حياة الليل تستمر افتراضيا في نيويورك أكبر بؤرة كورونا في الولايات المتحدة

> نيويورك «الأيام» أ ف ب

> مع إغلاق مواقع السهر في نيويورك في إطار تدابير مكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد في هذه البؤرة الرئيسية للوباء في الولايات المتحدة، تحقق السهرات الراقصة الافتراضية عبر الإنترنت رواجا متزايدا في "المدينة التي لا تنام".

وباتت هذه المدينة تضم أكثر من 90 ألف مصاب بالفيروس، وقد مددت السلطات حتى نهاية الشهر الحالي إغلاق كل الأنشطة غير الأساسية. إلا أن هذه القيود لم تمنع محبي السهر من المضي بحفلاتهم.

وينتظر رواد "كلوب كارانتين"، أحد أكثر النوادي الليلية الإلكترونية رواجا في نيويورك، طويلا لدخول الموقع مع دفع تذكرة دخول لا يقل سعرها عن عشرة دولارات (وصولا إلى 80 دولارا للراغبين في مساحة خاصة). ويستقطب الملهى مشاهير مثل المغنية البريطانية تشارلي إكس سي إكس.

كما يستقطب منسق الأسطوانات "دي- نايس" المحبب لدى المشاهير، الحشود في حفلاته "المباشرة" الطويلة التي تستمر حتى عشر ساعات متواصلة عبر "إنستغرام". ومن بين متابعي هذه الحفلات نجوم من أمثال ريهانا وجون ليجند، وصولا إلى شخصيات سياسية مثل برني ساندرز وجو بايدن.

أما ملهى "هاوس أوف يس" المعروف بعروضه الراقصة الصاخبة أو البهلوانية وأزياء رواده الغريبة، فقد انتقل أيضا لتقديم الحفلات الإلكترونية وبات ينظم سهرات على منصات مثل "زوم" و"تويتش" و"إنستغرام".

وترى كاي بورك إحدى مؤسسي النادي أن مراقبة انحسار الحياة الليلية في نيويورك كان أشبه "بمتابعة حادث مروري هائل على البطيء"، قائلة "لم نكن نتوقع حلول الكارثة".

مع ذلك، حقق المشروع الجديد نجاحا لافتا منذ الحفلة الإلكترونية الأولى. وتروي بورك "لم أكن أتوقع أن أستمتع بهذا القدر. لقد رقصت بأزياء تنكرية لثلاث ساعات متواصلة... لقد أسعدني ذلك للغاية... كما لو أني برفقة أصدقائي".

إمكانات جديدة

في بادئ الأمر، كان ملهى "هاوس أوف يس" يشترط على رواد حفلاته ارتداء أزياء ملفتة للنظر مع أولوية للملابس الأكثر غرابة.

لكن في ظل تفشي الوباء، خفف القائمون على النادي الليلي قواعدهم بغية استقبال العدد الأكبر من الأشخاص والسماح للرواد العالقين في الحجر المنزلي مع أهاليهم المشاركة حتى في حال تعذر عليهم ارتداء الأزياء الاحتفالية.

وتشير جاكي رابكين صاحبة فكرة تنظيم السهرات الإلكترونية في هذا النادي، إلى أن المشاركين في السهرات لا يزالون يرتدون أزياء غير عادية رغم تخفيف القيود.

وتستقطب هذه السهرات الافتراضية روادا حتى من أوروبا وآسيا. وتقول رابكين "أرى إيجابيات كثيرة، هذا الأمر يوسع الإمكانات المتاحة".

حتى أن خدمة "تويتش" علقت حساب هذا النادي الليلي لأربع وعشرين ساعة "لأن البعض كانوا يرقصون بالملابس الداخلية" وفق جاكي رابكين.

وقد ساهم التحول الرقمي في تغيير صورة هذا الموقع الذي كانت رسائله عبر مواقع التواصل الاجتماعي تُنعت بأنها إباحية في بعض مضامينها.

علاج للضغط النفسي

يأمل منسق الأسطوانات نيكوديموس المنحدر من نيويورك، وهو أحد الناشطين حاليا في إحياء الحفلات الإلكترونية، بأن تشكّل هذه الاحتفالات علاجا ضد الضغط النفسي السائد.

وهو يقول "من الغريب حقا سماع صفارات سيارات الإسعاف تدوي كل خمس دقائق قرب المبنى الذي أقطنه، ورؤية أناس منقولين على حمالات. يصعب التفكير في التسلية وأداء الموسيقى".

ويضيف "لكن يمكننا أيضا الخروج من هذا الوضع من حين إلى آخر للحفاظ على الصحة النفسية والإبقاء على الإيجابية".

وسدد الوباء ضربة قوية لعالم الترفيه مع إلغاء مهرجانات كبرى وإرجاء جولات فنية كما بات فنانون كثر وفرقهم في حال بطالة.

ويستمر "هاوس أوف يس" في إحياء الحفلات عبر الإنترنت لكن مع فريق عمل هزيل، بحسب كاي بورك. وقد نظم النادي حملة لحشد التبرعات لتسديد مستحقات عشرات الموظفين المتوقفين حاليا عن العمل.

ولا تزال هذه السهرات الافتراضية مجانية لكن في حال طالت فترة الحجر المنزلي، قد تصبح المشاركة في هذه الحفلات مقابل بدل مالي وفق جاكي رابكين. وسيستمر النشاط الافتراضي على الأرجح حتى بعد تخفيف قواعد التباعد الاجتماعي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى