إلى جنة الخلد يا ساحر القلوب وعاشق عدن

> فؤاد باضاوي

> * ورحل عاشق مدينة كريتر .. رحل عاشق عدن والجنوب من دون ضجيج ولا (ربشة) وحيداً بعد عناء ومعاناة طويلة .. رحل عاشق المستديرة بعد مشوار رائع في ميادينها مع كل من فرق : الزمالك المصري ، وهورسيد الصومالي ، ومنتخب الصومال ، ووحدة الإمارات ومنتخبنا الجنوبي وناديي الحسيني والتلال أيام ما كان لكرة التلال وعدن شنة ورنة، في إطار جيل تلالي لا ولن يعوض مطلقاً .. رحل بعد أن كان ملء السمع والبصر ، حيث ذاع صيته في ربوع أفريقيا وآسيا والوطن .. كما كانت له شهرة كبيرة في أقطار عديدة ، ولكن لم تملأ عينه إلا الساحرة عدن وأهلها في أحياء القطيع والطويلة والخساف وحافة حسين وسوق الزعفران ، وفي كل مكان عرفه فيه عشاق الكرة الأصيلة ، ولم تغب عينه عن عدن الخير والحب والوفاء .. والكل كان قلبه في يساره وأنت يا سعيد دعاله قلبك في اليمين ياعاقل.

* كنت عاقلاً ورصيناً ومبدعاً ومقنعاً في الملاعب إلى درجة قصوى ، حيث كان لعبك ينتزع الآهات من الحناجر في المدرجات وكم كنت سعيداً وأنت توزع البسمة على الجميع .. كنت ساحراً في أدائك ، تتراقص بالمدافعين ، وتذهل حراس مرمى كل الفرق، حتى والكرة تسكن شباكهم ، ويا لك من دعاله فنان ومبدع.

* الكابتن (سعيد دعاله) عاش هادئاً قانعاً في عدن ، لم تجره الأحداث التي شهدتها عدن إلى مغادرتها لأنه لم يغادر إلا إليها .. نقل تجربته إلى الناشئين الذين دربهم قبل أن يقعده المرض في منزله .. ولقد عانى طويلاً وحيداً ولم ينكفه أحد ، وهو الذي كان يتمنى الجميع أن يأخذ صورة معه في أيام العز ، أو حتى إلى جانبه .. يا الله على هذا الزمان الرديء ، زمن اللا وفاء والجحود والنكران .. فقد عاني الكابتن (سعيد دعاله) من المرض من دون شكوى في بيته ، وبين أفراد أسرته ، ولم يعلم إلا القليل من زملائه وأصدقائه بأزمته ومعاناته ، ومرت الأيام عليه ما بين بُعد وخصام الأقرباء ، ووينها أيامك في الملاعب يا ملك خط الـ 18 .. وهكذا هي حال الدنيا ياعاقل.

* نسج (الأسطورة سعيد محمد دعاله) علاقة حب ووفاء بملعب المدينة العريق والشهير (الشهيد الحبيشي) وقلعة صيرة رمز مدينة كريتر وشوارعها الشهيرة في حافة القطيع وحافة الهنود وسوق الزعفران ومقهى زكو وزمزم وغيرها .. فالأماكن كلها، مشتاقة لك يا من أمتعتنا سنوات وسنوات وأشبعت عيوننا وأفئدتنا بمهاراتك وفنياتك الراقية والبديعة ، لم نشاهدك للأسف أيام عنفوان الشباب ، وشاهدناك قبل ختام مشوارك الكروي ، ولكن كل من شاهدوك ، قالوا لنا لم تشاهدوا كرة القدم الأصيلة قبل اعتزال الدعالة .. ويكفي يا كابتن سعيد ، أن يعزي في وفاتك (الاتحاد الدولي لكرة القدم) لأنك أسطورة كروية معترف بها وهداف أفريقيا ثلاث مرات متوالية.

* غابت شمس الحب وغاب العطاء والإنسان المفعم بالهدوء والمتواضع برغم تاريخه المشرق غاب وترك لأهله الحسرة والدموع ، ولكن ستبقى ذكراه وتاريخه المرصع بالذهب ماثلاً أمامنا وسيتذكره أبناء عدن والوطن على الدوام، ربنا يرحمك ويغفر لك ويسكنك الجنة ويلهم أهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان .. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى