنا هذا الرياضي الذي قل ما يجود الزمان بمثله ، على المنظورين القريب والبعيد، والذي امتلك ناصية الابداع الكروي الأصيل والجميل من أطرافه وارتقى على عرشه السامي وحيثما سار سار الإبداع في ركابه.

* منذ بدايته الرائعة ، عندما تفتحت براعم موهبته الجميلة في مرحلة مبكرة من سنوات العمر على يد خبير متمكن هو المدرب الرياضي الكبير والأستاذ التربوي القدير السوداني (مبارك فضل الله) وتحت ظلال الزمن الكروي الجميل والأصيل وفي قلعة أسود الغرب الحصينة ، وفي إطار أبرز رواد الكرة العدنية ، في كيان الريادة والأصالة والعراقة (نادي الحسيني الرياضي) ، في المدينة القديمة (كريتر) ليصول ويجول فتى فريق الحسيني الذهبي في ملاعب عدن الكروية ويكتسب البروز والتألق ، ولم يكتف هذا الملك المتوج للكرة العدنية ، بما حققه في ملاعب عدن الكروية ، بل نثر إبداعه الجميل في ساحات التنافس الكروي في (مصر والإمارات والصومال والحديدة) ، حيث تألق في ملاعبها وسطر صفحات مضيئة من التألق والعطاء المبدع الجزيل ليعاوده الحنين إلى عدن الحبيبة والمعشوقة والساحرة ، ليواصل عطاءه الكروي المبدع في إطار العميد العتيد (التلال).

* واعتزل سعيد دعاله بعد ذلك الرقص الكروي الذي كان يجيده على أصوله ليتجه إلى ميادين التدريب ، حيث حقق الكثير من النجاحات والانجازات الباهرة ، وقد اتسم تعامل هذا الملك المتوج ، مع كل من زامله طوال مشواره الكروي ، بصفات مميزة من البساطة والسماحة والتواضع ، لتظل راسخة في ذاكرة كل من حضرها وأسعده الحظ بالاستمتاع بلحظات الجلسات الودية، التي جمعته مع الأسطورة والرائع والأصيل الكابتن الخلوق سعيد دعاله .. حيث كان (العاقل) بأسلوبه السهل الممتنع والجميل يسرد لنا باقات مختارة ، من ذكرياته في رحاب سحر وعشق المستديرة وإبداعاته الرائعة والجميلة.

* ومن المفارقات المبكية والمضحكة في آن واحد أنه في الوقت الذي تجاهله وأهمله الكثيرون في الزمن الردىء في بلادنا ، تذكره رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ببرقية عزاء في وفاته ، وصدق من قال (لا كرامة لنبي في قومه) .. رحمة الله تغشى فقيد الكرة العدنية الأسطورة والعملاق سعيد دعاله ، ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ، ويلهم أسرته وأهله وذويه ، الصبر والسلوان .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. وعلى القيادات الرياضية الإسراع بإطلاق إسم الفقيد الغالي على إحدى المنشآت الرياضية في عدن .. فهل هم فاعلون؟ .. نأمل ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى